أكرم القصاص - علا الشافعي

د. عمار على حسن

«القيادة» فى معناها ومبناها.. السمات والخصائص والأدوار (1-4)

الأربعاء، 25 مارس 2015 11:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد القيادة ضرورة لأى مؤسسة أو منظمة، صغرت أم كبرت، لأنها توحد الجهود وتوجهها نحو تحقيق الأهداف. والقيادة متواجدة فى أى مجتمع، بدائى أم حديث، ووجود قيادة من عدمه أو إمكانيات القائد وقدراته تحدث فرقا جوهريا فى حياة الجماعة الإنسانية، إذ إن المشكلات التى تواجهها تفرض حلولا متعددة ومعقدة، والاهتداء إلى أفضل الحلول وأنسبها، ثم إنجازها على أرض الواقع، وهذه مسؤولية القائد قبل غيره. ونظرا لأهميتها فقد اهتمت علوم عدة بدراستها من زوايا أو منظورات مختلفة، مثل علم النفس وعلم علم الاجتماع، لاسيما فى فروع النفس الاجتماعى وعلم الاجتماع السياسى وعلم الإدارة وعلم الأنثربولوجيا. ولا يمكن أن تكون هناك قيادة بلا أتباع، يظهر القائد من خلالهم ملكات التأثير والنفوذ والقدرة والزعامة والسلطة، ويقومون هم بإبداء القبول والرضى عن القائد، والموافقة على أقواله وأفعاله، فى ظل درجة معينة من تفضيله عن غيره فى تبوؤ موقع القيادة والقيام بمتطلباتها. فالقائد هو شخص يحتل موقعا بارزا ويمارس دورا محوريا بالنسبة لتابعيه، وله باع طويل من النفوذ بينهم والسيطرة عليهم. والقيادة هى ممارسة السلطة والتأثير فى نطاق علاقة اجتماعية معينة، وتكون لفرد فى الجماعة أو أكثر، يحوزون القدر الأكبر فى تسيير الأنشطة والتحكم فى المعلومات واتخاذ القرارات. وحضور الجماعة أو الأتباع حول القائد حدت بهارولد لاسويل إلى أن يعرف القائد السياسى على أنه «فرد يحول مشكلاته الذاتية إلى قضايا عامة»، وهو ما توصل إليه إريك إريكسون حين صوره بأنه «شخص يجد حلا لمشكلاته الخاصة عبر تغيير الأوضاع الاجتماعية بشكل كبير».

والقيادة صعبة وليست غريزة عامة بين الناس، ولا يتصدى لها إلا من يقدر عليها. فالقائد عليه مسؤوليات والتزامات حيال الجماعة التى سيدته أو المؤسسة التى رفعته، قد تمكنه من أن يعيش حياة طبيعية كالأفراد العاديين، وأن يتحمل النقد اللاذع لأقواله وأفعاله من دون تبرم، وأن يعتبر هذا حقا لأتباعه، إن كان قائدا ديمقراطيا. ولذا يفضل البعض عدم التصدى للعمل العام خوفا من النقد أو المساءلة أو ارتباك العيش والجور على الحياة الشخصية. وقد تكون القيادة حاجة نفسية عند بعض الشعوب، أو لدى شعوب فى بعض الظروف، حيث يتماهى الناس فى شخص الزعيم، يصدقونه ويتبعون خطاه. ويختلف نوع التماهى أو سببه أو تبريره من مجتمع إلى آخر، ففى المجتمعات الإقطاعية ينظر إلى القائد باعتباره «السيد المطاع» وفى المجتمعات الحديثة يرونه إما واحدا منهم، ينتمى إلى خلفيتهم الاجتماعية ويؤمن بأشواقهم إلى العيش الكريم ويحمل مطالبهم ويسهر من أجل تحقيقها، أو أنه شخص ذكى بارع فى فعل كل ما يجلب لهم منفعة. وهناك أسباب يمكن أن تؤدى إلى ظهور القائد فى أى مكان وأى زمان، أولها توافر السمات النفسية عند شخص معين تجعله يتقدم على ما عداه، وتجعل الآخرين يتقبلون تقدمهم عليهم، وتلفت انتباه من يهتمون بالبحث عن قائد فيكتشفونها ويرعونها فتنمو مع الأيام، وتصقلها الخبرات، ويصير صاحبها قائدا بالفعل. وثانيها هو توافر ظروف معينة تصنع القائد، ومع تغير الظروف وتبدل الأحوال واختلاف المجتمعات تتعدد القيادات، فلكل موقف قائده، ولكل ظرف رجله الكبير. وثالثها يدمج بين الاثنين، ويرى أن القيادة هى حصيلة تفاعل بين أطراف ثلاثة، الشخص بما لديه من سمات فائقة، والموقف الذى يساعد شخصا ما على البروز، وخصائص الجماعة البشرية والآليات التى تعتمد عليها فى الوصول إلى الأهداف التى تصبو إليها. (ونكمل الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى).









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

قائد بدون تفعيل قوانين كسفينه بدون ربان وبوصله

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

اونكل زيزو

فعلا كلام صحيح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة