العنف والخوف وعدم القدرة على التواصل مشاكل ابنك اللى بتحصل بسببك.. العفريت والأسد وأوضة الفيران تقتل مواهب طفلك ومهاراته الفكرية.. والتحدث معه من يوم ميلاده ينمى ذكاءه.. ومراقبة ما يشاهده تجنبه العنف

الثلاثاء، 10 مارس 2015 08:06 م
العنف والخوف وعدم القدرة على التواصل مشاكل ابنك اللى بتحصل بسببك.. العفريت والأسد وأوضة الفيران تقتل مواهب طفلك ومهاراته الفكرية.. والتحدث معه من يوم ميلاده ينمى ذكاءه.. ومراقبة ما يشاهده تجنبه العنف صورة أرشيفية
كتبت سارة حجاج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلق الإنسان ضعيفا لا يملك من أمره شيئا، وطفلك ما هو إلا أمانة وضعها الله عز وجل بين يديك، وعليك إدراك أن كل ما يقوم به من سلوكيات يكتسبها فى الأصل من طريقتك فى التعامل معه، أو تعاملك مع الآخرين أمامه.

فالإنسان الجبان والعنيف والمنطوى، ما هو إلا طفل تربى بصورة خاطئة.

تخويف الطفل يؤثر على مهاراته الفكرية ويفقده القدرة على الإبداع


العفريت، والوحش، والأسد، وأوضة الفيران أيا كانت الوسيلة التى تتبعها مع طفلك لترهيبه، ومنعه من الإقدام على فعل معين، فتأكد أنك ستنجح فى ذلك. ولكن تأكد أيضا أنك نجحت بالفعل فى تنشئة إنسان يخشى من تحقيق أهدافه، ولا يقدر على التعبير عن مواهبه وإبداعاته.

يؤكد الدكتور طلعت حسن سالم أستاذ طب وسلوك الأطفال، أن عادة الخوف لدى الأطفال تساهم بصورة كبيرة فى تشويه سلوكياتهم الطبيعية، وتعيق تقدمهم الفكرى. فالخوف فى البداية قد يكون من أشياء معينة وغالبا من نسج الخيال.

ولكن مع مرور الوقت يتحول الخوف لعادة تتوحش تدريجيا لتسيطر على دائرة حياة الطفل بالكامل، فيخشى من التحدث إلى الغرباء، ويخشى من التعبير عن رغباته وإرادته، ويخشى من مواجهة المجتمع، ويتحول الخوف من وسيلة إلى صفة تفرض نفسها وتسيطر على شخصيته طوال العمر.

وللأسف يعد الترهيب من أسهل وسائل التربية التى يلجأ إليها الوالدان، وينتج عنها العديد من الأثار السلبية التى تتحول لعادة فى سلوك الطفل وتلازمه طوال عمره ومن أهم تلك الأثار هى:

- يفقد الطفل نتيجة لشعوره بالخوف، القدرة على اتخاذ القرار السليم، أو إبداء رد فعل متزن لكل ما يواجهه من مواقف، كما تميل شخصيته للتذبذب والتردد دائما.
- الخوف يعرض الطفل للفشل فى التحصيل الدراسى، نتيجة خوفه من السؤال عن ما يشغله أو ما لا يستوعبه من المعلمين، خشية التعرض للنقد .
- الخوف يمنع الأهل من اكتشاف مواهب ومهارات الطفل، نتيجة عدم قدرته على التعبير عن أفكاره بصورة تلقائية.
- فى حالة استعداد الطفل للإصابة بأى من المشكلات النفسية، فى مراحل حياته المختلفة، فإن صفة الخوف تضاعف من أعراض تلك المشاكل النفسية بصورة كبيرة.

طفلك عنيف؟ انظر إلى نفسك أولا


بين العنف كسلوك مكتسب، والعنف المرضى لدى الأطفال شعرة، فعادة العنف لديهم كما يوضحها سالم، تحدث نتيجة لعاملين أساسين
هما:
- العنف المرضى: والذى يحدث نتيجة لإصابة الطفل بأمراض نفسية معينه، تدفعه للتعبير عن رغباته بوسائل غير طبيعية، ويمكن تميزه عن العنف المكتسب من خلال عدة ملاحظات أهمها، إيذاء الطفل لنفسه أو للأطفال الآخرين بصورة مفرطة وغير طبيعية، كاستخدامه لأدوات صلبة فى التعامل، أو إقدامه على أفعال عنيفة، تهدد حياة الآخرين، دون إدراكه لحجم الخطر الذى يقدم عليه.

وهذا النوع من العنف غالبا ما يظهر لدى الأطفال المصابين بأنواع معينة من الأمراض النفسية والسلوكية، كفرط الحركة وبالطبع تتطلب تلك الحالات ضرورة العرض على طبيب السلوكيات.

- النوع الثانى هو العنف المكتسب: ويحدث نتيجة تأثر الطفل بالبيئة المحيطة به، وأهمها بالطبع سلوك الوالدين تجاهه، فاستخدام أسلوب الضرب فى التربية، يوصل للطفل رسالة مفادها أن العنف يعد وسيلة لحل المشاكل، أو أنه سلوك يمكن التعامل به بين البشر.

كما أن مشاهدة أفلام الكارتون أو ألعاب البلاى ستيشن، التى تحتوى على مشاهد عنيفة، قد يكسب الطفل تلك العادة، ولذا يجب أن يقوم الأهل بمراقبة كل ما يشاهده الطفل.

تحدثك مع طفلك منذ يوم ميلاده يزيد من معدل ذكائه وقدرته على التواصل اجتماعيا


تأخر طفلك فى الكلام وخجله، وعدم قدرته على التعامل اجتماعيا، ترجع أسبابه فى المقام الأول لطريقة تربيتك، فكثير من الآباء يستهينون بقدرات أطفالهم العقلية، ويتعاملون مع الطفل حديث الولادة تحديدا كونه كائن لا يتأثر بما يدور حوله.

فيما يؤكد سالم أن تطور المهارات الاجتماعية ومهارات النطق، بل وتنمية مستوى الذكاء لدى الطفل، تبدأ منذ اليوم الأول لميلاده.

فالتحدث إلى الطفل فى الثلاثة أشهر الأولى، يزيد من درجة تنبهه للبيئة المحيطة به، ويعمل على تنشيط إدراكه، وبالتالى تزيد درجات تركيزه وانتباهه بصورة كبيرة للغاية، وهو ما يسهم فى تطور مهاراته العقلية واللغوية، وبشكل أسرع من الطفل الذى لم ينبه مبكرا لتلك المؤثرات.

أما فى الشهور التالية التى تبدأ من الشهر الرابع من عمر الطفل، وهى الفترة التى يمكن له أن يبدى رد فعل لغوى لمن يحدثه، من خلال إصداره أصواتا غير مميزة.

هنا يجب أن نهتم بزيادة توجيه الكلام له، وتلقى رده الصوتى، ففى تلك المرحلة يبدأ الطفل فى تنمية أولى مهاراته الاجتماعية، وهى التفاعل مع الأفراد المحيطين دون حجل أو خوف من خلال الأصوات.

وفى النهاية يؤكد طلعت أن الأطفال الذين اعتادوا على تلقى الحديث فى شهور عمرهم الأولى هم الأقدر على النطق مبكرا، ولديهم القدرة على التعامل اجتماعيا أفضل من هؤلاء الذين لم ينتبه آباؤهم إلى ضرورة التحدث معهم فى تلك الفترة من أعمارهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة