من يتابع مراحل تطور البرامج الساخرة والكوميدية على الشاشات المصرية سواء كانت على تليفزيون الدولة أو الفضائيات الخاصة، نجد أن القنوات لم تعرف المعنى الحقيقى للبرامج الساخرة بمفهومها الصحيح إلا بعد ثورة 25 يناير .
نضج البرامج الساخرة، وتطورها، ومحاكاة الفورمات العالمية، لم يكن نتيجة كسر حاجز الخوف، بعد الثورة فحسب، ولكنه نتيجة تراكمات لمحاولات بدائية ظلت حبيسة مواقع التواصل الاجتماعى، لتجد بعد الثورة الفرصة مواتية للانتشار على مجال أوسع من مجرد صفحات وهمية، ولتجد الفضائيات هى الأخرى ضالتها فى تلك البرامج، كنوع من التطوير ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، لتتبلور فكرة البرامج الساخرة والكوميدية، لتصبح، تلك البرامج رقيبا على أداء الحكومات يخشاها المسئولون، حيث تشكل مصدر إزعاج لبعضهم، بعد أن كانت مصدرا للبهجة والضحك فقط .
المفارقة فى البرامج الساخرة بعد الثورة، أن جميع من قدموها كانوا من الرجال، وسط غياب نسائى عن تلك النوعية من البرامج، رغم وجود أكثر من موهبة نسائية فى الكوميديا، ليقتصر الأمر على منى هلا فى تجربة "منى توف" وميس حمدان فى "100 مسا"