محمد صبرى درويش يكتب: هيلارى التى لن تأتى

الجمعة، 17 أبريل 2015 04:04 م
محمد صبرى درويش يكتب: هيلارى التى لن تأتى هيلارى كلينتون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هيلارى كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة والسيدة الأولى لأمريكا فترة حكم زوجها بيل كلينتون، والتى تتمتع بشعبية لا بأس بها فى الشارع الأمريكى وشعبية أكبر فى بين سياسيى أمريكا وسياسيى العالم.

بدا وهج الانتخابات الرئاسية الأمريكية يلوح فى سمائها، وأصبح الشارع الأمريكى مُترقباً للمترشحين أكثر من ترقبهم لقرارات الرئيس الأمريكى الحالى أوباما، وهيلارى كلينتون أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن الحزب الديمقراطى الأمريكى كأول امرأة تسعى بجدية للوصول لرأس السلطة مُعلنةً: «إن المواطن الأمريكى البسيط يحتاج لزعيم»، وهناك أسماء أخرى منافسة للحزب الديمقراطى الأمريكى ولهم ثِقلهم فى ربوع بلادهم منهم «جيب بوش» و«راند بول» كأسماء مطروحة عن الحزب الجمهورى الأمريكى، وأغلب الآراء تشير إلى أن فرص الحزب الجمهورى أكبر فى الفوز بهذا السباق نتيجة للاخفاقات الحالية للحزب الديمقراطى فى سياسات كان مُعد لها مسبقاً ومُحاطةً بالفوز المؤكد كما خُطط لها، ولكن إعادة توازن القوى فى العالم والتصارع فيما بينها يسحب البُساط فى أغلب الأحيان من تحت أقدام هذه السياسات.

الشعب الأمريكى وحده هو المُخول بتحديد من سيفوز فى هذه الانتخابات، وأياً كان قراره وأياً كان من سيأتى، وأياً كانت معطيات الآتى أو برامجه إلا إن قوى العالم لها آراء أخرى ونهج مختلف فى طبيعة سير التعامل مع السياسة الأمريكية بمختلف توجهات حزبيها، والأغلب يرى أن السياسة الأمريكية لديها نهج واحد طويل المدى وما أن يأتى الرئيس الجديد سواء كان جمهورياً أو ديمقراطياً حتى يُقرهُ ويعمل وفقاً لما أُعدَ له سلفاً بغض النظر عن توجهات حزبه.

هيلارى كلينتون فى كتابها الشهير «الخيارات الصعبة»، والتى تستعرض فيه كيف تحركوا بخيارات صعبة لأجل أهداف سامية يحققونها هم للعالم بأثره، وعرضت خطوط عامة لسياستهم فى هذا الكتاب ونست أن تذكر مساوىء تلك السياسات، وأدعوها لكتابة كتاب آخر يحمل عنوان «كيف نفذنا الخيارات الصعبة؟».. وأعتقد إن مؤسسات حساسة داخل دولتها ستقف بشراهة أمام صدور هذا الكتاب لأنه سيُظهر للشارع الأمريكى الوجه الآخر للساسة الأمريكان فى طريقة سير سياستهم الخارجية.

هيلارى كلينتون التى لن تأتى بسياسة جديدة لبلادها وأقصد هنا وأخص سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، فمخطط أمريكا بعيد المدى فى الشرق الأوسط، وأياً كان الفائز سيُقر هذه السياسات تجاه الشرق الأوسط، وهنا نُحذر هيلارى وغيرها أنتم الآن فى خلاف مع الشعوب العربية وفى غضون بضع سنوات قادمة إن لم تُغير الولايات المتحدة سياستها تجاه الشرق الأوسط فستكون الولايات المتحدة الأمريكية فى مأزق كبير تجاه هذه الشعوب ولن تُفلح أى سياسات تسويقية لها مجدداً فى كيفية الحفاظ على شعبية أمريكا فى المنطقة برمتها.

هيلارى التى لن تأتى بفكرها هى للشرق الأوسط ولكن ستأتى بمخططات جار عليها الزمن مبنية على التحليل الخاطئ لسيكولوجيات الشعوب، مما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية تتفاجأ بالكثير من الصدمات المستقبلية وأنتم كإدارة أمريكية تستغرقون وقتاً أطولاً فى الإفاقة من الصدمات، ومُضى الوقت مع هذه السياسات الخاطئة يرسم صورة مُعاكسة تماماً للصورة التى تريدون إيصالها.

هيلارى لا تأتى لتُطغى الشرعية على هذه السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط كما أحدثتى سلفاً، فالمفاجأت التى ستلقونها، سيُحاسبكم عليها التاريخ لأنها ستكون رد فعل طبيعى لسياساتكم الخاطئة تجاهنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة