أكتب هذا المقال بعد حضور فعاليات المؤتمر الدولى الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا ورفع المعاناة عن كاهل الشعب السورى، وقبل الحديث عن نتائج الموتمر الذى حصد ما يزيد على ثلاثة ونصف مليار دولار من المانحين للشعب السورى لابد أن نرصد ظاهرة العطاء الإنسانى الكويتى أميرا وشعبا، ومن يرصد هذه الظاهرة سيجد أن الكويت كانت حاضرة فى كل مجالات الإغاثة الدولية وكانت أول من يستجيب لإنقاذ البشر فى أى كارثة تحل على بنى الإنسان فى أى بقعة على الأرض من أفريقيا إلى نيبال والفلبين مرورا بفلسطين ولبنان ومصر وغيرها من شعوب المنطقة وكان لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح المبادرة الأولى لعقد المؤتمر الأول لدعم الشعب السورى منذ ثلاثة سنوات ودعا المجتمع الدولى للاصطفاف والتركيز على إنقاذ الشعب السورى الذى يعانى من أمرين أقرب للجحيم أما الحصار والموت فى الداخل أو النزوح والتهجير القسرى فى الخارج ودوّل الجوار وللأمانة التاريخية وكما قال بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة فإن العالم لم ينتبه لمأساة الشعب السورى إلا بعد المبادرة الكويتية الأولى التى جمعت مليار وستمائة مليون دولار وتشكلت تحت إشراف الأمم المتحدة برامج إنمائية لتوصيل المساعدات التى أنقذت حسب هيلين كلامك مديرة البرنامج ما يقرب من مليونى طفل سورى من الموت وأدخلت مليون ونصف منهم المدارس فى مخيمات دول الجوار، وللأمانة من يشاهد الفيلم التسجيلى الذى عرض على هامش المؤتمر لابد أن يشعر بالعار أن هناك بشرا على حافة الموت بينهم أطفال لا يجدون الغذاء والدواء ويتجمدون من الثلج فى الشتاء.
وعندما سألنا أمين المنظمة الدولية عن دورها فى وقف أتون الحرب وهل سيكتفى بحضور مؤتمر المانحين التى دعت له الكويت قال هذا ملف معقد ونحن ندعو الأطراف كلها للحوار والحل السياسى والسلمى وهو كلام مستفز ونمطى وسخيف، والحقيقة أننى سألت نفس السؤال لوزير الإعلام الكويتى الشيخ سلمان الحمود الصباح وقال بوضوح أنا نفسى المؤتمر المقبل يكون عن إعمار سوريا وإعادة بنائها بعد أن تكون استقبلت كل شعبها النازح وتم إيقاف الحرب بحل جازم وسياسى واضح ولن يكون ذلك إلا باتفاق عربى عربى لأن هناك من يريد استنزاف مقدرات هذه الأمة وإشعالها لأهداف لا تخفى على أحد، فهل يتحقق هذا الأمل تحت مظلة الجامعة العربية وبيد الجيش العربى الموحد، المستقبل القريب ربما يجيب عن السؤال لكن ما خرجت به من مؤتمر المانحين بالكويت أننى أمام شعب عربى خرج من أزمة الغزو والمحنة بدرس إنسانى ورسالة للعالم وهو أنا جربت الألم يوما وسأبذل أقصى جهد لأزيحه عن الآخر، هذا هو جوهر رسالة الكويت التى تبرع أهلها بعيدا عن الحكومة بملايين الدولارات فيما يشبه مزاد الخير لتخفيف المعاناة عن الشعب السورى ويبقى أن يتحرك العرب جميعا لغلق صنبور الحرب لتعود سوريا الشهباء لأهلها وأمتها العربية ومجدها وعزتها واستقرارها يارب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة