رانية المهدى تكتب: تحياتى لك أيها العبقرى

الأحد، 08 مارس 2015 03:26 ص
رانية المهدى تكتب: تحياتى لك أيها العبقرى وحيد حامد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية فيلم طيور الظلام عندما قذف (فتحى نوفل) عادل إمام بطل الفيلم الكرة، لتنطلق وتحطم زجاج سيارة (المرسال) عزت أبو عوف الذى أطلق صرخة استغاثة لفتحى لينقذه (وكأن الفيلم يلخص قصتنا جميعا فى هذا المشهد الذى يستغيث فيه المظلوم بالظالم لينقذه) وكأن الفيلم مساحة تأمل لعرض أهم مشكلات مصر المستقبلية (الفساد والإرهاب) وكأن الأستاذ القدير وحيد حامد علم مالم نعلم أو شاهد ما لم نشاهد من المستقبل.

وختم الفيلم بنهاية شديدة العمق والدقة عندما جعل الكرة بين أقدام فتحى نوفل رمز الفساد وعلى الزناتى رمز الإرهاب وكيف سعى كل منهما للفوز فى مبارة غير شرعية لاغتصاب الحق من أصحابة وكانت النهاية هى تحطم البلد والمستقبل والحياة بأقدامهم القذرة.

وحيد حامد الذى لم يمتلك فقط أدواته ككاتب مبدع وأكثر من متميز، ولكن كصاحب رسالة ورؤية، ومطلق العديد من الاستغاثات عبر أفلامه لتحذيرنا وتوعيتنا من الأخطار التى تحاك بهذا الوطن الحبيب.

واليوم نرى بأعيننا الإرهاب والفساد كما نرى أنفسنا فى المرآة.

وحيد حامد صاحب فيلم كشف المستور لنبيلة عبيد، هذا الفيلم الذى كشف الفساد والعفن فى مجموعة من مؤسسات الدولة بما فيها أخطر جهاز أمنى فى هذا البلد.. وأيضا أشار وبقوة لخفافيش الظلام من أصحاب الفكر الوهابى والإرهابى.. وسعيهم الخبيث للاستيلاء على مقدرات هذا الوطن وبيع مستقبل أهله بأبخس الأثمان للوصول للحكم والسيطرة حتى ولو على جثث ودماء أبنائه.

وحيد حامد الذى كتب مسلسل الجماعة، هذا المسلسل الذى كشف الكثير مما كنا نجهله عن هذه الفئة الموجودة فى مجتمعنا وتاريخ هذه الجماعة بشكل سلس وحيادى وبسيط وكيف كانت البيئة فى مصر مشتعلة ومقبلة على الانفجار.. ولم يمر العام حتى تحقق ما أشار إليه حامد وكأنه كان يمتلك بلورة سحرية التى تكشف له المستور.

وحيد حامد الذى كتب فيلم البرىء ليقدم لنا الحقيقة المرة، ويؤكد أن الجهلاء هم صنيعة الطغاة، لتحقيق كل أنواع السيطرة وظلم كل أصحاب العقول وقتل الحرية فى مهد ولادتها.

وحيد حامد صاحب فيلم الإرهابى والإرهاب والكباب ليقدم لنا قضايا هامة فى ثوب ساخر وبسيط ويعلن بكلماته وقلمه أنه يلعن كل أنواع الإرهاب ويقف بالمرصاد لكل من يتجرأ على هذا الوطن.

وحيد حامد صاحب فيلم سوق المتعة.. والذى علمنا فيه أنه عند صناعة مسوخ إنسانية فى الظلام والكهوف لا يمكن أن تعود إلى انسانيتها حتى إذا خرجت للنور.. فبطل فيلمه سجن ظلما وتعرض لكل أنواع الذل وتبدل حالة وعندما خرج ووجد ثروة هائلة فى انتظاره لم يتمكن من الحياة الطبيعية، لأنه أصبح مسخا فى صورة بشر.. وكأنه يشير إلى حال كل النفوس المريضة التى تختبئ فى أجساد البشر ويعلن لنا أنهم مسوخ لن تتغير ولن تسعى إلا إلى الخراب والموت.

وحيد حامد.. صاحب قط وفار آخر أعماله الساخرة بعبقرية.. القائلة فى صمت.. الرافضة بحب لكثير من الأوضاع التى يمكن أن تشعل البلد من جديد.

ولذلك أقول هذا الرجل الوطنى المحب لهذه البلد.. المجاهد بقلم جرىء.. ذكى.. واعٍ، عندما يتكلم لابد أن نستمع ونتأمل كل حرف من حروف كلماته التى تحمل الكثير من المعانى والحقائق والصدق والحب.

عندما ترى اسم وحيد حامد على أى عمل شاهد واستمع وتعلم وتأمل لأنه يرى المستقبل بوضوح.
تحياتى لك أيها العبقرى صاحب البلورة العقلية المحبة لتراب هذا الوطن.
تحياتى للأستاذ الكبير بلا كبرياء.. وحيد حامد.








مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عبد المنعم

تحياتى

عدد الردود 0

بواسطة:

عزة أحمد الطهطاوي

تنظير رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

ا.وحيد

عدد الردود 0

بواسطة:

هدي

بطا

عدد الردود 0

بواسطة:

هدي

بطا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة