داعش تتسبب فى اشتعال فتيل الحرب بين التنظيمات التكفيرية لتكوين حركة الجهاد العالمى
وقال التقرير الذى صدر تحت عنوان "الصراع بين التنظيمات التكفيرية.. الملامح – الأسباب – التداعيات" إن الإنجازات التى حققها تنظيم منشقى القاعدة داعش على الأرض أدت إلى إشعال فتيل الحرب بين التنظيمات التكفيرية بعضها البعض لبسط النفوذ على المناطق والجماعات التكفيرية الأصغر التى تنتشر فى أرجاء الشرق الأوسط، فى ظل السعى الدؤوب لهذه التنظيمات إلى قيادة ما يطلقون عليه بحركة الجهاد العالمى.
تحليل دقيق لأحاديث مباشرة لأمراء التنظيمات بلغت 70 ساعة
اعتمد التقرير على تحليل مضمون أكثر من تسعين ساعة صوتية لأمراء التنظيمات التكفيرية، وتحليل دقيق لأدبيات هذه التنظيمات من خلال مواقعهم الإلكترونية على الشبكة المعلوماتية.
الظواهرى يهاجم منشقيه من الدواعش لاستعادة سطوة القاعدة على رأس الإرهاب
وأوضح التقرير أن ملامح الصراع بدأت تتشكل فى سوريا بعد انشقاق تنظيم داعش عن تنظيم القاعدة وإعلانه دولة الخلافة المزعومة ورفض أيمن الظواهرى ذلك، وتطور الأمر وبدأ الطرفان فى إعلان معارضتهما الفجة لبعضهما البعض وكذلك ظهرت خلافاتهما الإيديولوجية بشدة، وقد وصل الخلاف إلى أشده بعد تبادل الطرفين الاتهامات والسباب العلنى على المواقع والمنتديات التكفيرية ووصلت لحد تكفير كل طرف للآخر فقد وصف تنظيم منشقى القاعدة داعش الظواهرى بـ"الشيخ الخرف"، واتهم داعش قيادات القاعدة بالانحراف عن المنهج الجهادى على حد قولهم، معتبرًا أنها لم تعد تمثل قاعدة الجهاد العالمى، وأن قيادتها باتت معولًا لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة.
الإرهابيون يهاجمون بعضهم البعض لإثبات أحقية الولاية
أوضح التقرير أن رد الظواهرى قد جاء حاسما فقد اتهم الظواهرى داعش بأنها فئة منحرفة ووصفها بعدم الالتزام "بأصول العمل الجماعى"، و"إعلان دول دون استئذان"، وأصبحت جبهة النصرة – الموالية لتنظيم القاعدة – تصف تنظيم داعش بأنه "جماعة باغية" يجب قتالها، بينما يرى أنصار داعش أن النصرة عبارة عن"صحوات خائنة".
اتهام داعش بالولاء لنظام الأسد وقتلى بالآلاف فى المواجهات
أضاف تقرير مرصد الإفتاء أن تنظيم داعش يخوض معارك عنيفة مع جبهة النصرة، الفرع السورى لتنظيم القاعدة متابعا أن هذه المواجهات بين التنظيمين التكفيريين قد قتل فيها آلاف الأشخاص بعد اتهامات واسعة وُجهت إلى تنظيم داعش بأنه "من صنع النظام" السورى ويقوم بـ"تنفيذ مآربه" على حد زعمهم.
الخلاف العقدى يفتح باب التكفير والتفسيق بين الجماعات
وحول أسباب الصراع بين التنظيمين التكفيريين، أشار مرصد دار الإفتاء إلى أن الخلاف العقدى بين التنظيمين حول عدد من الأمور منها، رؤية كل تنظيم لمن يخالفه فى معتقداته وأفكاره التى يرى أنها تمثل الحق المطلق، فتنظيم القاعدة الأم يرى مخالفيه أنهم فاسقون، أما تنظيم داعش فيرى أنهم كفار ومرتدون ويجب قتالهم.
داعش تتفوق على "القاعدة" الأم تنظيميا فى التكفير والقتل
أشار التقرير إلى أن تنظيم داعش تميز عن تنظيم القاعدة الأم بزيادة جرعة الفكر التكفيرى حتى تحول من الفكر الجهادى التقليدى إلى الفكر التكفيرى، وقد ظهر ذلك جليًّا فى إسراف تنظيم داعش فى القتل تجاه مخالفيه.
البيعة أهم سبل الخلاف والبغدادى يطلب مبايعته لأنه قرشى
وذكر التقرير أن من بين النقاط الخلافية بين التنظيمات التكفيرية هى مسألة البيعة حيث ترى القاعدة أن من حقها الحصول على البيعة من قبل كل التنظيمات الجهادية، لأنها هى الأولى بأخذ البيعة للخلافة، فى حين يرى تنظيم داعش أنه ليس فرعًا تابعًا للقاعدة، وأنه قام بإعلان الخلافة الإسلامية، لذا يجب على قيادة القاعدة وأفرادها مبايعة خليفة المسلمين البغدادى لأنه قرشى.
