مدحت مصباح جميل يكتب: سفينة الوطن والوصول إلى بر الأمان

الجمعة، 17 أبريل 2015 12:00 ص
مدحت مصباح جميل يكتب: سفينة الوطن والوصول إلى بر الأمان عَلَم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الـقَـمـع... "إيـه معنى الـقـمع اللى كُل شوية واحد فاضى يطلع يقولنا عليه ده؟"
ببساطة ووضوح.. القمع هو مجابهة سلطة الدولة كلَّ عمل- "لا عنفى"- تجد فيه تحديًا ومحاولة هـدم للسلطات القائمة...
"يعنى إيه برده قمع؟!".

ببساطة أكتر يعنى.. "استغلال سطوة القانون" وسائل الإكراه التى يمنحها "القانونُ" للدولة لمعاقبة المواطنين "السلميين" المتمردين الخاضعين لنظام الدولة ومختلفين مـع سلطات الدولة فى عدد من الإجراءات .

وبكده يبقى عـرفنا يعنى إيه قـمع ببساطة.. يعنى الدولة بتستغل وبتستخدم نفوذها وسلطتها القانونية ضد المواطنين السلميين.. يعنى عشان نقدر نستخدم مُصطلح (قمع).. لازم يتوفر عندى حاجتين :
1- "مواطنين عارفين يعنى إيه وطن وحـاسين بالانتماء للوطن" .
2 - سلميون لا يحملون السلاح ولا يلجأون للتخريب ولا التكسير ولا الحرق ولا التفجير ولا تخريب الممتلكات العامة ولا الخاصة .

"ومما سبق أقدر أقول بكل وضوح إن اللى بيحصل مع الإخوان فى مصر مش قمع نهائى... اللى بيحصل معاهم مُجرد مواجهة للكراهية والعُنف الكبير الذى ينتهجونه تجاه مصر والمصريين".

الإخوان والمنتمون إليهم تنظيميًا وفكريًا ما داموا سلميين فى مصر يعيشون آمنين يعملون ويذهبون ويجيئون ويشترون ويبيعون بل ويشتمون ويسبون ويلعنون مصر والمصريين ويعلنون على صفحاتهم على كل المواقع الإلكترونية وداخل أعمالهم ومنها وظائف حكومية أنهم مع الإخوان ويقولون إن ما حدث فى مصر انقلاب ويسبون حتى رئيس الجمهورية... ولا أحد يتعرض لهم من الدولة ولا يُحاسبون على ما تتلفظ به ألسنتهم... لكن بمجرد الخروج للشارع والمطالبة بشىء من الخيال والوهم بعودة نظام ثار عليه الشعب المصرى ويسبون ويكدرون السلم العام ويتحدون إرادة المصريين ويسبونهم ويحرقون ويكسرون ويعتدون على المال العام والخاص يتم ردعهم وصد عدوانهم ومواجهة العنف بعنف.. وأنا أطالب بمواجهة العنف بعنف أكبر منه لما فيه تعذير وردع .

إن الإخوان ومن على شاكلتهم لا يختلفون مع الدولة المصرية بل يختلفون على الدولة المصرية.. وهذا ليس رأيًا أصلاً ليُسمع أو يُحترم بل هو عداء صريح يجب أن يواجه ويُمنع ..

المُعارض الوطنى الشريف- يختلف مع الدولة وليس عليها- يبنيها وينميها ولا يحاول بشتى الطرق إعاقة بنائها ولا يسعى لهدمها .

ونحن نبنى الدولة المصرية جميعنا يدرك أنه لتحقيق أهداف الثورة لابد أن تتحول الثورة إلى دولة قوية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وعسكريًا.

الدولة المصرية اجتازت الكثير من العقبات وهناك من يحاول عرقلة وهدم البناء.. لذا جميعنا مدعون للالتفاف حول "الدولة المصرية"... وإن المُعارضة لابد أن تتبوأ مكانها وتأخذ دورها الطبيعى والمهم فى "مجلس النواب" كجزء من نظام الدولة والحكم فى مصر.

فى ظل حالة العُنف التى يُـصـر عليها المجرمون من الإخوان ومن عاونهم.. ولأنهم يستغلون أى أحداث لتهويلها بل وافتعالها.. ولاستغلالهم أى تجمعات وطنية تتظاهر ليندسوا ويشوهوها وربما يقلبوها لكارثة ويسقط ضحايا... فإنه لزامًا علينا كمصريين أن لا نكون سببًا ومعاونًا لهم دون قصد.. وعلينا أن ندرك أن هناك آليات ونوافذ للمعارضة كثيرة غير التظاهر فى الوقت الذى يستغله أعداء الوطن لمحاولة عرقلة بنائه .

لابد أن ندرك جميعًا أن هناك من يتربص بنا ولا يرغب باستكمال خارطة الطريق التى أبعدته عن المشهد السياسى تنفيذًا لإرادة المصريين... فيحاولون بكل ما أوتوا من قوة ألا يُنتخب البرلمان وتُستكمل أدوات الحكم فى الدولة المصرية كى يكون هناك معارضة حقيقية تستطيع أن تشرع القوانين وتخطط وتسير حياة المواطنين وتراقب الحكومة وتحد من استغلال السلطة لسطوة القانون فى تقييد المواطنين السلميين إن وجد تقييد .

لذا لابد أن نتكاتف جميعًا فى هذه المرحلة الحساسة لنستكمل بناء الدولة النظامية وليست العدمية الفوضوية على أكمل وجه ليعمل الجميع نظامًا ومعارضة وطنية من أجل الوطن كلٌ يقوم بدوره فى تناغم تام .

جميعنا لابد أن يدرك أن قائد الدولة المصرية كقائد السيارة .. والمُعارضة الوطنية الشريفة كالمرايا (جمع مرآة) الجانبية... فكما لا يستطيع قـائد السيارة القيادة السليمة بدون مرايا جانبية.. لا يستطيع قائد الدولة قيادة الوطن بطريقة سليمة إلى بر الأمان دون معارضة وطنية تُساعده وترشده وتعينه على إكمال مـا ينقصه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة