الرصاصة الطائشة ليست وحدها التى أقعدت "مسعد" البالغ من العمر 30 عاما، لكن أضيف إليها روتين وزارة الصحة الذى تسبب فى إبعاد أخصائى عظام زائر لمستشفى العريش العام من مستشفى الجامعة بالإسماعيلية عن متابعة حالته واستكمال سلسلة عمليات جراحية، كان قد بدأها المصاب "مسعد" معه منذ آخر عملية جراحية كان يفترض أن تتم قبل شهور.
تقول "أم مسعد" وهى سيدة تبلغ من العمر 60 عاما، "إن ابنها هو شقيق لـ7 أخوة آخرين من الأبناء وهو معاق ذهنيا، عقب إصابته قبل 9 أشهر، تم نقله لمستشفى العريش العام، ومنها تحول لمستشفى الجامعة بالإسماعيلية الذى رفض استقباله وعاد لمستشفى العريش ليتدخل الشباب المتطوعين بالعريش، ويتم إدخاله مستشفى خاص بالعريش تحمل نفقاته أهل الخير، وأجريت له عدة عمليات ثم نقله لمستشفى العريش مرة أخرى، حيث يرقد منذ شهور فى انتظار عملية أخرى.
وبدورة قال إسلام عروج أحد المتطوعين من أبناء العريش على خدمة المصاب، إن مشكلة مسعد أنه حاليا يرقد فى مستشفى العريش، بعد أن تم إجراء عدة عمليات قام بها الدكتور محمد طه المدرس المساعد بكلية طب جامعة قناة السويس وأخصائى جراحة العظام بمستشفى الإسماعيلية الجامعى متطوعا، والذى كان يتواجد فى مستشفى العريش مبتعثا من قبل وزارة الصحة ضمن قوافل الرعاية الحرجة، وتسبب الروتين الحكومى فى إبعاده عن المستشفى بقرار من وكيل وزارة الصحة بالعريش بحجة أن المستشفى ليس بحاجة إليه ومن وقتها وقد توقف إجراء العمليات لهذا المصاب ومرضى آخرين.
من جانبه قال الدكتور محمد طه القائم على علاج الحالة ومتابعتها منذ مراحلها الأولى لـ"اليوم السابع" أن الحالة الخاصة بمسعد هى إصابة بطلق نارى تسبب فى تهتك بالأنسجة تم نقله لمستشفى العريش العام واستمر محتجزا بها لمدة أسبوع، بدون تدخل مناسب وهو ما تسبب فى التهابات ومزيد من التهتك وتم تحويل الحالة لمستشفى الجامعة بالإسماعيلية، والتى رفضت بدورها استقباله نتيجة عدم وجود تنسيق بين المستشفيين وعاد المصاب للعريش مرة أخرى.
وأضاف الدكتور محمد طه قائلا: التقيت الحالة أثناء قيامى بمهام عملى ضمن قوافل الرعاية الحرجة لعلاج المرضى بمستشفى العريش والمكلف بها من قبل وزارة الصحة، وأجريت له عملية تركيب جهاز اليزروف "مثبت خارجى مؤقت"، وكانت العملية الأولى من نوعها بشمال سيناء، ونظرا لتعطل جهاز الأشعة الخاص بالعمليات فى مستشفى العريش العام لمدة خمسة أشهر فى وقتها تم تحويل مسعد لمستشفى خاص وإجراء عملية جراحية بتركيب مسامير فى العظم الداخلى وتركيب أسمنت بمضاد حيوى، ولم أستطع متابعة الحالة نظرا لانتهاء عملى بمستشفى العريش.
وتابع الدكتور محمد طه أن المصاب حاليا بحاجة إلى تدخل جراحى عاجل وإجراء عملية ترقيع عظام فى إطار سلسلة عمليات إتمام شفائه وهى العملية المؤهلة لعلاجه.
وقال "مسعد" إنه يتمنى أن يعود إلى قريتة "جوز أبو رعد" ليعمل كما كان بالسابق عامل يومية فى مزارع الخوخ، معربا عن أمله أن يتدخل الأطباء لاستكمال علاجه.
المصاب مسعد فى انتظار استكمال العمليات
يتحدث لليوم السابع عن معاناته
أحد الشباب المتطوعين على خدمة مسعد بمستشفى العريش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة