زمن النبيات..

علماء سلف يؤكدون: المرأة نبية وليست شيطانة

الإثنين، 16 مارس 2015 07:04 م
علماء سلف يؤكدون: المرأة نبية وليست شيطانة صورة أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين النبوة والشيطنة، تعامل مفسرو الكتب المقدسة مع المرأة، وظل هناك سؤال يفرض نفسه عبر التاريخ، فالقرآن الكريم أكد أن كل الرسل كانوا رجالا، لكنه لم يحدد طبيعة "النبوة"، فهل كانت هناك نبيات؟

ذهب بعض العلماء كأبى الحسن الأشعرى والإمام القرطبى وابن حزم إلى وجود نبيَّات من النساء، ومنهن مريم بنت عمران، ودليلهم ما جاء من آيات فيها خطاب الملائكة لمريم عليها السلام، وأيضاً باصطفاء الله تعالى لها على نساء العالَمين.

وقد تتسع الصورة فتشمل بجانب السيدة مريم حواء وسارة وأمّ موسى وهاجر وآسية زوجة فرعون، وهؤلاء عندما اعترض عليهم بالآية التى تحصر الرسالة فى الرجال دون النساء، قالوا: نحن لا نخالف فى ذلك، فالرسالة للرجال، أمّا النبوة فلا يشملها النصُّ القرآنى، لأنَّ النبوة قد تكون قاصرة على صاحبها، يعمل بها، ولا يحتاج إلى أن يبلغها إلى الآخرين.

وجاءت الأدلة التى استخدمها القائلون بهذا الأمر، فى أن القرآن أخبر بأن الله تعالى أوحى إلى بعض النساء، فمن ذلك أنه أوحى إلى أم موسى: وَأَوْحَيْنَآ إلى أم مُوسَىَ أن أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى اليَمّ وَلاَ تَخَافِى وَلاَ تَحْزَنِى إِنّا رَآدّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ، وأرسل جبريل إلى مريم فخاطبها فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنّى أَعُوذُ بِالرّحْمَنِ مِنكَ أن كُنتَ تَقِيّاً قَالَ إِنّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبّكِ لِأهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً" وخاطبتها الملائكة قائلة: يَا مَرْيَمُ أن اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبِّكِ وَاسْجُدِى وَارْكَعِى مَعَ الرَّاكِعِينَ".

فأبو الحسن الأشعرى، يرى أن كلَّ من جاءه الملك عن الله – تعالى – بحكم من أمر أو نهى أو بإعلام فهو نبى، وقد تحقق فى أم موسى ومريم شىء من هذا، وفى غيرهما أيضاً، فقد تحقق فى حواء وسارة وهاجر وآسية بنصّ القرآن.

وقال القرطبى، "الصحيح أن مريم نبية؛ لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك، وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها.

وذكر ابن حزم فى "الملل والنحل" أن هذه المسألة لم يحدث التنازع فيها إلا فى عصره بقرطبة، وحكى عنهم أقوالا ثالثها الوقف، قال: وحجة المانعين قوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا"، قال: وهذا لا حجة فيه؛ فإن أحدا لم يدع فيهن الرسالة، وإنما الكلام فى النبوة فقط، قال: وأصرح ما ورد فى ذلك قصة مريم، وفى قصة أم موسى ما يدل على ثبوت ذلك لها، من مبادرتها بإلقاء ولدها فى البحر، بمجرد الوحى إليها بذلك، قال: وقد قال الله تعالى بعد أن ذكر مريم والأنبياء بعدها "أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ" فدخلت فى عمومه.


موضوعات متعلقة..


- المتحف المصرى يستقبل المشاركين بالمؤتمر الاقتصادى








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة