محمد عبودة يكتب: ضربة معلم

كيف نقسو عليهم وهم أحباب للرحمن؟ كيف نقسو عليهم وقد قال فيهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (ليس منا من يرحم صغيرنا)؟ كيف نقسو عليهم وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعبر عن رحمته بالأطفال وشعوره الخاص نحوهم بطرق مختلفة فكان تارة يقبلهم وتارة يسلم عليهم ويلاطفهم فى الحديث ويضمهم إليه إذا كانوا من أبنائه أو أبناء بناته، وإذا كانوا صغارًا فى أيام ولادتهم الأولى يتناولهم بيديه الكريمتين وأحيانًا يناديهم بعبارات محببة إلى نفوسهم يسرون منها ويضحكون وغير ذلك من الأساليب التى تدخل البهجة على الأطفال وتنقلهم إلى جو من المرح والسعادة.

بكل الأسى والحزن أنعى ابنى العزيز إسلام الذى قتل على يد معلم.. نعم معلم.. ذهب من بيته صباحًا لمدرسته فلم يعد إليها بعد أن نال ضربة على رأسه من؟ من معلمه الذى يربى قبل أن يعلم. لا أجد كلمات أعبر بها عما يجول بخاطرى مهما كانت الأسباب نسى.. بعض المعلمين وبعض القائمين على التعليم فى مدارسنا أنهم يعملون جميعًا من أجل خدمة الطالب ولكن يبقى سؤالاً هل تم تأهيل المعلم بالعمل لتربية نشء وجيل واع؟ هل هو قادر على ضبط انفعالاته داخل الفصل؟

تطالعنا وزارة التربية والتعليم كل يوم بتدريبات للمعلم لتؤهله تربويًا وها هى النتيجة ضربة معلم تودى بحياة طفل.. موت طفل على أيدى معلمه.. مؤدبه فهكذا كانوا يطلقون عليه قديمًا.

أرجو أن تهتم وزارة التربية والتعليم بتأهيل المعلم نفسيًا ليكون قادرًا على ضبط انفعالاته.. قادرًا على مواجهة حل المشكلات مهما كانت.

رحم الله على مبارك أستاذنا ومعلمنا فعندما قسى عليه شيخه وثقلت عليه العصا ترك أسرته بل وقريته هربًا من قسوة المعلم.

السيد الموقر وزير التربية والتعليم ليس كافيًا أن يؤهل المعلم تربويًا بل يجب أن يخضع لاختبارات نفسية تؤهله بأن ينشأ جيلا صحيحا.