عواجيز السياسة نشكركم على حسن تعاونكم.. عين على الانتخابات والثانية على المقاطعة.. حديث التحالفات أنهى أدوار كمال الجنزورى والسيد البدوى ورفعت السعيد ومحمد أبوالغار.. وعمرو موسى يتمسك بـ"شعرة معاوية"

الجمعة، 20 مارس 2015 02:54 م
عواجيز السياسة نشكركم على حسن تعاونكم.. عين على الانتخابات والثانية على المقاطعة.. حديث التحالفات أنهى أدوار كمال الجنزورى والسيد البدوى ورفعت السعيد ومحمد أبوالغار.. وعمرو موسى يتمسك بـ"شعرة معاوية" البرلمان
تحليل يكتبه: محيى الدين سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى..



ما بين الإعلان عن تشكيل تحالفات انتخابية لخوض السباق نحو مقاعد أول مجلس نيابى بعد 30 يونيو 2013، عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان، وبين الوصول إلى الصورة النهائية لهذه التحالفات فيما قبل تأجيل الانتخابات، جرت فى نهر السياسة المصرية مياه كثيرة، وتصدرت وجوه عديدة المشهد فى البداية، وعادت مع اقتراب بدء السباق الانتخابى بشكل فعلى لتتوارى فى جانب من المشهد، وتحل محلها وجوه أخرى.. اللافت أن نصيب "عواجيز" السياسة المصرية كان كبيرًا فى البداية، وقارب على الانتهاء فى الوقت الحالى بالنسبة لأسماء شهيرة من هؤلاء، وإن كان متبقيًا بعض الظهور لعدد من "العواجيز" من رؤساء الأحزاب الصغيرة، أوغير المؤثرة فى المشهد السياسى.

تحالفات أتلفها الهوى


مع انطلاق الحديث عن السباق الانتخابى، احتلت صدارة المشهد أسماء، مثل المرشح الرئاسى السابق عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، مرورًا برئيس الوزراء الأسبق الدكتور كمال الجنزورى، وأعلن «موسى» فى يونيو من العام 2014 عن تشكيل تحالف انتخابى، ضم أيضًا وزير الخارجية الأسبق محمد العرابى، والدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، والدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ووزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد جمال الدين، وما لبث التحالف أن انفض بعد انسحاب مؤسسيه واحدًا تلو الآخر، ليظهر بعد فترة الحديث عن مشاورات يقودها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور كمال الجنزورى لتشكيل قائمة موحدة للقوى الوطنية والأحزاب ذات المرجعية المدنية.

صاحب الإعلان عن قائمة الجنزورى أحاديث عن دعم أجهزة الدولة ومؤسسة الرئاسة لها، وتسارعت فى ظل هذه الأحاديث وتيرة المنضمين إليها، فضلًا على الساعين لفرض أنفسهم عليها، وبينهم من بادر بالإعلان عن تلقيه اتصالات للانضمام للقائمة، وكان من أبرز المنضمين للتحالف الجديد حزب «الحركة الوطنية» برئاسة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى الأسبق، وحزب «مصر بلدى» برئاسة اللواء قدرى أبوحسين، وحزب «الجيل» برئاسة ناجى الشهابى، ليتبخر بعدها حديث «الدعم» من جهة، وضجيج «المنضمين» من جهة أخرى، مع فشل تشكيل القائمة، واختفاء مؤسسها الدكتور الجنزورى من المشهد السياسى، وليحل بدلا منها الحديث عن قائمة «فى حب مصر» التى قاد مشاورات تأسيسها اللواء المتقاعد والخبير الاستراتيجى سامح سيف اليزل، وبدا واضحًا أنها تضم عددًا كبيرًا ممن أعلن عن انضمامهم لقائمة «الجنزورى».

تراجع أدوار الأحزاب التقليدية


الإعلان الأول عن مواعيد الانتخابات البرلمانية، وفتح الباب لتلقى أوراق المرشحين قبل صدور أحكام قضائية بتأجيلها، كشف عن تراجع أدوار أحزاب سياسية تقليدية، وعلى رأسها أيضًا قيادات حزبية تقليدية من «عواجيز» السياسة المصرية، وفى مقدمة هؤلاء حزب «الوفد» أقدم الأحزاب المصرية الموجودة على الساحة، والذى يقوده الدكتور السيد البدوىالذى فشل مرة فى قيادة مشاورات لتشكيل قائمة انتخابية موحدة للقوى السياسية، بعدما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى الأحزاب والقوى السياسية لتوحيد صفوفها، وأخرى فى تشكيل قوائم تحالف «الوفد المصرى» ليسارع أعضاء التحالف إلى محاولة حجز أماكن لهم ضمن قائمة «فى حب مصر»، بعد أن راهن البعض فى وقت من الأوقات على تصدر «الوفد المصرى» المشهد السياسى، وحصده الأغلبية فى أى انتخابات برلمانية، خاصة فى ظل اختفاء المتنافسين التقليديين على الساحة السياسية عبر العقود الثلاثة الأخيرة، وهما الحزب الوطنى وجماعة الإخوان، وليعود رئيس «الوفد» قبل أيام إلى المشهد، لكن هذه المرة عبر تصريحات نارية هاجم فيها أحزابًا سياسية كـ«المصريين الأحرار»، وقيادات سياسية وحزبية كالدكتور عماد جاد، ومن قبلها ألمح حزبه «الوفد» إلى الانسحاب من السباق الانتخابى، بعد ما وصفه بالدعم الرسمى من أجهزة الدولة لقائمة انتخابية بعينها، وهو نفس ما انتهجه رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الدكتور محمد أبوالغار الذى أطلق تصريحات نارية هو الآخر، قال فيها إن الدولة المصرية تريد «برلمانًا وهميًا»، وإن القوانين التى صدرت خلال الفترة الأخيرة تؤسس لدولة بوليسية.

أزمات حزبية


تصريحات «البدوى»، ومن قبله «أبوالغار» كانت تعبيرًا واضحًا عن أزمة يعيشها الرجلان وحزباهما، وقراءة فى مقدمات انتخابية تقود إلى نتيجة واحدة لا ثانى لها، مفادها أن كلا الحزبين لن يستطيع تكرار ما حققاه فى أول انتخابات نيابية بعد ثورة يناير، حين حصد كل منهما قدرًا معقولًا من مقاعد مجلس الشعب وقتها.

بالتوازى مع تراجع دور حزب عريق كـ«الوفد» بدت صورة حزب تقليدى آخر، هو «التجمع التقدمى الوحدوى» أكثر سوءًا، فالحزب الذى كان محسوبًا على صدارة المعارضين لنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بدا لاهثًا خلف كل ما يطرح من تحالفات وقوائم انتخابية، وساعيًا لحجز أى مقعد له فيها، واقتصرت أدوار قياداته، مثل الدكتور رفعت السعيد، الرئيس الاسبق له، على التصريحات الإعلامية، وعلى نفس نهج «التجمع» يسير أيضًا «الحزب العربى الناصرى»، خاصة بعد أن ظهرت أدوار أكثر تأثيرًا لأحزاب ناصرية تأسست فيما بعد ثورة يناير، وأبرزها «الكرامة».

عمرو موسى وشعرة معاوية


ما بين التصريحات الساخنة لشخصيات مثل الدكتور البدوى، والدكتور أبوالغار، والانسحاب الهادئ من المشهد السياسى لشخصيات مثل الدكتور كمال الجنزورى «بدا أقرب للطبيعة الشخصية للرجل»، ظل وزير الخارجية الأسبق، رئيس جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، يبدو كأنه يقاوم هذا الانسحاب حتى اللحظات الأخيرة، ولا يعترف به، أو يبقى على «شعرة معاوية» بينه وبين المشهد السياسى، فالرجل الذى أسس حزبًا سياسيًا بعد ثورة يناير «المؤتمر»، وخاض الانتخابات الرئاسية 2012، وحل خامسًا فيها، وشارك فى تأسيس «جبهة الإنقاذ»، وقاد لجنة الخمسين لإعداد الدستور بعد إسقاط حكم جماعة الإخوان، وتنقل اسمه بعدها بين عدد من التحالفات السياسية، وأعلن حزب «الوفد» عن اختياره رئيسًا شرفيًا، كما رشحته تقارير إعلامية وتحليلات سياسية لرئاسة البرلمان المقبل.. الرجل الذى حمل كل تلك الألقاب والمهام، عاد ليعلن فى بيان له أمس أنه لن يرشح نفسه فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرًا إلى أنه سيشارك فيها كمواطن فقط، وقال: «لا أريد أن أكون جزءًا من العك السياسى، كما سأظل أعمل من أجل مصر من أى موقع حتى موقع المواطن، وأوظف علاقاتى لصالح هذا البلد».

«موسى» أكد أيضًا أنه سيظل له دور ورؤية سياسية لخدمة المصالح المصرية، مضيفًا: أنا رئيس شرفى لحزب الوفد، لكننى أمتنع عن التدخل فى شؤون الحزب، وأرى أنه على الحزب إعادة النظر فى التحالفات التى حدثت مؤخرًا، «فلابد أن يحافظ حزب الوفد على مكانته»، وفيما ردد البعض رغبته فى تولى رئاسة مجلس النواب المقبل، قال: «قالوا إننى أريد رئاسة البرلمان، وهو شىء لم أفكر فيه، وانتقاد الطموح أو المزايدة بالسن دليل على خلل فى ثقافة المنتقدين». حديث «موسى» يأتى تكريسًا لانسحاب واحد من أشهر «عواجيز» السياسة المصرية، حتى لو لم يعلن هو ذلك بشكل صريح.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة