أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

الشهيد محمد جمال الأكشر

الخميس، 26 مارس 2015 07:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجهه البرىء بابتسامته الصافية دليل على أنه كان «ابن موت»، هكذا يفسر المصريون سر الموت المبكر لمن يحبونهم لما يحملونه من طهارة نفس ورائحة ملائكية، وهكذا يتحدث أهل مدينة طوخ (بلدى ومكان معيشتى) محافظة القليوبية عن ابنهم الشهيد النقيب محمد جمال الأكشر الضابط بسلاح المدرعات، الذى اغتالته يد الإرهاب الآثمة فى سيناء أول أمس.

ظلت البدلة العسكرية التى كان يتحلى بها شهيدنا موضع فخره واعتزازه وحسن انتمائه وعنوانا للعطاء، العطاء الذى يتوقع صاحبه أنه ربما يقود إلى الموت فى سبيل الآخرين فى أى لحظة، العطاء الذى يجعلنا ننام الليل مطمئنين لأن على حدودنا أبطالا يسهرون بعيون يقظة ليردوا كيد المعتدين.

وكانت كلماته الباكية التى كتبها على صفحته الشخصية لـ«فيسبوك» قبل استشهاده خير تعبير عما يتوقعه لنفسه: «حين أتوفى لا تتركونى ولا تبكوا على، إنى لا أحب الوحدة والظلام، تحدثوا معى بالدعاء واجعلوا قبرى نورا فربما رحيلى قريبا، وصية ليست مجرد رسالة».

هكذا كتب بكل براءة عن تلك اللحظة التى لم يكن يعلمها غير الله سبحانه تعالى، لكنه بدا وكأنه يشعر باقترابها منه، ولهذا كتب أيضا عن منزلة الشهيد عند الله قائلا: «للشهيد ست كرامات عظيمة هى، لا يجد ألم الموت إلا كقرصة بعوضة، ويغفر له عند أول قطرة من دمه، ولا يفتن فى قبره، ويكسى بتاج الوقار، ولا يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة، وأخيرا يشفع فى سبعين من أهل بيته»، هو لم يفعل كل ذلك إلا بشعور التوحد مع الحالة التى ينتظرها والتى ستضعه بين النبيين والصديقين. تنبأ محمد جمال الأكشر أنه سيكون واحدا من قافلة الشهداء الذين يسقطون كل يوم بغدر الإرهاب، ويلقون ربهم باسمين، وبالرغم من ذلك كان مقبلا على الدنيا بحلالها وبآمال كبيرة للمستقبل، وتحدثنا عن ذلك صورته وهو يحمل طفله بلال الذى يبلغ من العمر سنة وثلاثة شهور.

هو من مواليد 1989، أى عاش يمشى على الأرض 26 عاما، لكنه سيبقى فى تاريخنا طول عمر هذا الوطن الذى يحيا بدماء الشهداء الذكية، فتحية إلى البطن الذى حملته والأب الذى رباه، وزوجته وابنه الذى سيحمل سيرته العطرة، محمد جمال الأكشر سيبقى هو الحى ونحن الموتى وسيذهب قاتلوه إلى جهنم وبئس المصير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الجزار

الهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة

الهم اغفر له وارحمه واجعل قبره روضه من رياض الجنة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الجزار

الهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة

الهم اغفر له وارحمه واجعل قبره روضه من رياض الجنة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة