جونتر جراس، الألمانى اليسارى، الحاصل على نوبل فى الآداب فى 1999، هو واحد من روائيى الإنسانية الكبار.. كان عاشقًا لليمن، وتردد عليه كثيرًا، ووقع فى غرام حضرموت، وناطحات سحابها الأولى فى التاريخ، اعترض فى 2006 على الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم، وعلى عنجهية الغرب واحتقاره للثقافة الإسلامية، كان يرى إسرائيل «أساس البلاء ومصدر الخطر» بسبب ممارستها الوحشية ضد الفلسطينيين، كتب قصيدة ضدها متهمًا إياها بتخريب السلم الأهلى بعد أن هددت باستخدام النووى ضد إيران، ووقف ضد ضرب العراق.
كان يعبر عن جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، الفتى «أوسكار» بطل «طبل الصفيح» 1959 كان موهوبًا بقدرته على تحطيم الزجاج بصراخه الخارق، واستخدم هذه الموهبة كسلاح، فأعلن أنه أحد هؤلاء الذين اكتمل نموهم الروحى عند الولادة، ويحتاجون لإثبات أنفسهم.. هذه الرواية هى سبب شهرة «جراس»، وتحولت إلى فيلم حصل على السعفة الذهبية فى مهرجان كان، وجائزة أوسكار أفضل فيلم باللغة الأجنبية، كان ينتصر للمهزومين بسخرية تمزج الأسطورى والتاريخى والواقعى.
اعترف فى 2006 فى كتابه «أثناء تقشير البصل» بانتمائه إلى حركة الشبيبة الهتلرية وهو فى الخامسة عشرة، وبعدها بعامين بفرقة الوحدات النازية، وقامت الدنيا لأن المتربصين به كانوا كثيرين، رغم انقلابه المعلن على النازية وفضحها، لم يكف عن إدانة الأتراك، وما يفعلونه ضد الأكراد، وطالبهم مرارًا بالاعتراف بالمذابح التى ارتكبوها ضد الأرمن.. الأكاديمية السويدية قالت فى حيثياتها وهى تمنحه نوبل إنه قدم «مراجعة واسعة للتاريخ، مع التذكير بما تم إنكاره ونسيانه.. الضحايا والخاسرون والأكاذيب التى يريد الناس نسيانها لأنهم صدقوها يومًا»، وبعد واقعة التنصت على «ميركل» قال إن الفضيحة هى «أننا تعرضنا جميعًا كمواطنين للتنصت والمراقبة بما يخالف دستورنا وأحكام قضائنا»، كان أيضًا رسامًا ونحاتًا، لم ينفصل أدبه عن نضاله السياسى، عارض الوحدة الألمانية بحجة «الحفاظ على الإرث
الاشتراكى للجمهورية الألمانية الديمقراطية»، رحل الرجل الكبير أمس الأول عن 87 عامًا، عاشها كما أراد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة