عصام كرم الطوخى يكتب: فن إدارة النزاع

الثلاثاء، 31 مارس 2015 02:15 م
عصام كرم الطوخى يكتب: فن إدارة النزاع شخصان متنازعان - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مهما حاولنا الهروب من المواجهات والنزاعات والخلافات والمشاكل فهى آتية لا محالة، فهى أمور صعب تجنبها، كونك تعيش فى مجتمع ويوميًا أنت فى معاملات كثيرة قد ينتج عنها عداوة أنت ليس لك دخل فيها، ولكنها أصابتك بدافع تواجدك فى نطاق عملك أو أسرتك أو جيرانك، ولكن الناجحون والعاقلون والحكماء هم من يستخدمون طرقًا للحد من الآثار السلبية للنزاع، أو التفكير فى كيفية إدارة النزاع ويتوقف ذلك على طريقة تقبلنا للنقد أو رفضه أو احتواء المشكلة أو تصعيدها وجعلها تأخذ أبعادًا أخرى مترامية الأطراف، إذن هى تتوقف على توجهاتنا وقت حدوث النزاع وتقييم مصدر النزاع أو النقد.

يقودنا ذلك إلى تساؤلات عدة منها: هل من يوجه إليك النقد أو طرف فى نزاع معك مؤهل علميًا وفكريًا ونفسيًا.. أو العكس، ما يجعلك تحلل الأسباب التى دفعته إلى قول ذلك، وهل من الممكن الاستفادة من نقده، أو خوض معركة معه قد تكون أنت الخاسر فيها، كونك تتعامل مع عقلية مختلفة فى الطباع والتفكير، هل من يوجه نقده تكون تعبيراته وإيماءاته فيها من الحدة والعنف وإذا عاملته بنفس الأسلوب فقد ترتكب العديد من الأخطاء أنت فى غنى عنها وقد تجد نفسك فى موقف لا تحسد عليه، أما من يوجه لك النقد ويكون هادئًا ومتزنًا وقد تستمتع بكلامه وتستفيد منه، إذن ما يزعج فى النقد هو الطريقة التى يتم بها النقد.

لذلك يتوقف أى نزاع أو نقد على مدى تقبلك له أو يقظتك وتوقعك إنك سوف تكون فى موضع تساؤل ونقد فى أى وقت، حتى لا يكون كل تفكيرك على من يوجه لك النقد هو الهجوم فحسب، هنا تظهر شخصيتك ومدى رد فعلك، هل أنت مرن ومهيأ نفسك من قبل أنك سوف تقابل الكثير من الإساءات أو النزاعات أو العقول المتحجرة وكنت تعد العدة للتعامل معهم كونك تستشعر ذلك بحاسة التوجه والتعقل والمعرفة..، ما يجعلك تنهض بسرعة من المحن والمصائب إن أصابك منها شىء، أم إنك تترك نفسك مثل باقى البشر لرد فعلك المتسرع والغاضب فى حينه ما يترتب عليه أسوأ النتائج كونك متسرعًا فى إصدار الأحكام بطريقة وأدلة غير موثوق فيها بل يكون رد فعلك من منظور رؤية غير واضحة وأفق ضيق على عكس من يراها بمنظور أوسع ويدرك خطورة الموقف ورد فعله المتسرع فالتركيز على هذا الموقف فقط تاركًا أمورًا أشد أهمية قد تتوتر وتجعل الجو ملبدًا بالغيوم لكلا الطرفين.

حاول أن تدرك من البداية أن هناك من يراقبون تصرفاتك وأفعالك ويحاولون أن يجسوا نبضك لمعرفة رأيك واتجاهاتك فى أمور بعينها هم يدركون ما وراءها فيما بعد، فتجدهم حذرين منك لكى يدركوا من أنت ويتم تصنيفك على أساس اختبارات من بعض محترفى النقد أو تواجدك فى محيط عملك أو أسرتك أو جيرانك.

حاول أن تخرج نقاط النقد والنزاع والاختلاف إلى النور وكن مرنًا فى ذلك، بأن تتعلم كيف تتحكم فى ذاتك وتدرك مع من تتعامل وقت المشاحنة، تعلم كيف تحسن العلاقات حتى لا تكثر بداخلك الضغائن، واحذر الكبر فى تلك المواقف فكل منا ينتظر من الآخر أن يبدأ بالمبادرة، قم أنت بالخطوة الأولى وليكن رد فعلك احتواء الموقف وحوارك بناء من أجل التفرغ لما هو مبدع فى حياتك فكم من صغائر الأمور كانت السبب فى هدم علاقات كانت جديرة بالاحترام بل أفنت حياة البعض.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة