على درويش

أهل الغفلة

الإثنين، 13 أبريل 2015 10:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الله سبحانه وتعالى مذكرا الإنسان بحياته على الأرض بأنها جد وليس هزلا: «إنه لقول فصل وما هو بالهزل»، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، محذرا من الحساب: «لو علمتم ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا»، وجاء فى سورة الملك قوله تعالى: «تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير. الذى خلق والموت الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور».

إن أهل الغفلة لا يذكرهم بالله شىء سوى حدوث حادثة تهزهم أو مرض يصيبهم أو يصيب شخصا قريبا منهم، ولكن التقرب من الله يكون سطحيا يهدف إلى أن يرفع الله عنه ما ألم به فقط، ولكن باطنه يستمر على ما هو عليه من استغراق فى ما هو زائل مادى أو نرجسى، أما القلب الذاكر فإنه يريد أن يفهم عن ربه ويفتش ويبحث عن المراد من النعمة أو النقمة، فبعد أن يفهم بتوفيق الله سبحانه، فإما أن يشكر أو يتوب عن الفعل الذى أتى إليه بالنقمة ويستغفر ربه ثم يحفر ما أدركه فى وجدانه حتى لا ينسى.
وكلما مر الوقت ازداد هذا القلب الذاكر قربا من خالقه، وازداد فهما للحكمة لما يجرى حوله من أحداث، والذى يسير فى طريق المعرفة يكرمه الله كرامة خاصة، لأنه يسعى دائما لكى يكون قريبًا، ففى القرب سعادة وغبطة وسكينة ونور الباطن والأنس بالله.

ويفهم صاحب القلب الذاكر معنى العطاء ومعنى المنع والسبب فى حدوثهما، وعلى سبيل المثال فكل شىء يزيد صاحب القلب الذاكر معرفة بالله فهو عطاء سواء كان هذا الأمر بسطا أو قبضا، والقلب الذاكر يرى الله فى كل شىء، وهذا يجعله يرى ويدرك الحكمة الربانية فى العوالم البعيدة والقريبة، وكل هذا بفضل الله ونعمته.

قال رسول الله، عليه الصلاه والسلام: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله»، وهذا النور قد وضعه الحليم الكريم سبحانه وتعالى فى قلب عبده المؤمن لطاعته وحبه لله ورغبته الصادقة فى الفهم عن الله، وبالتالى فهو لا يجزع عندما يجزع الناس، ولا يشكو مما يجرى حوله.. بالحب نال السكينة والعلم وأيضا القرب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة