أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

«الكتوبة الحلوة» تفرح القلب

الخميس، 12 مارس 2015 06:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قليلة هى المقالات الصحفية التى تبهرك بمجرد قراءتها للوهلة الأولى، افتقدنا متعة القراءة مع تلاحق الأخبار اليومية من انفجارات وقنابل ومواجهات لأعمال عنف فى سيناء والمحافظات وتحركات للحكومة وقرارات للرئيس، حتى كان مقال «القاهرة التى تقتل بالزميلة «المصرى اليوم» للثلاثى شهاب فخرى ومحمد سعيد عز ونمير جلال، عن الجانب الآخر من القاهرة التى لا نعرفها، القاهرة التى افتقدناها سنوات طويلة، القاهرة التى تاهت معالمها وجمالها التاريخى، القاهرة التى طالما كان يتحاكى الجميع بشوارعها فى زمان سابق.

فى مقال مصور، رصد الزملاء الثلاثة تاريخ شارع بورسعيد منذ أن كان اسمه فى الماضى شارع الخليج، جسدوا التقاطعات الزمنية والجغرافية، وكيف تداخل التاريخ مع الحاضر ليخرج فى النهاية بكيان الشارع الحالى، أبرزوا قيمة الشارع من خلال قصص عن الجدران والبشر، عن الترام الذى كان «يحك فى حيطان «السبيل»، عن الأسواق والمبانى لإظهار التشابك بين ترسبات التاريخ وصراعات الحاضر وتصورات المستقبل، والمبهر أنه رغم طول المقال، فإنك تستسلم لرغبتك الداخلية فى قراءته حتى النهاية، لتتذوق جمال الكتابة والتربيط الذى استخدمه الزملاء الثلاثة فى الانتقال بين السرد والوصف إلى التاريخ ثم العودة من جديد للحاضر.. حسنا ما فعل الزملاء، ولو كان بيدى لرشحتهم لجائزة دبى، وهم أهل لها.

الأصل من التركيز على تجربة الزملاء الثلاثة، أنها الأولى منذ وقت طويل فى الصحافة الورقية، وأنها تجسد طريقا جديدا فى الكتابة الصحفية، يجب أن تتكرر مع الزملاء الثلاثة أو آخرين، مادامت حققت الإمتاع لنا كصحفيين وأهل المهنة وللقارئ أيضا.

أخيرا تتبقى النصيحة التى وجهها الزملاء الثلاثة لنا عن تجربة المشى فى القاهرة، قالوا: «يفتح المشى فى القاهرة أفقا لكتابة وحكى تواريخ من الفشل والمثابرة والمقاومة، ولتذكر قصص غير مكتملة ونهايات ليست قطعية الدلالة. فكأن المشى ممارسة نقدية ضد التاريخ الخطى الذى تتسم به السرديات الوطنية والتنويرية، من ناحية أخرى يمكننا النظر للمدينة باعتبارها طبقات من الأطلال ليس بغرض النحيب على ماض جميل كما فى الشعر الجاهلى أو فى الأدب الرومانتيكى، أو كمصدر لنوستالجيا زائفة عن قاهرة كوزموبوليتانية جميلة ومتسامحة ومنظمة، ولكن باعتبار الأطلال مجازا لتفكيك الزمن وللتفكير فى ما هو ممكن، ولا ننكر أن المدينة بالفعل قاسية ولكننا فى الواقع لا نعرف المدينة لأنها ليست متاحة لأكثريتنا. يردد الكثير من أبناء الطبقة الوسطى خطاب القاهرة تقتل، والقاهرة لا تتعدى الخمس أو الست أحياء على الأكثر بالنسبة لهم، وجزء كبير من فكرة القاهرة تقتل ناتج من تخيل وهمى عن ما هى المدينة، وعن تصورات تعسفية تضع القاهرة تحت هالة سلبية كشىء غير مكتمل أو كمسخ قاتل، ما نقوله ببساطة هو أن أكثريتنا لا يعرف المدينة، فهى فى أحيانا كثيرة محبطة وكئيبة ولكنها فى أحيان أخرى مدهشة وجميلة».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة