عبد الرحمن الأبنودى/ الأرض والعيال.. هنا تحديدا، أعلن مولده، كطفرة فى تاريخ الشعر المصرى، حيث تلامذة محمود حسن إسماعيل، يستعدون لمواجهة شرسة مع موروث عتيد وحمولة تاريخية ضخمة للقصيدة العربية، وتلامذة بيرم التونسى، يسحبون العامية من منطقة الزجل، إلى عالم الشعر، ويلحق بهم بيرم نفسه، وبخفة يتحرك سريعا، ماحيا الفرق الوهمى بين الشكل والمضمون، حيث القصيدة كائن حي، لا انفصال لشكله عن مضمونه، وحيث القصيدة، ترجمة فردية صادقة تدل على الثقافة التى انتجتها، محققة التفاعل الحى المدهش لــ الدراما والحركة والصوت الصورة والموروث والحاضر الفردى والجمعى.
الشاعر المدهش كبدايته، لن يتوانى عن مسائلة ومراجعة قصيدته، ذاته، العالم، ونحن، يكتب الدايرة المقطوعة، ويكتب قصيدة إعلان، فى اتجاهين معاكسين، سيغنى لثوار يناير، ويعود لينتقدهم، نقف بعيدًا عنه ونختلف معه مواقفا، إلا أننا سوف نقرأه، على مقربة من ذواتنا، لنقر أن الأبنودى الشاعر المشروع، الذى أنتجناه وأنتجنا.
لنسمع ونرى، هنا فى ميدان رحب، - لنتخيل- سوف يقف الأبنودى كميدان رحب، يستوعب شرائح وفئات وطبقات، من جماعتنا الإنسانية، شعبنا.. ويلقى علينا جوابات حراجى القط، رسائل من لحظة فارقة فى تاريخنا إلى حاضرنا الفارق البائس نقف جميعنا، من لا يلقى بالا للشعر ومن يفك الخط ومن يقرأ من الشعر اليسير، وذوو المعرفة، ومن نسميهم مبدعين ونقادا، وستات البيوت.. وهو الشاعر سوف يستوعب جميعنا الكثير، لنتلقى وننتج معه السؤال الذى يخصنا، نتعرف إليه لنظن ونؤمن أنه ويشبهنا تماما، إذ سيسأل حراجى العالم والحضارة، نيابة عنا، أسئلة كثيرة منها.."فين مخ الدنيا الجبار.. ما عرفشى كيف جبلاية الفار؟
موضوعات متعلقة..
عبد الرحمن الأبنودى فى ميلاده الـ 77.. سيرة الفرح والحزن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة