كما نعلم فإنه لا يمكن الاستغناء عن الخبراء سواء كانوا عربا أو من غير العرب فى بعض الأمور العلمية والتكنولوجية والفنية لفترات محدودة طالما لايوجد من أبناء البلد متخصصين فى بعض هذه المجالات – ولكن رأينا فى الكثير من الدول النامية وعلى مدار عشرات السنين - أعدادا كبيرة ممن يسمونهم الخبراء الأجانب والذين ظهرت حقيقتهم حيث كلفوا حكومات هذه الدول المليارات ولم يفيدوها بل زادوا الطين بله وكان هذا بالطبع ناتج عن ضعف هذه الحكومات وجهلها بطرق الإدارة السليمة وعدم الحرص على موارد الشعوب المالية وتفشى الفساد والرشوة والمحسوبية ووجود مجموعات من أبالسة الأنس الموزعين فى كل الوزارات والهيئات.
ولكن الآن وبعد صحوة الشعوب وتصميم الحكومات على تنفيذ برامج الإصلاح الوطنى الشامل نجد فى هذا العصر الحديث العديد من المختصين من أبناء كل دولة المؤهلين للتنافس فى خدمة بلادهم مع أتاحة الفرص لهم ولغيرهم من مواطنيهم للتدريب لدى جهات محلية أو عربية أو دولية بتكاليف زهيدة.
فقد انتهى العصر الذى كان يأتينا الممرض الأجنبى بشهاداته الطبية المزورة للعمل فى بعض مستشفياتنا كخبير فى علاجات الأمراض مستعصية.. وتحضرنى الآن هذه الواقعة التى حدثت بالفعل فى إحدى الدول عندما ظهر كتاب عنوانه (برنامج المجارى) فسارعت مصلحة المياه والمجارى بشراء عشرات النسخ منه لتوزيعها على أقسام وفروع المصلحة على أنه سيفيد الموظفين، ولكن تبين بعد الشراء أن الكتاب كان فى ذكر الشيخ أبو عبد الله المجارى الأندلسى المتوفى عام 862م!!.. فلا داع للتسرع وفى التأنى دائما السلامة.. والله الموفق والهادى للجميع.
مشروعات إنشاء كبارى