التنظيمات تصنف الطوائف ما بين كافر يجب قتله ومسيحى يدفع الجزية
أشار التقرير إلى أن تنظيم داعش يتشدد تجاه الطوائف والأديان الأخرى فهم جميعًا كفار من وجهة نظرهم ويجب قتالهم وقهرهم، فى حين ترى القاعدة أنه يجب التفريق بين الطوائف الإسلامية والأديان الأخرى فالطوائف مثل الشيعة والعلويين، فعلماؤهم وقادتهم كفار مرتدون، أما عوامهم فلا يحكمون بكفرهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم، أما أصحاب الأديان الأخرى مثل المسيحيين واليزيدين فترى “القاعدة” أنهم كفار أصليون، ولكن لا يقاتَلون إلا إذا كانوا محارِبين، وما سوى ذلك فيدفعون الجزية.
القاعدة تطلب قتال أمريكا وداعش تقاتل دول إسلامية
أوضح التقرير أن التنظيمات التكفيرية تختلف فيما بينها أيضا حول استراتيجية "العدو البعيد والعدو القريب"، حيث تركزت حرب تنظيم القاعدة ضد "العدو البعيد" الولايات المتحدة وحلفائها، أما تنظيم داعش فيهاجم مباشرة جميع الدول فى محيطه "العدو القريب" فى الدول العربية والإسلامية، ولا يقوم بأية هجمات فى أوروبا أو الولايات المتحدة .
فكرة الجهاد العالمى تدفع التكفيريين لاستقطاب مغرر بهم من دول الجوار
أما عن الأسباب اللوجستيه للخلاف بين التنظيمين، فقد أكد مرصد دار الإفتاء على أن محور خلاف أعضاء التنظيمين الإرهابيين يدور على مدى التأثير والهيمنة على ما يسمى بالحركة الجهادية العالمية، وعلى التمويل، وعلى إمكانية كسب مقاتلين جدد، وأيضاً على المكانة والهيبة بين صفوف المليشيات المسلحة، حيث يحاول كل تنظيم كسب المجموعات المحلية لأجندتها الأيديولوجية وإلى حركة الجهاد العالمى.
توقع بصدام بين التكفيريين دمويا للحشد والهيمنة
وفيما يتعلق بتداعيات الصراع بين هذه التنظيمات التكفيرية، أكد التقرير أن هذا التناحر والخلاف الفكرى والعقدى وصراع النفوذ بين التنظيمات من المتوقع أن يحتدم بين التنظيمات بعضها البعض مع إمكانية تحوّلها إلى مواجهات دموية بين الموالين لتنظيمى داعش والقاعدة خاصة بعد انتهاء العمليات العسكرية لقوات التحالف وهو ما يعنى تحوّل الحرب ضدّ الإرهاب إلى حرب بين الإرهابيين بعضهم البعض.
توقع بإنهاء التنظيمات على بعضها البعض كما حدث فى أفغانستان
وشدد التقرير أن هذا السيناريو قد تكرر فى أفغانستان بعد انتهاء العلميات العسكرية ضد الاتحاد السوفيتى فى نهاية الثمانينيات، حيث تحول الصراع هناك إلى اقتتال بين صفوف التنظيمات الجهادية وأدى إلى تفتيت وتآكل الجماعات المسلحة هناك.
التنظيمات تهتم بأحلام الأمراء ولا حساب للدماء
واختتم التقرير تأكيده بأن الصراع المحتدم بين التنظيمات التكفيرية المسلحة لا يوحى بشىء إلا أن قيادات هذه التنظيمات لا تهتم بما تدعو إليه من شعارات فضفاضة تجذب بها المقاتلين إلى صفوفها بل إن الشاغل الأكبر لهذه القيادات هو بسط النفوذ وتتبدل ولاءاتها بحسب تغير المصالح لا لمن يشترك معهم فى العقيدة والمبدأ.
موضوعات متعلقة..
- الإفتاء:التنظيمات الإرهابية تتهم بعضها البعض بالكفر والفسوق بسبب التمويل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد الودود
تنظيم داعش
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد البرعي
الخلاف مابين التنظيمين
عدد الردود 0
بواسطة:
ليلى شريف
الصراع بين الجماعات التكفيرية
عدد الردود 0
بواسطة:
صفاء علي أبوجاموس
تداعيات الصراع
عدد الردود 0
بواسطة:
نورة البهوتي
الصراع القائم بين الحق والباطل
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي سنبل
الإرهاب على الأرض
عدد الردود 0
بواسطة:
عبده شريف
مواجهة الإرهاب والتطرف
عدد الردود 0
بواسطة:
صبري عواض
جماعات الكفر والإرهاب
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال عبد الرؤوف
النقاط الخلافية بين التنظيمات التكفيرية
عدد الردود 0
بواسطة:
حسين الحريبي
أهل الكفر