وأعرب الأثرى كريس نانتون بمركز البحوث الأمريكى عن صدمته فى رأى فرانشيسكو عن اللوحة، التى يصفها العلماء بـ"موناليزا الفن المصرى" لجمالها وتفاصيلها التى ساعدتها فى اكتساب شهرة كبيرة.
ومن جانبه طالب عالم المصريات أحمد صالح بضرورة تشكيل لجنة أثرية على أعلى مستوى لمناقشة رأى فرانشيسكو، خاصة وأنه شخصية علمية مرموقة، إلى جانب قيام متخصصين بدراسة الألوان والشقوق فى اللوحة وقصة اكتشاف فاسالى اللوحة التى عثر عليها عام 1871 فى مقبرة تقع بالقرب من هرم "ميدوم" بمحافظة بنى سويف.
وأوضح "صالحط أن تلك اللوحة ترجع لعصر الملك سنفرو 4600 عام ق.م، وهى جزء من جدار مقبرة نفر ماعت بميدوم، واللوحة تصور 6 أوزات تتغذى على العشب وارتفاعها 72 سم وطولها 180 سم وعرضها 172 سم.
وقال محمود الحلوجى مدير عام المتحف المصرى، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "إننا لا نستطيع أن نجزم بأن لوحة "أوز ميدوم" مزيفة أو آثرية إلا باستخدام الأساليب العلمية الحديثة التى تحدد العمر الزمنى للقطعة، وهى متوفرة فى وزارة الآثار، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات للرد على تلك الدراسة بأسس علمية صحيحة وليس بافتراضات ظنية، مضيفاً أن هذه الدراسة تأتى ضمن الحملة الشرسة على الحضارة المصرية وأثارها، والتى تشكك فى كفاءة وقدرات الأثريين والمرممين المصريين.
ولفت الباحث إسلام عزت أخصائى ترميم الآثار وعلوم المواد بالمتحف، إلى أن اكتشاف أثرية القطع باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة أصبح بالأمر السهل ومتاح فى مصر، مشيرا إلى أنه كان فى الماضى يتم الاعتماد على مادة "كربون 14"، لكن فى وقتنا الحالى أصبح هناك تقنيات تحدد العمر الزمنى للقطعة دون أخذ أى عينة منها، مما يعطى نتائج دقيقة مثل الإلكترونات الحرة أو المغناطيسية وغيرها، موضحا أنه فى حالة لوحة "أوز ميدوم" يمكن استخدام تقنية "الرنين المغزلى الإلكترونى"، والتى تكشف عن العمر السنوى للمادة اللونية للوحة.
وكانت الدراسة، التى أثارت الجدل ونشرها موقع "ساينس لايف" ومجلة "الآثار الأمريكية" مؤخرا، قد أوضحت اعتقاد الباحث الإيطالى بوجود عدد قليل من الشكوك حول تزييف "أوز ميدوم"، مستندا فى ذلك إلى أن اللوحة التى تصور 3 أنواع من الأوز، من غير المرجح أن تكون تلك الأنواع موجودة فى مصر، كما أن بعض الألوان فى اللوحة فريدة من نوعها فى ذلك الوقت، إلى جانب الطريقة التى تم رسم بها الأوز بحيث تظهر بنفس الحجم وهو أمر غير عادى فى الفن المصرى القديم، حيث تعود المصريون القدماء على رسم الحيوانات والبشر فى أحجام مختلفة.
وأضاف أن الأمر الأخر الذى يشكك فى أثرية اللوحة هو أن الشقوق الموجودة بها لا تتناسب مع الجدار الذى وجدت به، معربا عن اعتقاده بأن مكتشفها فاسيلى، صاحب الفضل فى إيجادها وإزالتها، هو الذى قام بتزويرها حيث كان فنان بارع درس الرسم فى أكاديمية الفنون "دى بريرا" فى ميلانو، لافتا إلى أنه على الرغم من اكتشافه اللوحة لم ينشر كلمة واحدة عن ذلك، وهو أمر غير معتاد نظرا لأنه كان يحب التحدث عن اكتشافاته فى مصر وحتى فى مخطوطاته لم يذكر اللوحة.
ومن المقرر أن تنشر نتائج الباحث الإيطالى فى صحيفة "الأدب" فى نسختيها (إنجليزى وإيطالى) يوم الأحد المقبل.
موضوعات متعلقة..
النيابة تتصل برئيس الترميم بالمتحف المصرى لسؤاله عن ذقن توت