المدخل الأول للحرب الأمريكية الصينية

الأربعاء، 15 أبريل 2015 10:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأسبوع الماضى قلت فى مقال «إن الحرب الأمريكية القادمة ستكون مع الصين، بعد أن تكون واشنطن قد رفعت يدها بشكل كامل عن منطقة الشرق الأوسط لتتفرغ للتنين الصينى الذى يشكل تهديداً سياسياً واقتصاديا وعسكرياً للأمريكان»، ورغم عدم اقتناع البعض بما قلته، لكن كل يوم تزداد قناعتى بهذه الحرب القادمة لا محالة. هذه الحرب قد لا تكون عسكرية، وإنما تخوضها الولايات المتحدة بطريقة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى السابق، فالمسؤولون الأمريكيون حريصون حالياً على البحث عن أساليب جديدة للضغط على الصين لا تشمل صراعا عسكريا شاملا، لأنهم لا يضمنون نتيجة الحرب العسكرية إن بدأت، لذلك فالتركيز الأمريكى سيكون على الأوضاع الداخلية فى الصين وإثارة موضوع الأقليات من جديد، فضلاً عن فتح ملفات إقليمية تدخل الصين فى مواجهات وصراعات مع جيرانها، ومنها بالطبع ما قاله الرئيس الأمريكى باراك أوباما الخميس الماضى بأن واشنطن قلقة من استخدام الصين «لحجمها وقوتها» للتنمر على الدول الأصغر فى بحر الصين الجنوبى.

تصريحات أوباما جاءت بعدما قامت الصين بعمليات ردم فى محيط سبعة حواجز مرجانية فى أرخبيل سبراتلى ببحر الصين الجنوبى، حيث تبنى الصين موانئ ومستودعات وقود وربما مهبطين للطائرات، وعرضت الخارجية الصينية خططا مفصلة للجزر التى تبنيها، وقالت إنها ستستخدم فى الدفاع العسكرى، وكذلك لتقديم خدمات مدنية تفيد الدول الأخرى. وهذه المنطقة تقول الصين، إن لها الحق فى السيادة عليها وعلى معظم بحر الصين الجنوبى الذى يبلغ حجم التجارة التى تمر به سنويا خمسة تريليونات دولار، فيما يقول حلفاء واشنطن، الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناى وتايوان، إن لها حقوقا متداخلة فى السيادة عليه.
هذه أحد المداخل التى قد تستغل ضد الصين لتأليب دول الجوار ضدها، فالأمر هنا لن يكون مقتصراً على اليابان التى لها تاريخ عدائى مع بكين، وإنما تحاول واشنطن أن تحشد كل دول الجوار ضد الصين، على أمل أن تحقق ما تريده بتوجيه ضربة قاضية للتنين الصينى، فالولايات المتحدة بعد أن تنتهى من أزمة البرنامج النووى الإيرانى وترتيب الأوضاع فى الشرق الأوسط لصالحها، وتطبيع العلاقات مع كوبا فإنها ستكون متفرغة للصين، وهذا ما سنراه مستقبلا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة