وجدد السفير السعودى فى حديث مع جريدة السفير اللبنانية تأييد بلده للحوار الدائر حاليّاً بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، وقال «إن القيادة السعودية شديدة الحرص على وحدة الصف اللبنانى ومتشبثة باستقرار لبنان ودعمه... وإذا كان الحوار الجارى بنّاء ويدعم الاستقرار اللبنانى ويسهم فى تقريب وجهات النّظر بين اللبنانيين، فلا يمكننا الاعتراض عليه».
وأوضح عسيرى نقاطاً عدّة تتعلق بتداعيات إصداره بياناً ردّ فيه على خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وقال: أنا أحترم لبنان وخصوصيته وأقدّر القوى السياسية كافّة، كما أننى أتفهم الأوضاع السياسية التى يعيشها لبنان فى ظلّ احتقان سياسى وظروف صعبة إقليميّاً. ..هذا مسلكى فى حياتى الدبلوماسية.. لكن عندما يأتى الهجوم على بلدى وقياداته من قيادات سياسية فى لبنان، فأقلّ واجب لى كسفير أن أدافع عنه بالحق. لم أتفوّه بأمر غير حقيقي، بل أجبرت على اتخاذ إجراء، فنحن لسنا من هواة المنابر ولا نحبّذ توجيه اتهامات لأحد.
وأضاف " أنا أمارس عملى الدبلوماسى فى لبنان بمهنية، وأحاول جمع الشمل لا تفرقة الناس، والجميع يشهد لى بذلك. منذ قدومى الى لبنان وأنا أسعى لعلاقات طيبة وحسنة مع الجميع، خصوصاً أن المملكة تضمّ الأماكن المقدّسة، ونحن نحاول أن نخدم المسلمين بفئاتهم كافة، والأمر سيان بالنسبة للعلاقة مع المسيحيين وجميع الأطياف. لكننى فوجئت بجهات معينة تهاجم المملكة وقياداتها وتنتقد سياستها، وأنا أسأل: لماذا تنتقد هذه الجهات المملكة؟ ولماذا تعتمد هذا الأسلوب وهذه اللغة غير اللائقة؟ وبالتالى لم يكن أمامى من خيار إلا الرّدّ بهذه الطريقة».
وعن سبب إصدار بيان بعد خطاب السيد نصرالله .. قال عسيري: «أولاً، من حقى أن أردّ على أمور تتعرّض لبلدى ولقياداته، خصوصاً عندما نرى تجاوزاً لحدود اللغة المعقولة، ثانياً أنا لا أرى أنّ اليمن هو من شأن حزب الله».
وأضاف: «حزب الله فى بلده وليس فى اليمن الذى له رجالاته وخصوصيته. أنا أرى تدخل حزب الله فى اليمن، كما سمعنا فى وسائل الإعلام ودعمه الحوثيين علناً، ثمّ تسخيره إعلامه للحرب الدائرة فى اليمن، أمر غير مقبول».
وعمّا إذا نسفت حرب اليمن جسور التقارب مع إيران قال عسيري: «أتمنى كدبلوماسى أن تكون علاقة حسن جوار مع إيران وعلاقة دبلوماسية طيبة واحترام وعدم تدخل فى الشؤون السعودية واليمنية والخليجية، لأن ذلك سيفتح الباب لحوار بنّاء يريح المنطقة برمّتـها. لكنّ التدخّل الإيرانى السافر فى بلد مجاور للمملكة أمر غير مقبول».
وأضاف: «منذ عام 1979 وإيران تصدّر الثورة بوسائل شتى، هل هذا ما تريد عمله فى اليمن؟ نحن لن نسمح بذلك. اليمن هو جارٌ للمملكة وبلد عزيز، ولكن لن نسمح بأن تُخلق فئة معادية لنا وتوضع على أبوابنا وهى مدعومة من بلد لا علاقة له باليمن».
وقال: «إن الحوثيين هم يمنيين وهم على الرحب والسعة، وكلّ يمنى هو جار عزيز، ولم تعامله المملكة إلا كمواطن يمني، الى أن أتت إيران وحاولت تسليح فئة معينة، فى حين أن المملكة تصدّر الخير والإغاثة والأدوية وتدعم الاقتصاد فى البلدان، ولبنان خير شاهد».
وعن اعتراضه على نقل مقابلة نصرالله عبر «تلفزيون لبنان»، قال عسيري: «أنا احترم خصوصية لبنان، واحترم تلفزيون لبنان كمحطّة حكومية، وليس لى أن أعترض إن توجّه نصرالله إلى اللبنانيين فهذا شأنه معهم، أما أن يستخدم محطّة حكومية منبراً لإيصال رسائل سلبية والنيل من قيادات المملكة، فأعتقد بأن الأمر لا يجوز البتّة».
وعمّا إذا كانت عملية «عاصفة الحزم» تشكل تطويقاً خليجياً لتفاهم "لوزان" الأولى حول الملف النووى الإيراني، أجاب عسيري: «شأن إيران يخصّها ولا يعنى المملكة. اليمن بلد جارٍ والمملكة تعاملت مع أوضاعه كى لا يتسبب بأى تهديد لها، وبعد أن اتضح لها وجود نية مبيتة بالهجوم على بعض مدنها القريبة من اليمن. لذا شعرت أنه آن الأوان لاتخاذ إجراء لا تحبّذه أصلاً لكونها لا تهوى الحروب، لكن لم يكن لديها أى سبيل آخر.
وقال "نحن نتمنى ألا تطول هذه الحرب وأن يعود اليمنيون الى طاولة الحوار، وأن تحدث حلول يمنية يمنية وأن يبتعد الأشرار الذين يلعبون بمصير اليمن، وهم من داخل اليمن، فيخلوا الساحة السياسية ويتركوا اليمن لأهله فلا تكون أية مشاكل أو طائفية فى اليمن».
وعن تزكية حرب اليمن للاستقطاب السنى ـ الشيعى فى المنطقة، قال عسيري: «ليست الحرب فى اليمن بين سنّة وشيعة، وليس جيش على عبد الله صالح من الحوثيين، بل هو الجيش الذى سلّحته المملكة ودعمته فوجّه بندقيته تجاهها، هذا واقع لا علاقة له بالسنّة أو بالشيعة، إنها خطط لطموحات شخصية من على عبد الله صالح. ويجب أن يفهم الجميع أن الحرب اليمنية ليست طائفية، بل على مَن يهدّد أمن المملكة. وقد استغلّ الحوثيون من قبل على عبد الله صالح، وهو استطاع أن يمرّر رسائل لهم ولمن يدعمهم، الا أن أصبح الوضع لا يُطاق».
السفير السعودى لدى واشنطن: لا حاجة لخطة إيران بشأن اليمن
فيما أكد السفير السعودى لدى أمريكا عادل الجبير أن كل عمليات "عاصفة الحزم" حققت أهدافها المرسومة والمحددة ، نافيا وجود استهداف لأى منشأة فى اليمن ، مؤكدا أنه "لا حاجة لخطة إيران بشأن اليمن".
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الأربعاء، عن الجبير القول :"كل الأهداف واضحة ، والعمليات تستهدف المواقع العسكرية للمتمردين الحوثيين" ، وأكد أن "اللجان الشعبية تتقدم على الأرض".
وقال الجبير إنه لا حاجة إلى المبادرة التى طرحتها إيران فهناك "خطة يتفق عليها الجميع ، قائمة على المبادرة الخليجية".
وأوضح :"الحقيقة أن هناك خطة موجودة حاليا لتسوية الأزمة ، والجميع متفق عليها ، وهى قائمة على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى اليمنى المتفق عليها من المجتمع الدولى ، كما أن هناك دعوة من الرئيس الشرعى لليمن عبدربه منصور هادى لاجتماع فى الرياض كانت مقترحة ، ومعظم الفئات اليمنية قبلت بها".
وكانت إيران اقترحت أمس خطة لإحلال السلام فى اليمن ودعت إلى وضع حد للضربات الجوية التى تشنها طائرات التحالف وتستهدف المقاتلين الحوثيين المتحالفين معها ، فى ظل انسحابات جديدة للمقاتلين الحوثيين من مواقع احتلوها قبل بداية القصف الذى دخل أسبوعه الثالث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة