الأردن تطيح باللون البرتقالى وتطهر عمال النظافة من اللون الداعشى

الأربعاء، 11 مارس 2015 10:28 م
الأردن تطيح باللون البرتقالى وتطهر عمال النظافة من اللون الداعشى عمال نظافة
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سابقة هى الأولى من نوعها فى التاريخ، أطاحت الأردن باللون "البرتقالى"، الذى يرمز إلى الثأر والانتقام الذى ينتهجه تنظيم "داعش" المتطرف فى رهائنه وضحاياه، ويحمل رمزية ومحاكاة وتضامن منه مع مسجونى معتقل جوانتامو، واختارت المملكة احتفالية "أمنا عمان" التى توافق يوم الجمعة الموافق 20 مارس الحالى لتكون ساعة الصفر فى عملية الإطاحة بالبرتقالى، حيث يتم استبدال لون زى عمال النظافة البرتقالى المميز إلى اللون الفيروزى (التركواز).

وتأتى عملية التغيير انصياعا لنتائج استطلاع الرأى الذى أجرى على صفحات التواصل الاجتماعى، وأسفر عن مطلب شعبى جماعى يؤكد ضرورة تغيير هذا اللون الذى بات مرتبطا فى الأذهان بحرق الطيار معاذ الكساسبة حيًا على أيدى هذا التنظيم قبل شهرين.

وحرصًا من الأردن على عدم تشويه صورة عمالها ورسالتهم لخدمة المدينة وقيم العمل الشريف التى يجسدوها، سيرتدى عمال النظافة الأردنيون والذين يبلغ عددهم أكثر من ستة آلاف "زيا فيروزيًا"، وسيتم تعميم الزى الجديد على مراحل وبالتدريج، وسيتم صرفة أربع مرات فى العام للحفاظ على مظهرهم العام واللائق.

استخدام اللون البرتقالى سبق لتنظيم القاعدة استخدامه قبل "داعش" فى عام 2004، وكان ظهور اللون البرتقالى فى تلك الفترة حين بث التنظيم مقطعا مرئيا للمهندس الأمريكى بول جونسون، الذى اختطفه أفراد ما يعرف بـ«تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب» وقطعوا رأسه، ولأن داعش تنظيم ولد مع القاعدة رغم تبرئها منه، إلا أنه استعار لونها البرتقالى ولون به صور جميع ضحاياه فى الصور والمشاهد التى يبثها وتظهر قيامه بقطع رؤوس الأسرى الأجانب والعرب، وفى تنفيذ عمليات إعدام جماعية بحق معارضيه.

ظهور داعش كان مفاجأة الألفية الجديدة، وأول ظهور لهذا الاسم الجديد «داعش» كان فى أبريل عام ٢٠٠٣ ليس بهدف الإعلان الرسمى أو محاولة تضخيم شأن التنظيم كما يخطئ عادة من يقرأ جماعات العنف المسلح خارج نصوصها وسجلاتها الداخلية، فالتسمية كانت هدفا استراتيجيا للتنظيم لابتلاع كل المجموعات الصغيرة.

الهدف الأول لإعلان «داعش» لم يكن قرارا دعائيا أو محاولة تضخيم قدرات التنظيم الذى يجول طولا وعرضا فى مناطقه المحببة فى العراق والشام، بقدر ما كان تحديا وجوديا لافتراس الأسماك «القاعدية» الصغيرة، وهو ما أدركته «جبهة النصرة» مبكرا فرفضت الاندماج وبدأت معارك إثبات الوجود التى لا تزال مستمرة إلى الآن، وإن كانت الغلبة على مستوى أبناء «القاعدة» ويتامى بن لادن لـ«داعش» رغم أن التنظيم رسميا يرفض الاعتراف بالهزيمة حتى اللحظة.

التقاسم الإرهابى لكعكة الشام والعراق كان سببا فى الخلاف بين التنظيمات المسلحة، «داعش» و«النصرة» بالأساس، وبقية الصغار حسب ولاءاتهم ومصالحهم الصغيرة، وإن كانت المبرر المقدم للأتباع والجمهور العريض هو «الشرعية»، فالاتهامات المتبادلة بالبغى والخروج على سلطة الحاكم الشرعى والمفاوضات، بل والمحاكمات المجانية والإعدامات، كشفت ما كان مستورا ولم تظهر واقعا جديدا فى الخلاف بين التنظيمات المسلحة حول أحقية تمثيل «الجهاد»، وهو ما يعنى إدراكهم لدورهم والانتعاش المقبل لدورات الإرهاب والعنف بعد انهيار الربيع العربى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة