وائل السمرى

من لصاحب صرخة «رعاياك يا مولاى»

الخميس، 02 أبريل 2015 08:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما نتعب من هموم الدنيا وتفاصيلها المؤلمة ننظر إلى السماء، وفى القاهرة حينما نتعب من الهواء الملوث والحرارة الخانقة والتوتر المزمن ننظر إلى الإسكندرية، ففى المحافظة الأروع فى مصر مساحة دائمة للفرح والنشوة والصفاء والحب، ومنها أتى ألمع نوابغ مصر فى الفن والموسيقى والشعر والغناء، ومنها أتى «نابغة» الفن المصرى وأيقونتها الفاتنة «عبدالهادى الجزار» صاحب تلك البصمة الفنية التى لا تخطئها عين، ولا تتجاهلها روح.

90 عاما بالتمام والكمال، مرت على رحيل النابغة، فهو المولود فى مارس 1925 والذى لم يعمر فى الدنيا إلا سنوات قليلة- مات عن 41 عاما- لكنه ترك ميراثا فنيا ملهما لجميع الأجيال التى أتت بعده أو حتى الأجيال التى عاصرته، وللأسف بدلا من أن يشغل قطاع الفنون التشكيلية نفسه بأن يحتفل بهذا الفنان العالمى الذى تتسابق المتاحف العالمية والعربية من أجل الفوز بأحد إبداعاته الخلابة غرق فى الصراعات العبثية والمعارك الصبيانية والمشاريع الوهمية، ناسيا أنه لو كان هناك أهمية لقطاع مثل «الفنون التشكيلية» فلأنه يضم فنانين عظام كـ«عبدالهادى الجزار».

ولا تنبع عظمة «الجزار» من عمق تأثيره الفنى فحسب، بل تنبع أيضا من رهافة حسه الوطنى وابتكاره لطرائق مبتكرة فى التعبير عن رأيه فى القضايا الوطنية والوجودية وليس أدل على هذا من لوحة «الجوع» التى رسمها الجزار فى أربعينيات القرن الماضى، وفيها رسم ثمانى سيدات متفاوتات فى السن والطبقة والمنشأ وأمامهن أطباق فارغة، وأهدى هذه اللوحة إلى الملك فاروق موقعا إياها باسم «رعاياك يا مولاى» فسجنه الملك فاروق شهرا لأنه تطاول على الذات الملكية، وحينما خرج من السجن عاد مرة ثانية إلى رسم اللوحات التى تعبر عن هموم الناس ومشكلاتهم، كما تعبر عن تراثهم الرسمى والشعبى وتدمجه فى عالم خاص موقع باسم «عبدالهادى الجزار».

المؤلم فى الأمر أن الذكرى الـ90 لميلاد هذا العبقرى الذى نقل الفن المصرى من خانة التبعية إلى خانة الابتكار تمر فى ظل تناثر العديد من الأقاويل التى تؤكد إهمال وزارة الثقافة لهذا الفنان الأهم فى تاريخ مصر الحديث، فقد أكد ورثة «الجزار» أن تراثه الفنى العظيم يتعرض للتبديد، وليس تراث الجزار فحسب، بل تراث مصر الفنى كله المعروض فى متحف الفن الحديث، ولهذا أدعو وزارة الثقافة وجميع الجهات المصرية والعالمية للاحتفال بهذا الفنان العالمى واعتبار عام «2015 –2016» عام عبدالهادى الجزار، خاصة أن الذكرى الـ50 على وفاة الفنان ستحل فى العام المقبل.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة