عرض "موناليزا" يُبْرِز مأساة المرأة فى المجتمع الجزائرى
العرض الجزائرى (مونا لويزا) لفرقة المسرح الجهوى باتنة تأليف سعيد نصر سليم وإخراج تونس يتناول مأساة المرأة فى المجتمع الجزائرى والعربى "انطلاقا من الرد عن تساؤلات حول ابتسامة الموناليزا لكن بتفكير وفلسفة جزائرية فتحكى مونالويزا ببساطة قصة حب رجل فنان لشخصية افتراضية عشقها وملكت كيانه رغم وجود امرأة حقيقية (من لحم ودم) فى حياته وإلى جانبه تحبه لكن دون أن يشعر بها مما يخلق جوا مكهربا مشحونا بالغيرة النسوية فى قالب كوميدى تراجيدى أو ما يصطلح عليه "الكوميديا السوداء."
التهاون والتسيب فى المجتمعات العربية بعرض "العكس أصح"
أما العرض التونسى (العكس أصح) لفرقة 156 تأليف وإخراج هادى عباس فيتناول فكرة التهاون والتسيب التى اصابت المجتمعات العربية فيما بعد الثورة من خلال قصة شابين عاطلين عن العمل قصدا ورشة للنجارة فكلفهما صاحب الورشة بتركيب باب لغرفة نوم أحد الحرفاء وهناك تدور أحداث المسرحية حيث يعجز الشابان عن تركيب الباب فى غرفة نوم الحريف ويرتكبان العديد من الحماقات.
وتتسارع الأحداث فى اتجاه مغاير بعد أن تذمر صاحب المنزل من بطء إنجاز الشابين للعمل الذى جاءا من أجله واختارا اختلاق ألعاب سحرية لإلهاء صاحب المنزل الذى استحسن ذلك وطلب منهما التخلى عن تركيب الباب وتقديم المزيد من هذه الألعاب قبل أن تقودهما الصدفة إلى تركيب الباب بلعبة سحرية جديدة.
وتعد مسرحية العكس أصح تجربة فريدة من نوعها فى المسرح التونسى باعتبارها تعتمد فى طابعها الفنى على حركية المهرج كوسيلة للتعبير عن جملة من القضايا الاجتماعية خاصة وأن التونسى بعد الثورة أصبح يتصف بالتسيب والتهاون فى العمل وفق لما جاء على لسان المخرج هادى عباس.
مظاهر الاستبداد فى "حلم ليلة دم"
بينما اختار العرض المغربى (حلم ليلة دم) لفرقة مسرح أبعاد تأليف وإخراج عبد المجيد شكير فكرة الاستبداد فالمسرحية تتناول لقاء فجائى بين شخصيتين مجهولتين ليلا فى خلاء فارغ على مشارف مدينة أغلقت أبوابها، إحداهما مطرودة من المدينة، والثانية لاجئة إليها من منطقة بعيدة ويحدث بينهما صراع ينتهى بقبول الشخصية الأولى بأن تمكث معه الشخصية الثانية شريطة مساعدته على تنفيذ مخططه بمجرد دخول المدينة فيتفقان ويسميّان بعضهما بعضا فيصبح الأول "نسيم" والثانى "بسيم" وكان المخطط هو أن يتم قتل الوالية والقاضية والسجانة باعتبارهن رؤوس الفتنة وسبب البلاء فيتحمس الأول الذى يبدو مثقفا حاملا وعيا ثوريا بينما يتراجع الثانى الذى يبدو شخصا بسيطا فطريا وتلقائيا.
وقد اختارت المخرجة العراقية الدكتورة عواطف نعيم فكرة الديكتاتورية والفروق الطبقية فى المجتمعات التى تتولد من خلالها الصراعات لتكون محاور فى مسرحيتها (الصامتات) لفرقة محترف بغداد المسرحى وتقدم قراءة مشاكسة للكاتب الفرنسى جان جينيه وخادماته والعرض يتناول قصة الخادمتين اللتين تعملان عند سيدة أرستقراطية لا يحبانها إلا قليلا كما تقول ذلك إحداهن، وهى لا تستطيع أن تطردهن لأنها لا تستطيع الاستغناء عن خدمتهما وإن كانت تقول إنها قادرة على ذلك، وحين يشتد النقاش وتتطور الأمور إلى نزاع ينتهى بقتل السيدة فتعتقد الخادمتان أنهما قد تحررا لكن صوتا من آخر القاعة يؤكد أنه قد جاء كوريث وفى هذا تريد المخرجة أن تؤكد على أن الخادمتين لم تتحررا بعد وهى إشارة إلى استمرار الدكتاتورية.
فالمسرحية تعد تجسيدا لأحزان المرأة أينما كانت وترجمة لمعاناتها من كل أشكال القمع والتهميش فالعمل المسرحى بكل ما يجسده من مأساوية وقساوة ما هو إلا اقتباس لحدث واقعى وجريمة اقترفتها الأختان (بابان)، والتى قوبلت فى حينها بعدم رضى الجمهور ولاقت انتقادا شديدا لدى عرضها فى نهاية الأربعينيات من القرن الماضى إلا أنها كانت مدعاة للتفكير بشأن الطبقة البرجوازية فى القرن العشرين.
مشاركة عربية قوية فى العروض
وتشارك الكويت بعرض «قصة الأمس» لفرقة الحداد بطولة عبد العزيز الحداد ويناول العرض حياة شاعر الكرنك أحمد فتحى ويلقى الضوء على المعاناة الوجدانية والعاطفية والإنسانية التى عاشها فى رحلته الإنسانية للبحث عن الحقائق عبر قصة درامية.
كما تشارك عروض أخرى من العراق (أنت يامن هناك) لفرقة الراية لتمثيل وتأليف وإخراج منير راضى وهناك عرض من السعودية بعنوان (القناع) لفرقة الجمعية العربية للثقافة والفنون فرع الإحساء تأليف قاسم محمد وإخراج نوح الجمعان والعرض اليمن (السؤال الصعب) لفرقة مسرح عدن تأليف وإخراج فيصل بحصو، بالإضافة للعرض الليبى (عفوا أبى) لفرقة مسرح الغد بالبيضاء تأليف على الجهانى وإخراج عز الدين المهدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة