مفتى الجمهورية لطلاب جامعة طنطا: نواجه الإلحاد بالفكر الوسطى الصحيح.. ونصوص الأديان لا تدعو للتخريب.. ونؤيد الفن الهادف ما دامت وسيلته مشروعة ولا نقر الإثارة.. وأطالب الشباب بالابتعاد عن الزواج العرفى

الأربعاء، 15 أبريل 2015 11:18 م
مفتى الجمهورية لطلاب جامعة طنطا: نواجه الإلحاد بالفكر الوسطى الصحيح.. ونصوص الأديان لا تدعو للتخريب.. ونؤيد الفن الهادف ما دامت وسيلته مشروعة ولا نقر الإثارة.. وأطالب الشباب بالابتعاد عن الزواج العرفى الدكتور شوقى علام مفتى الديار
الغربية- مصطفى عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسئلة وأجوبة كثيرة دارت بين طلاب جامعة طنطا بقاعة المؤتمرات والدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، فى بعض الأمور الهامة فى الدين والمشككين والملحدين.. وأكد المفتى أن شبابنا مهموم بقضايا مصر الاقتصادية والسياسية وقضايا دينه، الأمر الذى يدفعه دائما للسؤال من أجل الوصول للحقيقة.

علام: لسنا فى عزلة عن الدولة المجاورة ونتأثر بها


وأضاف شوقى علام، لسنا فى عزلة عن الدول المجاورة، ونتأثر بالمشكلات التى تعانى منها هذه الدول، والتمس العذر للشباب فى الفترة الأخيرة، وذلك بعد انتشار أفكار المشككين والملحدين، الأمر الذى أدى لتشويش الحقيقة لدى الشباب، ويترتب على ذلك الفهم الخاطئ للإسلام الوسطى الحنيف.

جاء ذلك ردا على سؤال أحد الطلاب لفضيلة المفتى فى ندوة "الإسلام دين الوسطية" بقاعة المؤتمرات بجامعة طنطا عن أسباب تزايد عدد المشككين ودعاة الإلحاد الفترة الأخيرة وكيفية مواجهتهم، بحضور الدكتور عبدالحكيم عبدالخالق، رئيس جامعة طنطا، والدكتور محسن مقشط، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد ضبعون، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة البيئة، وتنمية المجتمع، والدكتور إبراهيم سالم نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، وقائد المنطقة الشمالية العسكرية، والعقيد أحمد يحيى المستشار العسكرية لمحافظة الغربية.
ظهور جماعات تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية

وأوضح "علام" أن مصر شهدت خلال الفترة الماضية ظهور الجماعات، التى تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، ويدعون أن الشريعة الإسلامية غير مطبقة فى مصر، ونحن نؤكد أن هذا المفهوم خاطئ.

وعن سؤال هل الشريعة مطبقة على مستوى القانون؟ قال الدكتور شوقى علام: قبل أن يقنن القانون كانت الشريعة الإسلامية موجودة، وبعد أن تم وضع القانون استدعت الحكومة المصرية عددا من علماء الأزهر الشريف، وطٌلب منهم مقارنة القانون بالفقه، وأعد الفقيه مخلوف المنياوى كتابا بعنوان "المقارنات التشريعية"، وكشف فيه أن القوانين التى أتت إلينا من فرنسا تتفق مع الفقه المالكى بنسبة 75% والـ25% تتفق فى فقه الشافعى والحنفى.

مفتى الجمهورية: من يدعون لتطبيق الشريعة يسعون لهدف معين


وأكد مفتى الجمهورية أن هؤلاء الذين يدعون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية يسعون لهدف ما، ويتهمون من لا يطبق الشريعة بـ"الكفر" ويلجأون لحرب الفكر والعنف لإقناع الشباب بأفكارهم الهدامة، وهذا يرسخ لدى الشباب بأن هؤلاء هم من يمثلون الإسلام، مما يتسبب فى إلحاد عدد كبير من أبنائنا.

دار الإفتاء والتصدى للملحدين


وتابع مفتى الجمهورية أن دار الإفتاء تلعب دورًا بارزًا فى التصدى للملحدين من خلال مقابلة هؤلاء الشباب مع مجموعة من الشباب البعض منهم لديه فكر عميق يحتاج مناقشة على نحو عال، وبعضهم متأثر نفسيا بما كان وكأن الإسلام هو السبب فى هذه المشكلات، ويتم إقناعهم بالعدول عن هذا الفكر الخطأ، وأن يعودوا إلى رشدهم من خلال توعيتهم بالفكر الإسلامى الوسطى.

لم يوجد فى نصوص أى دين مايدعو إلى التخريب والتدمير


وأضاف شوقى، إننا نعيش فى مرحلة البناء، مشيرا إلى أن الإسلام والأديان السماوية، جاءت لهذه الغاية، ولم تتواجد فى نصوص أى دين من الأديان، ما يدعو إلى التخريب والتدمير، بل إن نصوص الأديان وعلى رأسها الإسلام تدعو إلى التعمير والبناء، والأساس هو بناء الإنسان والجسد الذى تعيش فيه الروح، وجاء من هنا فكرة التهذيب والبناء، وهى فكرة أساسية فى كل الأديان.

الرسول دعا إلى بناء الإنسان على المنهج الوسطى


وأضاف بأن الرسول الكريم مكث 13 عامًا فى مكة المكرمة، ثم فى سنة أخرى فى المدينة المنورة، وكان هدفه الرئيسى بناء الإنسان على المنهج الوسطى، والذى يقوم على غرس الأخلاق والعقيدة والقيم والمبادئ والأصول فمن لاقيم له ولا مبادئ فلا قيمة له، مضيفا، أن الأساس فى كل شىء هو الأخلاق، فإذا بنينا الإنسان أولا فإننا نكون بنينا كل شىء، وعلينا اتباع الرسول الكريم فى البناء من خلال الوسطية والبعد عن التشدد، بل بما يتفق مع فطرة الإنسان.

المفتى يطالب بمعاملة الشباب غيرهم بالرفق


وطالب مفتى الجمهورية الشباب بأن يعاملوا غيرهم بخلق حسن وبرفق، لأن كل الناس إخوة وأبناء، مضيفًا، إذا عشت بهذه النظرة ترتاح لأن الاختلاط مهم بين البشر، مشيرا إلى أن الدين الإسلامى جاء بمنهجية الوسط، ليس بين طرفين فقط، كما أنه جاء بالوسط المعتدل القائم على الفطرة، فلا يوجد دين ليس قائما إلا على الفطرة، وأنه إذا نصح أحد العلماء الأجيال بالتعامل مع الدين فإنه ينصحهم بالتعامل معه من خلال العلماء المختصين.

الغزالى أكد أن العلم لا يمكن أن يبنى فى شهر أو اثنين ولكن يحتاج إلى زمن


وأضاف فضيلة المفتى، أن الشيخ محمد الغزالى قال عن قضية "المختصين"، هذه المأساة التى نعانى نحن منها اليوم بأن أحدنا يقرأ ويقرأ ولكن دون منهجية تربط الأفكار ولا منهج علمى يبنى عليه ما قرأ، فتختل الموازين، وهو ما يصيب الشباب بالحيرة، كما قال إن أحد الناس يشترى الكتاب يوم السبت ويقرأه يوم الأحد ويفتى به الناس يوم الاثنين، كأن هذا اليوم كاف لهذا البناء، مؤكدا أن العلم لا يمكن أن يبنى فى شهر أو اثنين، ولكن يحتاج إلى زمن، فالإمام مالك ما جلس للفتى إلا بعد أن شهد له 70 رجلا من أهل المسجد النبوى الشريف بأنه مرضى للفتوى والتدريس بعدما رأوا منه المنهج العلمى السليم.

وطالب فضيلة المفتى بأن نعود للجذور والإسلام الوسطى فى صفائه ونقائه دون ما أحيط به من تغويشات ألصقت به لتحقيق أغراض، معلقًا: أعلم متى نشأت هذه الأفكار التى يراد ترويجها وإلصاقها بالدين للوصول إلى مسألة معينة.

المفتى يدعو على التواصل مع دار الإفتاء على الفيس بوك


ودعا الشباب إلى أن يتواصلوا مع دار الإفتاء من كافة الوسائل منها الصفحة الخاصة بدار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، قائلا: نجحنا فى توثيق صفحة دار الإفتاء على الفيس بوك من أمريكا، وتعدى المشاركون فى الصفحة أكثر من مليون شخص، مشيرا إلى أن دار الإفتاء تتفاعل مع الأفكار المطروحة من الشباب.

وأكد أن شباب مصر بخير ويحتاج إلى بذل المزيد من الجهود، وأنه على وعى بقضايا الأمة وحريص على بناء نفسه، ونحن معه على هذا الحرص، ومع بناء الأبناء، فهناك عدة اتجاهات ظهرت خلال الفترة الماضية ويتم التعامل معها.

المفتى يشيد بدعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى


وأكد مفتى الديار المصرية، أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى فى كل مناسبة دينية تدل على إيمان الرئيس بهذا الأمر، موضحا أننا نحتاج أن نقف على حدود الزمن الماضى، ونأخذ منه ما يعيننا على اجتياز المستقبل والحاضر.

تجديد الخطاب الدينى ينطلق من الثوابت والأصول ومعالجة قضايا العصر
وأضاف المفتى أن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى أبدا الانفلات من الثوابت والأصول، وإنما ينطلق من الثوابت والأصول ومعالجة قضايا العصر فى ضوء هذه الثوابت، وينبغى أن تكون هذه الصورة المحافظة على الأصول الماثلة فى أذهاننا.

وتابع مفتى الجمهورية أن علاج فوضى الفتاوى يتم من خلال طرح الفكر الصحيح المستقيم المتفق مع صحيح الدين، ومن ثم فإن الناس بعقولهم وإدراكهم يدركون الفكر الصحيح.

مفتى الجمهورية للشباب: الإسلام أتى لتعميق العلم وترسيخ مفاهيمه


ونصح مفتى الجمهورية طلاب الجامعات بأن يكونوا حريصين على التعلم واستذكار الدروس، وألا يلهيهم أى أمر آخر، لأننا فى مرحلة فارقة فى حياة الوطن، وأن يستثمروا الجهد الطلابى الجيد فى العلم الحقيقى، الذى يرقى ببلادنا، لأننا لسنا مطالبين فقط بأن نعلم أنفسنا بل ونفع الآخرين.

كما نصح الطلاب بألا يشغلوا أنفسهم بأفكار بعيدة عن المنهج الوسطى القويم، الذى يأتى إلى النفس الإنسانية ويجعلها هادئة مطمئنة مستقرة ليست مكتئبة، ونفس محبة للحياة والعطاء والآخرين، وليست نفس منعزلة عن الآخرين بل تبذل الخير.

المفتى: علينا أن نفهم ما معنى أن يتزوج الرجل 4 سيدات


وأكد الدكتور شوقى عبد الكريم علام، خلال الندوة أن الله عز وجل أحل للرجل أن يتزوج 4 سيدات، وعلينا أن نفهم النص فى سياقه، فهو يتكلم عن اليتامى أولًا ثم بعد ذلك يتكلم عن قضية التعدد، فالقضية قضية اجتماعية كأن القرآن يريد أن يعالج قضية اجتماعية موجودة فى المجتمع المسلم العربى فى هذا الوقت، وذلك من خلال إدارة أمر اليتامى فى النفس أولا ثم بعد ذلك ماله، موضحًا أنه بالنسبة لإدارة النفس يتم خلال رعايتهم ورقابتهم، وقد يتطلب الأمر أن تدمج الأسرتان أسرة اليتيم بأم اليتيم فيتزوج ويعدد فكأن القضية قضية علاج للمجتمع فنتركها وسيلة للعلاج، وليست غاية فى ذاتها لأنها لو كانت غاية فى ذاتها فهذا يسبب كثيرًا من القلق والمحاكم الآن تدل على هذه النظرة من القضايا الكثيرة المرفوعة من النساء ضد الرجال بسبب التعنت فى المعاملة مع النساء.

دار الفتاء تؤيد الفن الهادف ما دامت وسيلته مشروعة ولا نقر الإثارة


وأكد الدكتور شوقى علام أن دار الإفتاء المصرية تؤيد الفن، الذى يرقق المشاعر ويهذب السلوك لأن الدين يهدف لبناء الإنسان.

وأشار إلى أن كل فكرة تصب فى هذا الاتجاه تُحمد مهما اختلفت الوسيلة إذا كانت الوسيلة مشروعة والهدف منها التهذيب، أما إذا كانت هذه الوسائل فقط للإثارة فنحن لا نقر بذلك وندعو لمكارم الأخلاق أسوة بالنبى الكريم فى قوله، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

ويطالب الشباب بالابتعاد عن الزواج العرفى


واستنكر مفتى الجمهورية، لجوء الشباب إلى الزواج العرفى وعدم اللجوء إلى الزواج الشرعى على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتوثيقه عند مأذون شرعى، قائلا: "أنا مرضاش لابنى وبنتى إنهم يعملوا كدا وهذه إجابة بالفطرة، ونحن مع ما جاء به القانون من اشتراط التوثيق نحن مع المأذون.. ولماذا ألجأ لهذه الطرق الملتوية".

وطالب الكبار بأن ينصحوا الشباب لأنهم أمانة فى أعناقنا، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأسئلة المأساوية من الزواج العرفى جاءت إلى دار الإفتاء، وتسببت فى إحداث خلل فى الأسرة.. فى أسرة البنت أولا وفى أسرة الشاب.

ونصح فضيلة المفتى الشباب بالابتعاد تمامًا عن ذلك قائلًا: "إذا كنت لا ترضاه لابنك وأنت ستكون أبا فى المستقبل وتكون حريصًا على أسرتك فلا ترضاه لأى أحد فى هذا المجتمع".


المفتى: منع البنت من الميراث يتعارض مع آيات المواريث


قال مفتى الجمهورية، إن منع البنت من الميراث قضية تسيطر على العقول فى الأرياف بصفة خاصة، لأنهم يخشون أن تستحوذ أسرة زوجها على نصيبها من الميراث، مؤكدا أن هذه ثقافة مغلوطة ومخالفة لآيات المواريث، موضحا أن كل إنسان مات وترك ميراثا فلابد وأن يوزع على الورثة الموجودين، كما أراد الله، بعد التخيير لهؤلاء الورثة فى هذه الأنصبة، فبعضهم قد يتنازل ويتصالح بعد ثبوت الحق، لكن منع البنت من الميراث هو خلاف مع مراد الله عز وجل فى آيات المواريث من أن ترث البنت والأخت والزوجة فكل هؤلاء لهم حق فى التركة فى القواعد المعروفة لتوزيع التركات، كما ذكرتها آيات القرآن الكريم، فإذا كان لها حق فلا يجوز لأحد أن يحرم هذه البنت من الإرث، وأن تعطى حقها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة