بعد كارثة أخطاء كتب التاريخ.. فضيحة أخرى بمنهج "علم النفس والاجتماع" للصف الثانى الثانوى.. تقرير رسمى للوزارة يكشف: الكتاب "لا يعتبر" ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.. وبه أخطاء معلوماتية و50 خطأ لغويا

كشف تقرير صادر عن وزارة التربية والتعليم، عن كارثة جديدة تتعلق بمناهج الصف الثانى الثانوى، والتى تم تطويرها العام الماضى من قبل مركز المناهج، فبعد اكتشاف الوزارة أخطاء بعض تواريخ المعارك والفتوحات بكتاب التاريخ، ظهرت أيضا أخطاء أخرى بمنهج علم النفس والاجتماع لنفس الصف.

- المنهج: ابن خلدون لم يضع علم الاجتماع

ومن أكبر الأخطاء التى تضمنها المقرر، حسبما ذكر التقرير الصادر عن مكتب مستشار المادة، والذى حصل "اليوم السابع" على نسخة منه، أن المنهج أكد أن ابن خلدون ليس هو المؤسس لعلم الاجتماع، رغم أن العكس هو الصحيح، حيث أشار التقرير إلى أنه فى الصفحة رقم 54 بالسطر رقم 28 ذكرت عبارة : "وهكذا لا يكون ابن خلدون هو المؤسس لعلم الاجتماع"، فأوصى مكتب مستشارى المادة بوزارة التربية والتعليم بحذف كلمة "لا".

وأضاف التقرير أنه تم إلغاء جملة تميز بين المنهج التجريبى والمنهج الوصفى لوجود خطأ، وكشف التقرير عن كارثة وهو أن مركز المناهج أورد أن تاريخ صياغة علم الاجتماع تم عام 1938 فى حين أن الصواب هو أن تمت صياغته عام 1838 على يد أوغست كونت، مشيرا إلى أنه تم استبدال كلمة المنهج التجريبى الواردة بالصفحة رقم 61 بالكتاب بالمنهج المسح الاجتماعى.

ووصف التقرير أن ما تضمنته الصفحة رقم 70 فى سطرها 15 وجملة" نماذج الجماعات الاجتماعية عنوان خاطئ حيث لا يمثل المحتوى والعنوان الصحيح ويستبدل بـ"معايير تصنيف الجماعات الاجتماعية".

- تقرير رسمى صادر عن الوزارة يؤكد أخطاء بالمنهج

وأكد التقرير أن الكتاب تضمن عدة أخطاء معلوماتية، فى عدد من السطور والصفحات الخاصة بالمنهج، منها ما ورد بالسطر رقم 13 بالصفحة رقم 2 فى عبارة "ويمكن تحديد ثلاث مراحل"، حيث إن الصحيح لها هو ويمكن تحديد مرحلتين، وذكر الكتاب فى السطر رقم 17 بالصفحة 3 جملة "درجة التأثير" والصواب لها حسب التقرير هو درجة تأثيره.

وأوضح التقرير أن المنهج ذكر فى صفحته رقم 3 فى السطر 3 جملة "بهدف التعرف على العوامل المؤثرة على اكتساب المادة العملية"، لافتا إلى أن الصحيح لها، تتمثل منهجية العلم فى الاساليب والإجراءات التى يتبعها العلماء والباحثون عند دراسة موضوعات العلن بهدف الوصول إلى القوانين والنظريات ومحاولة تفسيرها.

وأضاف التقرير أن المنهج ذكر فى صفحته رقم 11 بالسطر 26 عبارة يهتم بدراسة الخصائص التى تميز مراحل النمو المختلفة لكى يتيح للمربى فرصة وضع المناهج الدراسية، التى تتناسب مع مستويات النضج المختلفة للتلاميذ، والصحيح هو "يهتم بوضع المناهج الدراسية التى تتناسب مع مستويات النضج المختلفة للتلاميذ فى ضوء الخصائص التى تميز مراحل النمو المختلفة".

وأشار التقرير إلى أنه ورد فى الصفحة رقم 15 كلمتى بعد رحيل، حيث أن الصواب لهم هو بُعد دخيل ، لافتا إلى إنه من الخطأ الذى ورد بنفس الصفحة عبارة مجموعتان متكافئتان، وصوابها، مجموعات من المبحوثين متساوين فى معظم الخصائص، حيث تستخدم على الأقل مجموعتين متكافئتين، موضحا أنه ضمن الأخطاء التى تضمنها الكتاب هو عدم وجود تعريف للمنهج شبه التجريبى لعلم النفس، فى الوقت الذى يمكن لواضعى المنهج أن يستعينوا بالتعريف القديم الوارد بالمنهج القديم قبل تعديله.

- التقرير يوصى بإلغاء أجزاء لعدم وجود مادة علمية لها

ولفت التقرير إلى أنه تضمن المنهج فى صفحته رقم 29 بالسطر رقم 12 عبارة خاطئة، وهى تميز بين تشتت الانتباه واضرابات الانتباه، وصوابها إلغاء هذا الهدف، حيث إنه هدفا خاطئا ويجب أن يشرح العوامل المسببة لتشتت الانتباه، مشيرا إلى أن الصفحة رقم 19 فى سطرها 17 شمل المنهج على جملة "تستخدم مهارات التفكير الناقد فى المواقف الحيادية المختلفة وتمارس مهارات التفكير الإبداعى فى بعض المشكلات اليومية"، حيث أوصى التقرير بإلغائها حيث لا توجد مادة علمية لهما.

وأكد التقرير أنه من ضمن الأخطاء الواردة فى المنهج ما ذكرته الصفحة رقم 38 من الكتاب فى سطرها العاشر بجملة "تبرهن على أن عملية الإحساس والانتباه، والصحيح لها تبرهن على أن عملية الإحساس والانتباه والإدراك عمليات متداخلة"، وشدد التقرير على أنه تمت التوصية من مستشار المادة بإلغاء الجزء الوارد بالصفحة رقم 38 فى سطرها الثانى عشر، وهو تحلل مرحلة الإدراك لعدم وجود مادة علمية له.

وشدد التقرير على أن مستشار المادة حدد فى تصويب المدى الزمنى للذاكرة الحسية ببضع ثوانى والوارد بالصفحة رقم 43، مضيفا أن المنهج تضمن جملا خاطئة أخرى بالصفحة رقم 57 وهى التضامن الآلى، ويتسم بضيق الاختلافات والفوارق بين الأفراد وانحصارها فى أقل درجة ممكنة، وتصحيحها حسب القرير، بإضافة مثال على الجملة وهو مثل سكان القرية.

وقال الدكتور محمد صالح، مؤلف منهج علم النفس والاجتماع لعام 2012/ 2013، إن المنهج تجاهل مؤشرات السعادة الخاصة بطلاب التربية الخاصة فى الوقت الذى حصلت فيه مصر على المركز 19 على مستوى الدول العربية فى مؤشرات السعادة والمركز الـ"159" على مستوى 165 دولة، لافتا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة نص على ضرورة نشر ثقافة الإعاقة والدمج التعليم بين الطلاب.

- اخصائى كيميائى و3 أخرين غير متخصيين شاركوا فى وضع المنهج

من جانبه قال الدكتور، سليم عبد الرحمن سليمان، استاذ المناهج وطرق التدريس للمواد الفلسفية بجامعة حلوان: إن اسم المراجع على الكتاب ورد خطأ، حيث إنه كتب محمد منسى والصحيح محمود منسى، الأمر الذى يؤكد أن الكتاب لم يراجع، لافتا إلى أن القائمين على تأليف الكتاب 8 منهم اخصائى اجتماعى، وآخر تخصص كيمياء و2 اخصائيين نفسيين و5 متخصصين فى علم النفس.

وأضاف سليم عبد الرحمن أن الكتاب منسوخ من المنهج القديم، بالإضافة إلى أن المراجع التى وضع منها المنهج بها 17 مرجعا هى عبارة عن كتب مدرسية من إجمالى 30 مرجعا، كما أن المنهج غلب عليه الطابع الفلسفى والفلسفة الاجتماعية.

وأشار سليم إلى أن الصفحة، رقم 15، عرفت المتغير المستقل وهو الذى يؤثر فى الشىء بنفسه تعريف المتغير التابع، مشددا على أنه قابل الدكتور منير بسيونى أحد مؤلفى الكتاب، وقال له منير بالنص: أنا غير راضٍ عن المنهج والكتاب وأنا برئى منه، وتقدمت بتقارير كثيرة إلى الوزارة، ولم يؤخذ بها، مشيرا إلى أن الكتاب لم يراجع لغويا ويوجد به أكثر من 50 خطأ لغوياً.

موضوعات متعلقة

- وزير التعليم: نتيجة الـ30 ألف وظيفة لم يتدخل فيها أحد ومن يزور ليس معلما