مونيكا ناجى تكتب: أسرار فى الأعماق

الأحد، 15 مارس 2015 04:16 م
مونيكا ناجى تكتب: أسرار فى الأعماق صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ككل صباح استيقظت شاعرة بألم فى رأسى لأنى حتى فى نومى لم آخذ قسطا من الراحة بل كان عقلى يعمل طوال الوقت، فأنا لا أرتاح من التفكير أبدا حتى فى وقت النوم.

اذهب لأغتسل وآخذ حمام الصباح لكى انتعش وأبدا يومى بدون ذرة غبار على من الأمس.

ثم عند الانتهاء أقف أمام المرآة لأصفف شعرى، وهنا أظل أصفف فيه لمدة طويلة حتى أصل إلى مظهر أرضى عنه وأشعر بالثقة فيه. حينها أبدأ بارتداء ملابسى ومن ثم أبدأ بوضع المكياج البسيط اليومى.. ولكن فى كل مرة أبدأ فيها بوضع المكياج أﻃﻴﻞ اﻟﻨﻈﺮ ﻓى اﻟﻤﺮآة وأرﻛﺰ ﻧﻈﺮاﺗى ﻓى ﺗﺄﻣﻞ ﻋﻴﻨﺎى لأﻧى أﺣﻤﻞ ﻓﻲ اﻋﻤﺎﻗﻲ اﺳﺌﻠﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻋﻦ اﻟﺤﻴﺎة ولا اﺟﺪ ﻟﻬﺎ ﺟﻮاﺑﺎ ً ﻟﺬا اﻧﻈﺮ ﺑﺘﻤﻌﻦ وﻋﻤﻖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺎى ﻟﻌﻠﻲ ارى ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻴﻬﺎ أو اﻋﺮف ردا ً ﻋﻠﻲ اﺳﺌﻠﺘﻲ !!
نفسى التى تاهت وسط زحام الحياة ووسط مشاكلها، تاهت نفسى ولم أعد أعرفها بعد الآن، لم أعد أعلم ما الذى أريده وإن علمت ماذا أريد فلا أجد نفسى أسير نحوه لأنى لا أعلم هل سيسعدنى أم ماذا!

لا أعلم هل ينقصنى حبا يحتوينى! أم ينقصنى ذلك الشعور بالأمومة الذى اتمناه كلما رأيت طفلا وكأننى أريده أن يكون طفلى أنا ! هل فقط أريد أن أكون كشباب كثيرين يملأ ليلهم كل يوم العديد من السهرات والسفريات !
كل ما أعرفه هو أننى لم أعش أى فترة فى حياتى بتفاصيلها كلها، فانا لم أعش طفولتى بالشكل السليم، ولم يتسن لى أن أعيش فترة المراهقة كاملة بل كان كل ما يشغل بالى حينها هو الغد.
الغد هو أكبر مشكلة تأرقنى وتلقى بالهم على حياتى كالشبكة تماما لا أقدر على الإفلات منها، لكننى أنا السبب أنا التى استسلمت للقلق منذ البداية وجعلته مسيطرا على. وهذا ما يشغل بالى كل يوم ويأخذ من وقتى الكثير كل صباح .
تلك المرآة التى تعكس نظراتى لا أفهمها أو بالأصح لا أفهم نظراتى فيها! رغم أن عيناى تفضحانى أمام الناس إلا أنها تكون فى قمة الغموض أمامى!!
انتهى من مكياجى وأنزل إلى الشارع وأبدأ فى سماع الموسيقى من خلال سماعتى المفضلة لأبدأ التعايش فى عالم الخيال الذى أعشقه وذلك من خلال الأغانى التى اسمعها وتجذبنى للسفر معها إلى عالم خيالى.
ثم أذهب إلى العمل الذى يشغل جزءا من وقتى لكن سرعان ما أن جلست فى هدوء لثوانى حتى يبدأ عقلى بالتفكير مجددا والقلق من الغد.
ذلك الوحش المفترس الذى اقترب على افتراسى ولكنى لن أسمح له بذلك أبدا.. سأقاوم وأقاوم.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة