لم تكن اللحظات التى أسدلت ستار النهاية داخل تلك القاعة المغلقة بشرم الشيخ عابرة وإنما عكست جوا مليئا بالمشاعر الفياضة بين المصريين وأبرزت معدن هؤلاء الرجال الذين رفعوا راية علم مصر مجددا لترفرف عاليا واضعين اسم مصر من جديد داخل صفحات التاريخ لتعود لمكانتها القديمة.
ومع انتهاء المؤتمر الاقتصادى قررت أن أطرح تساؤلا عليك عزيزى القارئ هل رأيت يوما رئيس دولة يفعل ما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المؤتمر الاقتصادى حينما ضرب المثل فى تجسيد آيات مشاعر الود والأبوة والقيادة مع الشباب المصرى المتواجد هناك.
إن السيسى استطاع تحقيق المعادلة الصعبة التى لم يتوقع أحد حدوثها يوما فى ظل الاستقطاب والصراع اللامتناهى داخل البلاد بذكائه واقتداره وبساطته التى دائما ما أوصلت رسالة بأنه يعلى من قيمة المواطن المصرى ويحاول إخراجه من موجه الإحباط واليأس.
لقد اختار السيسى مصر وفقط حينما ردد الجميع "تحيا مصر ويحيا السيسى" فما كان منه إلا أن قال معترضا "بل تحيا مصر مصر مش أى حد تانى" موجها بذلك للمصريين رسالة غير مباشرة وهو واقف بين الجميع مبتسما ومحييا ومخاطبا بأن مصر فوق الجميع حتى هو شخصيا.
وهنا علينا الاعتراف بأنه عبر عما يجيش داخل مشاعره وكينونته من عواطف صادقة لم يتسلل إليها النفاق لأجل الجلوس على الكرسى أو الجاه كما حدث مع قبله ممن كانوا يوزعون ابتساماتهم داخل كل محفل أو مؤتمر ما بصرف النظر عن الوضع العام.
هذه المرة استطاع السيسى تصدير الفرحة للمصريين مؤصلا لمبدء استحقاقه لمنصبه ليس كرئيس مصرى فحسب بل كقائد ورجل دولة حقيقى أيضا نجح ومازال ينجح فى ما فشل فيه غيره برغم التحديات المهولة التى يوجهها فى منصبه كرئيس وها قد ظهرت بالفعل تجليات ذلك حينما شاركت نحو ما يصل ل100 دولة بالمؤتمر بمبالغ استثمارية تجاوزت المليارات من الدولارات.
ناهيكم عن السمعة والمظهر العام الذى تحسن أمام العالم وقتما خرج كل مندوب عن دولته يقول الأشعار عن مصر وشعبها وقيادتها.
فالسيسى ليس ذلك من النوع من الرؤساء الذين يخافون أو يرتعدون لوجوده بين شعبه أو ليس ذلك الرئيس الذى لا ينطق إلا بوجود كلمة معدة له بين أبنائه إنه رجل يخاطب المشاعر والأحاسيس كالطبيب المداوى.
وهذا هو معنى الإنسانية والتآلف التى تجلت حينما سمح بإلتقاطه صور شخصية مع الشباب المرافق له دون خوف وتلك هى اللغة المطلوبة و"تعيشى يا ضحكة مصر".
حسن عصام الدين عزت عبد الرازق يكتب: وتعيشى يا ضحكة مصر
الثلاثاء، 17 مارس 2015 05:05 م