وكما قال مرشد الإخوان السابق محمد بديع ما ذنب النباتات؟! والنبى كان رائع وحنين عيبه بس أن النباتات كانت أهم من البشر، ولكن ما ذنب الميريلاند؟! وهل سنجد نفس المصير مستقبلاً لمتنزهات وحدائق أخرى أمثال حديقة الأندلس وحديقة الأسماك !!
هل وصلنا لمرحلة الدولة العبيطة التى لا تدرك قيمة الأشياء التى تمتلكها؟! وفى هذه المرحلة تحديداً التى من المفروض أنها مرحلة بناء فيحْوَل الآخرون ويهدمون، هل يوجد مستقبل من دون تاريخ!! كما يقول مفيد فوزى ناعياً أهالى مصر الجديدة على مذبحة الأشجار فى الميريلاند إن الحدائق رئة المدينة ومن يزيلها متخلف عن العصور فتحضر الدول يقاس بالمساحات الخضراء .
وكأن هناك مجزرة مقصودة لمصر الجديدة فمجزرة الميريلاند ليست الوحيدة سبقتها بسنين منتزه غرناطة والآن مركز الطفل للثقافة (متحف سوزان مبارك للطفل سابقاً) هناك حملة لتقطيع الأشجار القديمة والعالية، لسبب مجهول بشهادة ساكنى مصر الجديدة أن هناك تدميرا ممنهجا يحدث للمساحات الخضراء فى مصر الجديدة من أجل أصحاب المصالح القذرة .
نعم حديقة الميريلاند تاريخ فحديقة الميريلاند من أكبر حدائق مصر الجديدة، وربما أكبر حدائق القاهرة يوجد بها بحيرة يقال إنها ردمت الآن كانت تبحر بها المراكب الصغيرة ويوجد بها العديد من الأشجار العالية والوارفة الظلال وتمتد على طول ثلاث محطات للمترو الذى يمر أمامها وهو مترو عبدالعزيز فهمى.
تاريخ إنشاء حديقة الميريلاند يعود إلى عام ١٩٤٩ ولم تكن معروفة بهذا الاسم منذ هذا التاريخ، حيث كان يحل محلها نادى سباق الخيل فى عهد الملكية والبارون إمبان الذى كان معروفاً بأنه صاحب أراضى مصر الجديدة .
وعند قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ وقرار التأميم بدأ التفكير فى نقل سباق الخيل من هذه المنطقة إلى منطقة نادى الشمس وسمى بعد ذلك بنادى الفروسية وفى عام ١٩٥٨ تم تخطيط المكان لتكون به حديقة مكان سباق الخيل وأطلق عليها الميريلاند المشهورة .
وفى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تم تخطيطها لتكون حديقة يرتادها الجمهور وتتكون من كازينو وأراضى تزحلق (الباتيناج) وظلت على هذا الوضع من عام ١٩٦٣ حتى عام ١٩٨٠ وأنشئ بها مشتل خاص يستعمل فى تشجير الحديقة وبيع بعض نباتات الظل للجمهور، ثم قامت شركة اليكس بتأجير هذه الحديقة وقامت بإنشاء ثلاث كافتيريات لخدمة الجمهور بالإضافة إلى البحيرة والمراكب فيها والبط وحديقة حيوان مصغرة ونظراً لعدم وجود إضاءة كافية بالحديقة فكان العمل بها من الساعة الثامنة حتى الخامسة مساء .
فى عام ١٩٩٧ آلت الحديقة إلى مجموعة شركات سندباد السياحية التى قامت بتحويلها إلى مكان ترفيهى سياحى عالمى حيث تم إنشاء بعض المطاعم العالمية ومنطقة للألعاب الترفيهية ومكان لعروض الدولفين وكلاب البحر، بالإضافة إلى المساحات الخضراء الشاسعة فى الحديقة البالغ مساحتها أكثر من ٣٠ فدانا إلى أن قام ما يسمونه بتطوير الميريلاند وقيام الشركة المستأجرة بمذبحة أشجار الحديقة وإزالتها لإقامة جراج بدلاً منها .
سكان مصر الجديدة وخاصة القدامى يتحدثون عن المجزرة بأسى وحزن شديد مطالبين بوقف هذه الجريمة فوراً وإعادة الوضع إلى ما كان عليه ومحاسبة المسئولين عنها وأن هذه المذبحة التى وصلت إلى ٧٠٪ من أشجار الحديقة ليست وليدة اليوم فقد بدأت خطة تدمير الحديقة منذ عامين من خلال عدم الاهتمام بالأشجار حتى بدأت تجف، ولأن الأشجار تخطت السبعين عاماً تجف وتموت وبعدها قاموا بقطع الأشجار بالليل فى الليل ونقلوها فى سيارات إلى أماكن بعيدة ثم وجدوا أعمال بناء داخل الحديقة علموا بعد ذلك أنه تقرر إقامة جراج مكانها .
ننتظر الآن لنرى ماذا سيفعل المحافظ بعد قراره بإيقاف أعمال مشروع تطوير حديقة الميريلاند وتكليف رئيس حى مصر الجديدة باتخاذ الإجراءات التنفيذية فى تطبيق قراره ومراجعة شاملة لأعمال قطع الأشجار وتهذيبها مع قوانين وزارة البيئة ومدى ما لحق بالأشجار من أضرار وإن كنت أرى تدخل الرئيس شخصياً فى الموضوع لإيقاف المهزلة ومهازل أخرى قد تتكرر فى المستقبل ولا أدرى لما نهرب من تكدس الشوارع باستبدال الحدائق بالجراجات هل أصبح هذا هو الحل والبديل؟!
حديقة الميريلاند - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة