إبراهيم داود

عزوف محبب

الإثنين، 30 مارس 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل القمة العربية فى شرم الشيخ اتخذت الجامعة العربية عبر منظمة ألكسو قرارها المتأخر بجعل الحادى والعشرين من مارس يوماً للشعر العربى، واختارت القاهرة مشكورة مكانا للاحتفال، الحدث الكبير عبر مثل النسمة ولم يشعر به أحد، لأن القائمين على الاحتفال جاءوا بتصورات قديمة عن الشعر وعن الواقع فى مصر والوطن العربى.

فى حفل الافتتاح الذى أقيم فى مبنى معهد الموسيقى العربية الجميل لم يكن هناك جمهور، كان المنظمون والمتحدثون يونسون بعضهم، الليلة الأولى ابتلعتها الكلمات البروتوكولية من وزير الثقافة وضيف الشرف عبد العزيز البابطين والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى والمدير العام للألسكو عبد الله محارب، فى اليوم التالى وفى قاعة صغيرة بالمجلس الأعلى للثقافة تم مناقشة موضوعات غريبة، مثل مستقبل الشعر وأهمية الشعراء الإحيائيين فى التمهيد للحداثة، وما هو دور الشاعر العربى فى الأزمنة الراهنة.

كان ضمن الحضور شعراء عرب كبار لم تتح لهم الفرصة لملاقاة أشقائهم فى مصر، لأن الاحتفالية أديرت بمنطق الموظفين الذين لا يعرفون أن الشعر المصرى الآن فى أفضل حالاته، وأن تجاهل الروح الشابة الجديدة يعنى الفشل، معظم الشعراء والنقاد ينتمون إلى الذوق المحافظ وأغلبهم يحضر كأنه فى مهرجان المربد الشعرى ببغداد منذ ثلاثين عاما، الإعلام تجاهل الحدث لأنه لا يوجد هناك ما يفتح النفس، الجامعة العربية تعيش حتى الآن زمن الإحيائيين، وربما توقعت دخول البارودى بقصيدة جديدة.

الكارثة أن الذين يعادون الشباب يعتقدون أن قصائدهم لها مستقبل، وأنهم أوصياء على جمهور الشعر ويعرفون مصلحته، وكان عزوف الجمهور خير رد على هذه الغطرسة غير المبررة، من أناس ينتمون للماضى واستنفذوا كل مرات الرسوب، كان من الممكن أن تشهد القاهرة فى مناسبة كهذه احتفالية حقيقية لو أتيح للشباب العربى من كل الأقطار التعبير عن نفسه وبطريقته فى القاهرة التى تحتاج الى الإنصات للأصوات العربية الطازجة كما هى تحتاجها، فرصة أخرى ضيعتها الجامعة العربية التى لا علاقة لها بالشعر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة