د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: الأمن فريضة إسلامية

الأحد، 08 مارس 2015 12:07 ص
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: الأمن فريضة إسلامية قوات أمن - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأمن من الكلمات التى تهفو إليها النفوس، وتشتاق إليها الأرواح وترنوا إليها القلوب، والأمن من أجل وأعظم النعم التى ينعم بها الله على الأفراد والجماعات.

فى ظل الأمن يشعر الإنسان بالهدوء والسكينة والاستقرار، فكل فرد وكل مجتمع بل الإنسانية بأسرها تتطلع للأمن وتسعى إليه بمختلف الطرق والوسائل، وهو غاية من أهم الغايات فى الحياة، به تستقر الأمم وتتحقق الأهداف ويسعد الأفراد والمجتمعات، ولقد حافظت الشريعة الغراء على هذا المطلب وحضت عليه الكثير من الآيات القرآنية، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة، قال تعالى فى محكم التنزيل (فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) وكذلك جاءت الأحاديث النبوية الشريفة فى هذا السياق من الحث على الأمن والمحافظة عليه وصيانته، قال رسول الله عليه وسلم (من أصبح آمنًا فى سربه، معافى فى بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، فالأمن حالة قلبية تجعل صاحبها يشعر بالهدوء والطمأنينة ويسعد بالحياة ويستمتع بكل ما هو طيب، وفى ظل الأمن تحلو العبادة ويصير الطعام هنيئًا والشراب مريئًا، وتخلو الحياة من كل ما يعكر صفوها، والأمن مرتبط به مفهوم آخر وهو الأمان، فهما صنوان ومقترنان، إذا ذكر الأمن ذكر الأمان، وللأمن أنواع متعددة منها: الأمن على النفس وهو من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ومطلب حيوى، لأنه لكى يشعر الإنسان بالأمن يجب أن يشعر أن حياته مصانة ولا يخاف على نفسه، لذا دعا الإسلام إلى الحفاظ على النفس وعدم التعدى عليها سواء بالقتل أو بغيره، واعتبر الدين الحنيف قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا، ومن أنواع الأمن أيضا الأمن على المال وهذا من أهم أنواع الأمن، نظرا لأهمية المال فى حياة الناس، لأنه عصب الحياة وقوامها.

لذا دعا الإسلام للحفاظ على المال وصيانته وعدم التعدى عليه لتستقيم الحياة، وتستقر المجتمعات وتتطور الحضارات، ومن أنواع الأمن أيضا أمن العقيدة وحمايتها من كل زيغ وضلال، وهناك أمن المجتمع بالحفاظ على سلامته من كل فوضى واضطراب، فدعا الأفراد إلى الالتزام بالقوانين وعدم التعدى على بعضهم بعضا، وأوجب كذلك طاعة أولى الأمر منعًا للشقاق والنزاع، وأمن الإسلام كذلك صيانة حرمة الأعراض فدعا إلى تجنب النميمة والغيبة، أن الأمن من أهم المطالب التى دعا إليها الإسلام فهو نعمة كبرى من خلالها يعيش الأفراد والمجتمعات فى سكينة واستقرار، ويتحقق الرخاء. لأنه بدون الأمن تسود الفوضى ويعم الاضطراب ويعيش الناس فى خوف، لذا حض الإسلام ورغب فى الأمن وحث عليه، ويرتبط الأمن بالإيمان فى علاقة وثيقة وصلة حميمة، وهذا ما تشير إليه الآية الواردة فى سورة النحل (وضرب الله مثلًا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون)، هنا الأمن يتحقق فى وجود الإيمان والخير يعم بوجود كل من الأمن والإيمان، وما أحوجنا وأمتنا العربية والإسلامية تمر بمنعطف خطير من الاضطرابات والفتن أن يسود الأمن ويتحقق الأمان لتسعد الأمم والشعوب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة