"صابر" لم يصبر على أبيه وهرب لأسوان.. الطفل: والدى منع عنا الأكل وأمى سابت البيت.. وبنام عند السكة الحديد.. وأطفال الشوارع حاولوا يعملولى "قلة أدب".. وبائعة ورد تحتضنه وتؤكد: قالوا لى ارميه تحت قطر

الخميس، 16 أبريل 2015 07:21 ص
"صابر" لم يصبر على أبيه وهرب لأسوان.. الطفل: والدى منع عنا الأكل وأمى سابت البيت.. وبنام عند السكة الحديد.. وأطفال الشوارع حاولوا يعملولى "قلة أدب".. وبائعة ورد تحتضنه وتؤكد: قالوا لى ارميه تحت قطر الطفل صابر
أسوان - عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"من جحيم إلى جحيم"، هكذا حال الطفل (صابر خميس أحمد سيد)، والبالغ من العمر 8 سنوات، والذى ذاق ألوان العذاب من والده الذى كان يضربه باستمرار، ويمنع عنه الأكل والشرب أحيانا، حتى انتقل إلى ألوان مختلفة من العذاب يتذوقها فى الطرقات وشوارع المحافظات واحدة تلو الأخرى وصولاً إلى محافظة أسوان.

تفاصيل القصة


بدأت قصة صابر - كما يرويها الطفل لـ"اليوم السابع"، كغيره من الأطفال، نشأ فى منزل صغير يقع فى منطقة عشوائية بمنطقة حدائق حلوان بمحافظة القاهرة، وسط أب يعمل فى مجال تصليح الأحذية، وأم وإخوته الخمسة، لمياء (متزوجة) وسارة (متزوجة) ونبيلة ومحمد وأحمد.

يقول الطفل "أحب أمى جدا ولا يمكن أن استغنى عن وجودها بقربى، إلا أن أبى كان قاسيا جدا، ويضربنا دون رحمة، ويمنع عنا الطعام والشراب أحيانا، واستمر هذا الحال لأيام وشهور، حتى استيقظت يوما على خبر هروب أمى من المنزل، لأنها لم تتحمل الأذى من أبى".

وأضاف الطفل، "عشنا أنا وإخوتى مع أبى فى المنزل الضيق، وكان لا يرحمنى من الضرب، بسبب حبى للعب مع أصدقائى من الأطفال الصغار وصرف كل ما بحوزتى من نقود على ألعاب البلاى ستيشن، وبعد إحدى "العلقات الساخنة من أبى" قررت اللحاق بأمى خارجا، والرحيل عن المنزل للبحث عنها، والعيش معها بعيدا عن قسوة أبى.

هروب الطفل


ويتابع الطفل قصته قائلاً "أول ما هربت روحت طنطا ولفيت الإسكندرية والأقصر وأنا دلوقتى فى أسوان، بقالى سنة فى الشوارع، عشت مع الشحاتين واتعلمت الشحاتة منهم، عشان أعرف أعيش بس سبتهم وهربت".

كيف يقضى يومه


وعن يومه كيف يقضيه، قال الطفل صابر "بصحى من طلعة النهار، وألف فى الشوارع بحثا عن شخص يخرج من جيبه جنيها، ويعطيه لى حتى آكل وأشرب بيه، واتصاحبت على أطفال شوارع زيىّ، وأول ما نشبع نجرى على الحدائق والجناين العامة نلعب هناك، بس أنا بقيت مضايق منهم لأنهم علمونى شرب السجاير والكلام اللى فيه قلة أدب، حتى بدأوا يطلبون منى إنهم يناموا معايا، وأنا رفضت، وفضلوا مستمرين فى التحرش بيا، حتى انفصلت عنهم وبقضى أغلب اليوم لوحدى، وبنام جمب السكة الحديد بالليل، وبقيت خايف جدا ونفسى أرجع لماما وبيتنا تانى".

بائعة الورد


"هدير عبد الرسول" بائعة ورد بإحدى حدائق أسوان، قالت "شاهدت الطفل لأول مرة وخطف قلبى كأنه ابنى، فناديت عليه وسألته أنت اسمك ايه؟ وساكن فين؟، ولما حكى لى قصته، قلت له أنت هتبات معايا واعتبرنى زى أمك، واتصلت بنجدة الطفل، وحررت المحضر رقم 109424 نجدة الطفل، بس للأسف ما فيش حد سأل فى الطفل لحد دلوقتى.

واستكلمت "هدير" حديثها قائلة، "فرحت أوى بالطفل صابر، وبدأت أعلمه الصلاة وانصحه بعدم التلفظ بالكلام القبيح، وخليته يقضى بعض اليوم يلعب البلاى ستيشن اللى بيحبه، ويقف معايا فى المحل نبيع الورد، وفى آخر اليوم نروح على البيت فى منطقة الصداقة".

واستطردت "هدير" قائلة، "سألت ناس كتير أعمل أيه مع الطفل، وفيه ناس نصحونى أنى أتركه للشارع ولا آمن له، بحجة أنه ممكن يسرقنى ويسرق حاجة من البيت ويمشى، بس هو أمين جدا طوال الفترة اللى عايشها معايا، لكن هناك بعض مربيات الملاجئ قالت لى بالنص (أنا لو مكانك أرميه تحت قطر ولا أنه يعيش معايا)، وأنا رفضت كلامها لأنه نفس بشرية، وأنا نفسى أكون سبب فى تحقيق أمنية الطفل صابر، ويرجع لأمه وأبوه يبطل يضربه ويتعلم من درس غياب ابنه عنه".
- اليوم.. محافظ القاهرة يناقش مشاكل أطفال الشوارع مع اتحاد الجمعيات الأهلية








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة