عندما يكون دستور حياتك الإيمان القوى والعملى بوجود الله فتعرف أن كل ما يصنعه الله هو للخير وأن مصير الضيقة أن تنتهى ليكون الغد هو الأفضل.
فأنت أمام شخصية مصرية من قلب ونخاع البيئة المصرية الفريدة عبر التاريخ، أمام من استوعب وعاش بدايات القرن العشرين، فكان الشاب المناضل. والجندى المدافع. والراهب الزاهد. والمفكر. والشاعر المصرى الأصيل. تكون فى رحاب طيب الذكر و"عبقرى المودة" كما لقبه المفكر الكبير الدكتور على السمان فى أحد الحوارات التلفزيونية التى شرفت بإجرائها معه.
إنه بابا العرب والبطريرك الـ117 للكنيسة القبطية المتنيح البابا شنودة الثالث فى ذكرى رحيله الثالثة، فإن كنت تريد أن ترى مصر بوجهها الحقيقى فتعالوا لنسترجع سويًا تلك الأيام التالية لرحيله لنرى وندرك وجه مصر الحقيقى وهى فى شدة حزنها لفقدان أحد أبرز وأطهر أبنائها البارين والمحبين لها عملاً لا قولاً .
وفيما نحن نستشرق أفاق المستقبل المزدهر لمصرنا الغالية ونتطلع لغد أفضل لأم الدنيا، تحل علينا ذكرى رحيله فهو من أحب وطنه وكانت له مواقف مشرفة فى أشد أوقات الضيقة لهذا الوطن.
واعتبر نفسى من المحظوظين أننى تتلمذت على يديه وكنت وأرى وأسمع كيف كان يجاوب.
كل من كان يسأله من ضيوفه المصريين والأجانب علن مستقبل مصر فى أشد الأوقات وطأة فيما بعد ثورة يناير 2011 فكانت إجابته الدائمة للجميع: (ربنا موجود مسيرها تنتهى وكله للخير) وإن مستقبل مصر القريب هو للأفضل كنت أرى علامات الاندهاش فى وجوههم وعلامات الثقه ( فى الله) تكسو وجهه المبتسم دائمًا.
نعم يا سيدى فالله موجود فى هذه البلاد. وصدقت يا أبى فكل ما يعمل حتى وإن كان شرًا لمصرنا فهو فى النهاية يؤول لكل الخير والسلام.
تلك الكلمات الخالدة التى عاش بها البابا شنودة وإن تأملنا فيها قليلاً لوجدناها هى عقيدة الشخصية المصرية عبر التاريخ،
هى عقيدة المصريين بتنوع واختلاف دياناتهم ومعتقداتهم فهم يؤمنون دائما بوجود الله وإن كل أعماله على تلك الأرض المباركة هى للخير حتى وإن طال وقت الضيقة والمشكلات والصراعات.
ومن تلك الزاوية وهذا المعتقد نرى حديث الرئيس الدائم عن المصريين جميعًا "كوحدة واحدة" وفكر واحد وإيمان خالد وقوى بالله وثقة فيه وفى قدرته على حماية مصرنا الحبيبة من كل مكيدة وشر.
هكذا يكون فكر الشخصية المصرية الأصيلة والوطنية والمتدينة تدين قلبى لا شكلى شخصية تعرف ربها حق المعرفة وتدرك.."إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً"، وانه "إن كان الله معنا فمن علينا"، عشت يا أبى كلماتك العطرة عن مصر الوطن والأم، نبراسًا لنا كلما حلت بنا ذكراك ولتظل تلك الكلمات عقيدة وثقة فى عمل الله على أرض مصر تحيا مصر ورحم الله أرواح كل أبنائها ورموزها المخلصين.
البابا شنودة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
alalmay
الحق والباطل
عدد الردود 0
بواسطة:
سليم
كله تمام متخفش انه فى الفردوس