وزير الأوقاف: تنظيم النسل ضرورة وطنية فى هذا التوقيت

الجمعة، 10 أبريل 2015 08:59 م
وزير الأوقاف: تنظيم النسل ضرورة وطنية فى هذا التوقيت الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن تنظيم النسل ضرورة وطنية فى هذا التوقيت، مضيفًا أن قضايا تنظيم النسل والمشكلات السكانية هى من المتغيرات التى يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان، ومن دولة إلى أخرى.

وفسر قول نبينا "صلى الله عليه وسلم": "تناكحوا تكاثروا فإنى مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، بأن المعنى يتوجه إلى الكثرة النافعة المنتجة القوية التى يقول فيها سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "المؤمن القوى خير وأحب إلى الله- عز وجل- من المؤمن الضعيف"، مضيفًا أن الكثرة الضعيفة المتخلفة التى تكون عالة على غيرها والتى تعانى الفقر والأمراض والتخلف العلمى والثقافى والحضارى هى الكثرة السلبية التى عبر عنها نبينا بأنها "غثاء السيل".

وقال فى بيان صحفى، منذ قليل: "الكثرة التى تدعو إلى المباهاة هى الكثرة العظيمة، النافعة، القوية، المنتجة، التى لا يمكن أن تكون عالة على الآخرين فى طعامها أو غذائها أو كسائها أو دوائها، أما كثرة كغثاء السيل فمدعاة لأن تتداعى علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، فهى كثرة مذمومة لا ممدوحة".

وأضاف جمعة، أن القرآن الكريم أكد حق الطفل فى الرعاية والإرضاع، لدرجة أن بعض الفقهاء أطلقوا على اللبن الذى يرضعه الطفل من أم حامل لبن الغِيْلَة، وكأن أحد الطفلين اغتال حق أخيه أو أن كلا منها قد اغتال جزءًا من حق أخيه، وأنه بناء عليه فالأولى أن يأخذ كل طفل حقه فى مرحلتى الحمل والإرضاع، وكذلك فى التربية السوية، مع ضرورة الوفاء بحقه فى المطعم والملبس والصحة والتعليم.

وأشار إلى أن التقصير فى حق الأبناء، وعدم الوفاء بواجباتهم فى التربية فيعدُ ظلمًا لهم، تطبيقا لما أوضحه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأننا مسئولون عن أبنائنا الذين هم أمانة فى أعناقنا، حين قال "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول"، وقوله "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راع فى بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية فى بيتها ومسئولة عن رعيتها".

وقال محمد مختار جمعة "نؤكد أنه لكى يشعر المواطنون بتحسن الخدمات لابد أن يكون الناتج المحلى ضعف الزيادة السكانية على أقل تقدير، وفى مثل ظروفنا الاقتصادية وما ورثناه من بنى تحتية مترهلة تحتاج إلى إعادة بناء من جديد فى كثير من جوانبها فإننا فى حاجة إلى أن يكون الناتج المحلى أضعاف الزيادة السكانية".

وأشار إلى أنه فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة إلى رفع المستوى التعليمى بتحسين البنية التحتية للمدارس وتقليل كثافة الفصول تأتى الزيادة السكانية التى تضيف إلى القوة الطلابية فى حدود مليونين ونصف فى حاجة إلى خمسة آلاف مدرسة جديدة على الأقل للمرحلة الابتدائية ومثلها للإعدادى والثانوى مع تجهيز هذه المدارس وتعيين المعلمين لها.

وتابع قائلا "نؤكد أن حل هذه المشكلات يحتاج إلى تغيير النمط الفكرى والثقافى للمواطنين، وهو ما يتطلب تعاونًا إيجابيًا واسعًا وسريعًا وملموسًا بين مؤسسات الدولة الدينية والثقافية والتعليمية والتربوية والإعلامية والطبية؛ كى تؤتى الجهود المتكاملة أكلها وثمرتها فى وقت مناسب قبل أن تستفحل المشكلة السكانية على حساب التنمية بل على حساب صحة المواطن وظروف معيشته وهو ما ينعكس على أخلاقياته وسلوكياته وحتى على طريقة وأسلوب تدينه، حيث يهرب الكثير من واقعهم المر إلى التطرف والغلو والتشدد والانخراط فى الجماعات التكفيرية الناقمة على المجتمع، وقد يميل بعضهم إلى جانب المخدرات والمسكرات والانحراف ليغيب عن واقعه المر إلى عالم أكثر مرارة وقساوة".

وشدد على أنه ينبغى مراعاة طبيعة الزمان والمكان والحال والمرحلة وظروف كل دولة أو مجتمع على حدة، فلا نطلق أحكامًا عامة، وقال: "فى الوقت الذى تحتاج فيه بعض الدول إلى أيدٍ عاملة ولديها من فرص العمل ومن المقومات والإمكانات ما يؤهل لذلك يكون الإنجاب مطلبًا، أما فى الظروف الاستثنائية التى تمر بها بعض الدول فى ظل ظروف لا تمكنها من توفير المقومات الأساسية من الصحة والتعليم والبنى التحتية فى حالة الكثرة غير المنضبطة، وبما يرجح أن تكون كثرة كغثاء السيل، فإن أى عاقل يدرك أنه إذا تعارض الكيف والكم كانت العبرة والمباهاة الحقيقية بالكيف لا بالكم".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة