محمد فودة

محمد فودة يكتب.. شم النسيم.. عيد الوحدة الوطنية!

الإثنين، 13 أبريل 2015 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيد فريد من نوعه.. عيد شم النسيم الذى يوحد المصريين منذ الفراعنة.. بل هو يزداد تماسكاً بعد وصول المسيحية أرض مصر ثم بعد دخول الإسلام الذى أكد للعالم كله أنه دين السماحة والسلام.. فالحياة المصرية كل يوم تؤكد هذا وتزيد، بل هى ترسم للمجتمع العالمى صورة فريدة من الرباط المقدس بين عنصرى الأمة المصرية المسلمين والمسيحيين، لكن يوم شم النسيم لم يكن مجرد احتفال سنوى بهذه المناسبة فقط، بل هو إعادة مصالحة لجذورنا لكى يتأكد المصريون من نحن. العيد تبلور فى عهد الفراعنة وكان له علاقة قوية بالحصاد وموسم الخير والربيع.. وقد تبقى من مظاهر احتفالات الفراعنة بعض طقوس الأكلات المميزة التى ما زلنا نحتفى بها حتى الآن بهذه المناسبة.. ولكن الأهم من ذلك أن احتفلات الربيع فى زمن الفراعنة كانت فرصة لتجميع كل ألوان الطيف فى الشعب المصرى حتى المختلفين سياسياً أو اجتماعياً.. الربيع عند الفراعنة لخصته مقولة تثير الجدل تقول: «نسمات الهواء الدافئة عندما تتلاقى مع غموض النيل.. فإن مصر مدعوة لحفل عام».. وبرغم الحكم الديكتاتورى الفرعونى والتفرقة بين الأغنياء والكهنة والعامة والفقراء والمهمشين إلا أن الناتج هو أن الربيع يعيد ترتيب الناس فى هذا الزمن البعيد الذى يلقى بضوئه على احتفالاتنا بعد ذلك فى العهد القبطى المسيحى ثم حتى بعد دخول الإسلام أرض مصر يكون عيداً رسمياً يحتفل فيه كل المصريين بكل طوائفهم وبكل انتماءاتهم.. ولهذا فقد بقى للمصريين أغلب ملامح هذا اليوم سواء فى الاحتفالات التى أساساً تتركز فى النيل وفى الحدائق المتسعة الخضراء.. وفى أكلاتهم الخاصة التى لا يعرفها سوى المصريين فقط.. والمدهش أن مظاهر الاحتفال تغيرت من عهد لآخر.. فى عهد الفاطميين كان لهذا اليوم احتفال خاص لا يأخذ شكل احتفال شكلى كما هو الآن وبرغم حب الفاطميين للاحتفالات والبهرجة.. إلا أنهم لم يكونوا متفاعلين مع يوم شم النسيم.. وكثير من العهود التى مرت على مصر فترت هذه الاحتفالات.. إلا أن المصريين أصروا على الاحتفاظ بهذا اليوم وتغيرت أغانيهم والأناشيد الخاصة بهم وطريقة الاحتفالات من وقت لآخر.. كان الربيع هو العنصر المشترك فى كل هذه الاحتفالات.. اليوم نحتفل فى مصر بعيد شم النسيم الذى أسميه عيد الوحدة الوطنية، وهو ليس مجرد يوم، بل هو تاريخ يستمر بيننا تاريخ مشترك يتجدد كل عام ويجدد معه هذا التراث الإنسانى البارع والعميق فى تفرده.. حتى إن بعض المتأملين فى مفردات ذلك اليوم يفلسفون الأكلات المصرية ويربطونها بشخصية مصر وعبقرية المصريين فى صنع طقوس خاصة جداً لاحتفالاتهم هذه العبقرية التى تظهر فى كثير من المناسبات الدينية، خاصة فى القرى مثل عودة الحجاج من بيت الله الحرام.

واستقبال أحبائهم له من خلال تشكيلات على حيطان القرى تمثل الاحتفاء بالمناسبة فى رسم تجمع بين الموروث الشعبى والمفردات والحروف العربية والآيات القرآنية التى تشير إلى المناسبة.. واحتفالات عيد الأضحى فى مصر لا شكل آخر غير أى بلد آخر من خلال طقوس اعتاد عليها المصريون وأصبحت هى الأساس وهى الأعلى قدراً فى أزواق ومخيلة الناس من مختلف الطبقات ومختلف الانتماءات.. وهكذا كانت احتفالات المصريين فى شتى المناسبات توشى بروح خاصة، ومشاعر مرسومة على جداريات الوطن منذ قدماء المصريين وحتى اليوم.. مشاهد ممتدة لن تنفصل ولن تخمد ولن يستطيع أحد أن يشوهها مهما حاول، اليوم تجتمع كل هذه المشاعر فى مخيلتى وتتصاعد وتعيد فى ذهنى الذكريات والأسرار والحواديت التى لن تموت ولن تتراجع عن الطفل الصغير الذى كان يحتفل بيوم شم النسيم فى بلدتى زفتى.. وكيف تطور المشهد حتى صار هذا الرجل الذى يحتفل حتى اليوم برغم سنى بنفس شكل وشخصية الطفل الصغير وبنفس ملامح الوطن البسيط الذى يحتضن المصريين جميعاً مسلمين ومسحيين والذى يتحدى كل معتدى مغامر يريد أن يمزق الوطن الواحد.. هذا اليوم يرد على هؤلاء والطغاة ويهزمهم ويقهرهم إلى الأبد.. لتبقى مصر بلد السماحة والحب والأزلى.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الدنيا ربيع والجو جميل .. ليه عاوزها ضلمه يابو الليل

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة