عقدت محكمة جنح مستأنف الخانكة اليوم، الأربعاء، ثانى جلسات إعادة محاكمة المتهمين بالتسبب فى وفاة 37 متهما بالقضية الشهيرة إعلاميا بـ"سيارة ترحيلات أبو زعبل"، وهم كل من المقدم عمرو فاروق، نائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة، والنقيب إبراهيم محمد المرسى والملازمان إسلام عبد الفتاح حلمى ومحمد يحيى عبد العزيز.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار شريف سراج وعضوية المستشارين حسام أيوب، وسهيل نبيل، بحضور أمير ناصف وعلى بيومى رئيسى النيابة، وأمانة سر شريف الخولى وعصام الخولى.
بدأت الجلسة بعد انتهاء المحكمة من عملها اليومى بمحكمة شبرا الخيمة وأثبتت حضور المتهم الأول عمرو فاروق "محبوس"، نائب مامور قسم شرطة مصر الجديدة، فيما لم يحضر أى من المتهمين المخلى سبيلهم، وأثبتت المحكمة حضور محامين عنهم فقط، كما حضرت هيئة الدفاع عن المتهمين والمدعين بالحق المدنى.
أثبتت المحكمة حضور شاهد الإثبات ربيع عبدالعزيز ربيع، رقيب شرطة، وشاهد واقعة، وقال بأنه يعمل بقسم شرطة مصر الجديدة وأنه يوم الواقعة تتمثل طبيعة عمله بأنه فى يوم 18 أغسطس 2013 كان معين خدمة بالقسم السيارة تحركت إلى سجن أبو زعبل لنقل 45 متهما فى الفترة من الساعة 6.30 إلى 7 صباحا يرافقها 12 فرد حراسة ونائب المأمور و3 ضباط آخرين.
وأضاف الشاهد: كنت جالس فى المقعد المخصص لى ويصاحبنا سيارتا تأمين ووصلنا للسجن تقريبا بعد ساعة وإدارة السجن طلبت منا الالتزام بدورنا فى تسليم المتهمين ورقمنا فى التسليم كان 11 أو 12 وبدأ الضباط فى إنهاء أوراق المتهمين، وأنا جلست بجوار السيارة والضباط كانوا بالقرب من السيارة واقفين أسفل تاندة، والمتهمون طلبوا شرب المياه فى حدود الساعة 9 صباحا، فأبلغت الضباط وقالوا لى روح وهنيجى وراك وعندما حاولنا فتح باب السيارة فى تمام الساعة 10 صباحا فوجئنا بأنه لا يوجد مفتاح للقفل فكسرناه وسلمنا مياه للمتهمين وأغلقنا الباب بكلابش أحد المتهمين، وعاد الضباط لمواقعهم، وكذلك نحن أفراد الحراسة.
وبعد حوالى من 30 إلى 60 دقيقة– قال الشاهد-: طلب المتهمون مياها، وقالوا بأنهم مخنوقون وهيفطسوا وأنا فضلت بجوار السيارة وزملائى ذهبوا للضباط لاستئذانهم فى فتح الباب وإعطاء المياه للمتهمين إلا أن الضباط لم يستجيبوا وفى الساعة 12 أحضرنا زجاجات المياه وحاولنا تفريغها للمتهمين عبر فتحات سيارة الترحيلات، وبعد أن كان المتهمون فى السيارة صوتهم عاليا اختفى وسمعنا أحدهم يصرخ بأن أحدهم توفى فذهب زملائى للضباط لإخبارهم إلا أنهم لم يستجيبوا لهم وفى الساعة 1، 30 ظهرا قال أحد المتهمين إن هناك متهما آخر توفى واختفى صوت المتهمين.
وفى تمام الساعة 2 ظهرا جاء دورنا لتسليم المتهمين وطلبنا من نائب المأمور عمرو فاروق فتح الكلابش للتجهيز فقال لزميلى الرقيب: أنت مش هتعرفنى شغلى.. وعندما حان وقت تسليم المتهمين سأل زميلى المتهمين عن متعلقاتهم الشخصية فلم يجب أحد، وعندما حاولنا فك الكلابش لإنزال المتهمين لم يفتح، واعتقد الضباط أن المتهمين جالسون خلفه ولا يريدون فتحه وطلب المتهم عمرو فاورق إحضار طفاية حريق لتخويفهم وإن أحد الضباط الذى يرتدى ملابس ملكية حاول استخدم بخاخة سلف ديفنس فى وجوه المتهمين، لكن الضابط محمد يحيى رفض، وأحضرنا منشارا كهربائيا وفتحنا الباب بالعافية، ودخل الضابط محمد يحيى وقال إن المتهمين مغمى عليهم ودخلت خلفه فشاهدت المتهمين وأبلغته بأنهم ماتوا وسحبنا المتهمين اللى كانوا خلف باب السيارة، وتبين أنهم توفوا أيضا وكان عددهم من 8 إلى 9 وأنزلنا باقى المتهمين وتبين موتهم أيضا، ورفض مأمور السجن استلام جثثهم واستلم الأحياء فقط وغادرت باقى سيارات الترحيلات، التى كانت خلفنا.
وأضاف الشاهد: شفاطات تهوية سيارة الترحيلات لم تكن تعمل وعندما وصلنا السجن كانت حالة المتهمين طبيعية ولم يشتكوا من شىء وظلوا داخل السيارة حتى الساعة 2 ظهرا وتم إدخال زجاجات المياه لهم فقط وأول من دخل السيارة بعد فتح الباب بالمنشار الكهربائى هو المتهم الرابع الضابط محمد يحيى، حيث استطاع الدخول من فتحة صغيرة، وخرج بعد قليل قائلا بأن المتهمين مغمى عليهم، وأنا دخلت خلفه ووجدتهم ماتوا ولم يتعد أى من المجنى علينا نحن كأفراد حراسة أو ضباط شرطة، وأن من أحدث إصابتى هو الأمين رمزى، الذى أصبح الآن ضابطا بمديرية أمن المنوفية، ولأن الضباط كانوا عايزين يثبتوا أن المتهمين تعدوا على أفراد القوة.
كانت محكمه النقض قبلت طعن النيابة العامة على حكم محكمة جنح مسـتأنف الخانكة ببراءة الضباط الأربعة وإلغاء الحكم الصادر بحبس نائب المرور 10 سنوات وحبس الباقين سنة مع إيقاف التنفيذ وقررت إرسال أوراق القضية مرة أخرى للنيابة العامة للتحقيق فيها من جديد.
فى قضية ترحيلات أبو زعبل.. غياب المتهمين المخلى سبيلهم.. وشاهد الإثبات رقيب الشرطة لـ"المحكمة": المتهمون قالوا لنا بانهم يختنقون وأحضرنا لهم المياه وباب السيارة "علق" وفتحناه بمنشار كهربائى
الأربعاء، 15 أبريل 2015 05:28 م