كاتب بريطانى : الغرب يعمل كـ"علاقات عامة" للتسويق للإرهاب

الأحد، 15 مارس 2015 08:36 م
كاتب بريطانى : الغرب يعمل كـ"علاقات عامة" للتسويق للإرهاب جانب من الدمار الإسرائيلى الذى خلفه فى غزة - أرشيفية
لندن (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى الكاتب البريطانى سيمون كوبر ، أن حادثة الهجوم على المجلة الفرنسية الساخرة "شارلى أبدو" ، أخذت فرقعة إعلامية أكبر بكثير من الحوادث المريعة التى تحدث للمسلمين فى سوريا وغزة ، لافتا إلى أن رد فعل وسائل الإعلام لمثل هذه الحوادث كانت تصب فى صالح الإرهابيين وحدهم.

وذكر الكاتب البريطانى فى تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد - أن رد فعله تجاه حادثة شارلى أبدو كان بمثابة الاشتراك فى هذا العمل الإرهابى الذى وقع فى باريس فى يناير الماضى، حيث قال بعد أن سمعنا عن حادثة إطلاق النار على صحفى المجلة - التى نشرت صور مسيئة للنبى - أندفعنا إلى مكان الحادث وظللت أكتب عن الحادث بدون توقف وهو السيناريو الذى أراده الإرهابيون منى ومن غيرى اتباعه .

وتبريرا لما فعلته لم أكن الوحيد الذى تصرف بهذا الشكل فلقد عمل صحفيو الغرب وساسته معا على تشجيع انتشار أحدث موجة من الإرهاب .

لطالما تحدث الإعلام عن مكافحة الإرهاب ولكن ردة فعلنا هذه تجاه الأعمال الإرهابية كانت ستكون أكثر منطقية إذا زعمنا من البداية أن الهدف هو نشر الإرهاب وليس القضاء عليه ! فلقد ردت الولايات المتحدة على أحداث 11 سبتمبر بغزو بلد مسلمة بشكل عشوائى وكان الغزو من نصيب العراق ثم أخذت سنين طوال فى خلق صورة للأمريكين وهم يعذبون ويقتلون المسلمين .. وهذا ما يبرهن على أن الأصوات الرائدة فى الغرب تعمل كأبواق إعلامية وكأنها قسم "علاقات عامة" غير مدفوعة الأجر لتسويق الجهاد "فالإرهابيون هم من يسيطرون على طريقة سرد الأحداث الآن".

واستطرد الكاتب البريطانى قائلا ، الإرهاب هو بمثابة قسم العلاقات العامة لنشر الخوف بين الناس وكسب اتباع جدد .. فقلد سيطر المتطرفون على محتوى ما يعرض على التلفزيون ، فنشاهد أفضل محتوى للأخبار فى فترات الذروة هو قطع رؤوس ذوى البشرة البيضاء. ولأنه لا شئ يثير خيال الصحفى أكثر من اغتيالات الصحفيين، يقتل المتطرفون الكثير من الصحفيين.

ويتنبئ الكاتب الأمريكى بخطأ مقبل وهو ما ستسببه حملة مراقبة وتضييق الخناق على مسلمى الغرب .. فعلى الرغم أن الأمر مرضى للبعض عاطفيا إلا أنه يخلق "فيرجسون" أخر على غرار ما يحث فى ولاية ميسورى الأمريكية والمواجهات العنيفة بين الشرطة والسكان المحليين على خلفية قضية عرقية .. وهو ما يقلل من فرص إبلاغ المسلمين عن الإرهابيين المحتملين فى المستقبل .. والأسوأ من ذلك، إذا منعنا المسلمين من التعبير عن رأيهم بحرية فى المساجد أو على وسائل الاعلام الاجتماعية ، فإننا نحثهم على العمل سرا وسماع أصواتهم فقط كما يفعل الجهاديين.

ويعارض الليبراليون الغربيون هذه الحملات ولكن تحت مظلة حقوق الإنسان. وهى استراتيجية إقناع محكوم عليها بالفشل لأنه فى أى صدام بين "الأمن" و "الحقوق" ، سيفوز الأمن دائما.

وبناءا عليه يحتاج الليبراليون إلى شرح أن الحملات الشاملة على المسلمين تقلل من فرص سيادة الأمن الغربي، بدلا من ربطها دائما بحقوق الإنسان لغير ذوى البشرة البيضاء.

وينوه الكاتب البريطانى إلى أن الهستيريا الغربية بسبب الهجمات فى الدول الغربية تعزز من حجة المتطرفين: وهو معيار الغرب المزدوج .. فلقد أخذت حادثة قتل ذوى البشرة البيضاء فى باريس فرقعة إعلامية أكبر من قتل المسلمين فى سوريا أو غزة. وبناء عليها لقد كانت ردة فعلنا المبالغ فيها فى صالح الإرهابيين فقط.

ويقول جيتى كلاوسن ، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة برانديز ، إن الجهاديين المعاصرين يصورون أفلامهم بغرض تحميلها على شبكة الإنترنت مستخدمين معدات تصوير حديثة لدرجة أن عدم تصوير الجهاديان الأخوان كواشى لحادثة المجلة الفرنسية أثار استياء مؤيديها على شبكات التواصل الاجتماعى ولكن بعد ذلك قام بعد ذلك الأخوان بإعداد سيارة مجهزة تكنولوجيا لنشر مقاطعهم على التلفزيون مباشرة ، وكما قال الفيلسوف الألمانى بيتر سلوترديجك لقد ارتقوا إلى أعلى مراتب النظام الإجرامى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة