مجلة «ديوان» وإبراهيم داود

فى عددها الجديد تتألق مجلة «ديوان» الصادرة عن مؤسسة «الأهرام»، تسافر بنا إلى قضايا تاريخية مهمة دون ملل فى السرد والتناول، فرغم حب الناس الطبيعى لحكايات التاريخ فإنه ليس كل من يعمل فى حقله قادرا على تقديمه كوجبة سهلة التناول، وهنا تأتى أهمية الصحافة التى تعمل فى حقل الموضوعات التاريخية، فمن يقدر منها على تبسيط وقائع التاريخ فى الكتابة والتناول دون خلل، يكسب محبة القارئ واحترامه.

وهذا ما تفعله مجلة «ديوان» التى يترأس تحريرها الصديق الكاتب والشاعر إبراهيم داود والذى يضفى عليها منذ تولى رئاستها لمساته الطيبة فى اختيار الملفات الرئيسية وباقى الموضوعات المنشورة، ومع وجود الصديق الكاتب أشرف عبدالشافى مديرا لتحريرها، أصبحت فى أيدى موهبتين رائعتين.

فى الموضوعات، نقرأ للدكتور محمد بسيونى بعنوان «عندما ضحك عمال مصر فى أيام الجوع والألم»، وهو استعراض لواقع عمال مصر فى مراحل تاريخية مختلفة، كما نقرأ عن «استبالية العباسية» وهى المصحة النفسية الشهيرة، ونقرأ عن «الزار - رحلة البحث عن الأرواح الغاضبة»، ونقرأ عن «حكاية أم جميل ملهمة سيد درويش الحزينة»، ويكتب «محمد أبوالعينين» عن رائد الواقعية فى السينما المصرية المخرج صلاح أبوسيف، ويتناول حكاية فيلمه الضائع «سيمفونية القاهرة».

هناك موضوعات أخرى مهمة، منها «حادث موت طالب جامعى بالكوليرا»، وهى الواقعة التى أدت إلى إصدار قانون تنظيم الأزهر عام 1896، ونقرأ عن «المرأة المجهولة فى حياة الشاعر اللبنانى جبران خليل جبران»، وعن ميلاد السريالية فى مصر والذى مضى عليه 75 عاما يكتب الناقد سمير غريب بعنوان مثير «يحيا الفن المنحط»، وعن الشخصيات نقرأ عن الفنانة «زوزو حمدى الحكيم»، وعن «زكريا الحجاوى» وعن الموسيقار كامل الخلعى بقلم توفيق الحكيم.

اختارت المجلة ملفين رئيسيين وهما «الحدود»، و«الأرمن»، وهما فى توقيتهما تماما، فقضية الحدود تفرض نفسها حاليا على مصر أكثر من أى وقت مضى، وتأتى قضية «الأرمن» فى الذكرى المئوية لمذابحهم على أيدى الأتراك، وكيف عايشت مصر القضية.

«ديوان» تسافر بك إلى محطات فى التاريخ ولكن ليس بمنظور الارتكان إلى الماضى، وإنما من أجل الحاضر والمستقبل، ولهذا تبقى متفردة فى مجالها، وقراءتها تضيف إلينا الكثير.