د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الكلمــة

الجمعة، 10 أبريل 2015 10:10 ص
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الكلمــة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكلمة هى التى كتب عنها عبد الرحمن الشرقاوى فى رائعته "الحسين ثائرًا.. وشهيدًا"، والتى بها يرتبط الأشخاص بالرباط المقدس أو تنحل بها تلك الرابطة، والتى بسببها تشن الحروب أو تبرم معاهدات السلام، والتى بسببها تشن الحروب ويكتب عند الله صديقًا، أو ينعت بالكذب ويكتب عند الله كذابًا.

كم أصبحت رخيصة هذه الكلمة فأصبحنا نتداول الكلمات ونَحُطُّ من قدرها بأبشع الألفاظ، فكلمة صداقة كم أضحت رخيصة، فاليوم نقول لدينا مليون صديق بالرغم من أننا لم نرهم وقد لا نراهم فى المستقبل ولكن بمجرد إضافتهم على صفحات الـ"فيس بوك" ينعتون بالأصدقاء بعد أن كنا سلفًا نتباهى بالعثور على الصديق ونلقبه بصديق العمر وأراهن أن من يتباهوا بأعداد أصدقائهم على المواقع الإلكترونية لم يحاولوا اكتساب صديق واحد حقيقى على أرض الواقع. وكلمة الحب التى كانت تربط القلوب بأنبل وأسمى المعانى أصبحت متداولة كالسلعة الرخيصة وفقدت قديستها حتى إنها توصف على أى علاقة ليس لها مسمى حقيقى حتى نضفى عليها الشرعية.

وكلمة الزواج أصبحت تستخدم لعقد الصفات، فيوميًا نكتشف عقودًا يطلق عليها لفظ الزواج بالرغم من بعدها كل البعد عن قدسية الكلمة وشرعيتها، وكلمة الطلاق باتت تستعمل لأتفه الأسباب بعد أن كانت أبغض الحلال. وليس هذا فحسب، فمن المؤسف أننا صرنا نستعمل الألفاظ البذيئة ونبررها لأنفسنا تحت بند العصرية والموضة والتمدين وإذا عدنا إلى ضمائرنا فهذه الألفاظ لابد أن نحاكم قائليها بجرائم لا تقل عن جرائم السب والقذف، ولكن لا ضير طالما أن سعر دقائق المحمول قد انخفضت فلماذا لا نستهلكها فى الأحاديث الممتلئة بالألفاظ الغريبة، وطالما أن الـ"فيس بوك" والتشات والڤايبر وغيرها من الوسائل متاحة فلما نجهد أنفسنا فى البحث عن أصدقاء حقيقيين، فيا حسرتاه على الحكمة القائلة: "الوقت من ذهب إن لم تقطعه قطعك". فهل هذا يا سادة هو التقدم التكنولوجى؟!.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة