الإنسان يسأل دائمًا "هو احنا عايشين ليه؟؟ "ويجد إجابات كثيرة تختلف باختلاف من يجيبه، فمثلا "رجال الدين يرددون الآية الكريمة "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" وتتمحور إجاباتهم حول الطاعة وطلب المغفرة والصمود فى الدنيا للتمتع بنعيم الآخرة" .
والسياسيون يرددون "خلقنا لنعترض ونغير نظام الكون" حتى تشعر أنهم شعب الله المختار الذى خلق لإدارة الكون ويعلمون ما لا يعلمه غيرهم من الآراء السياسية والعولمة وحق الاعتراض ..إلخ إلخ .
أما النساء يرددن "خلقنا لنحب ونحقق ذاتنا ونتحدى الرجال فى كل المجالات" حتى تشعر فعلا أن هناك تحدٍ موجود وتشعر أنهن مهمشات لهذه الدرجة من كثرة التحدث عن التحدى وتحقيق الذات .
ونأتى لمن يدعون العمق الذين قرأوا أكثر مما فهموا، فهؤلاء يرددون كلاما عميقا تكاد تشعر أنك داخل حجر مظلم، كلامك "أن الإنسان ما هو إلا عبارة عن أيدولوجيات وتراكيب إنسانية تفاعلت مع الكون المعاصر والعتيق للوصول إلى سر الحياة الذى يكمن فى التخلى عن اللا شعور وعدم المبالاة و..إلخ إلخ" حتى تشعر أنك أصبحت لا تختلف كثيرا عن حيوان "الكوالا" لا تفقه شيئا سوى الطعام . وأخيرا "المغامرون" وهؤلاء يرددون "أن الحياة هى لعبة قمار والرابح فيها هو من يملك الآس الذى يجعله سيد المنضدة " وهؤلاء كادوا أن يشدهم هذا الرأى إلى حدود الجنون لأن من يلعب القمار لا ينظر لنفسه كرابح فقط ولكن إن خسر سيكون عبد المنضدة لا سيدها.
لا أختلف كثيرا مع آرائهم جميعا فكل منهم أجاب على السؤال نتيجة تجاربه وحياته التى شعر بقيمتها فيما ينفذه أقصد فيما قاله ولكن هل يوجد جواب صواب والآخر خطأ .
الكل صواب والكل خطا.. بمعنى أننا خلقنا فعلا لعبادة الله والاعتراض على الأخطاء وتحقيق الذات والشعور بالعمق فى بعض الأحيان وتذوق لذة المغامرة وهنا يأتى الصواب.. ولكن الخطأ يكمن فى أن نأخد رأيا واحدا من هذه الآراء ويكون هو الجواب لهذا السؤال .
إننى أجد أن السبب الرئيسى من خلقنا هو تذوق المتعة المؤقتة التى تظهر بعد كل جواب من الأجوبة السابقة وسر متعتها أنها مؤقتة فكل منها يظل فترة، ثم يفنى ويأتى الآخر حتى نصل إلى المتعة الدائمة وهى لقاء من خلقنا ليُمِن علينا ويخبرنا بسر خلقنا .
ورقة وقلم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
enaamamer
هو احنا عايشين ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
.
نسبح بحمد عزيز مقتدر