سعود السنعوسى: احتفاء القراء المصريين بـ"سائق البامبو" كان مذهلا

السبت، 07 فبراير 2015 01:20 م
سعود السنعوسى: احتفاء القراء المصريين بـ"سائق البامبو" كان مذهلا الكاتب الكويتى سعود السنعوسى
كتب بلال رمضان - تصوير إسلام أسامة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الكويتى سعود السنعوسى، إنه ليس الوحيد من أبناء جيله فى الكويت ممن يكتبون وينتقدون الشأن الداخلى، ويعبرون عن آرائهم بحرية، إلا أن الفرق الوحيد بينه وبينهم هو أن قدر روايته "ساق البامبو" أنها فازت بالجائزة العالمية للرواية فى نسختها العربية "البوكر"، وهو الأمر الذى سلط الأضواء على الرواية بشكل كبير.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت، مساء أمس، بالقاعة الرئيسية، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ46، للكاتب الكويتى سعود السنعوسى، حول روايته الشهيرة "ساق البامبو" الفائزة بجائزة الرواية العالمية فى نسختها العربية "البوكر"، وأدار الندوة الكاتب والصحفى إيهاب الملاح، وحضر الندوة عدد كبير من جمهور المعرض ومن المثقفين.

وقال سعود السنعوسى إن هذه المرة الأولى لى فى معرض القاهرة، ولكننى لا أشعر أنها الأولى، فلست غريبًا عن مصر، وفى الحقيقة أنا أحاول أن أخفى شعورى بالارتباك، وربما يكون سبب الارتباك هو وجودى كشاب صغير بين صور رموز الكتابة الكبيرة فى العالم التى تزدان بها قاعة المعرض.

وأضاف سعود السنعوسى، من الصعب أن أتذكر كيف جاءتنى فكرة الرواية، ولكن دائمًا ما كنت أفكر فى نظرة الآخر، وتلك الصورة السلبية التى لا يهتم بها الكثيرون، ولكن فى النهاية هى صورتنا، واتجهت لكتابة عدة مقالات، ثم فكرت فيما بعد فى كتابة الرواية، وبحثت عن أساليب وشكل عالمها، ومن هو الآخر الذى ربما يمكنه أن يتحدث فى الرواية، فجاءت فكرة شخص متشكل الهوية، وجاءت فكرة أن يكون من الهند أيضًا، نصفه كويتى، ونصفه هندى، وجاءت المشكلة أن الهندى لو ارتدى غترة وعقالاً يصير كويتيا، ثم جاءت فكرة أن يكون هذا الشخص غريبًا، واخترت أن يكون من الفلبين، لأنه على الرغم من حمله لجواز السفر سيبدو شكله مختلفًا.

وقال سعود السنعوسى، بعد عودتى من الفلبين كنت أشعر بأننى أرى هوزيه بالفعل، وحدث أن البعض قال بأن هوزيه كان يرصد التفاصيل الكويتية بشكل مبالغ، ولكن هذا الرأى يمكن تقبله لو قلت إن المؤلف نفسه هو الذى يبالغ، لكن الآخر له نظرته التى ترصد التفاصيل التى تخصه.

وحول ما كتب عن "ساق البامبو" قال سعود السنعوسى، كتبت قراءات ودراسات كثيرة، البعض هاجم، والبعض أحب العمل، وكنت أندهش أن كل ما جاء فى الرواية أغلبه فى صحفنا اليومية، ومن هنا كان من الغريب أننا نتقبل ما يأتى فى الصحف وما تحتويته من حوادث، إلا أن الرواية رفضت.

وطرح إيهاب الملاح، خلال الندوة مسألة التواصل بين الجيل الجديد والجيل الأكبر، وعلاقة الصداقة بين سعود السنعوسى والكاتب الكبير الكويتى إسماعيل فهد إسماعيل، فقال سعود: إسماعيل فهد إسماعيل وغيره من الكتاب لهم دور فى دعم الشباب، وعلاقتى به إنسانية، فى الأدب والكتابة، وأستشيره كثيرًا، وكان يكتب روايته فى حضرة العنقاء، وأنا كنت أكتب "ساق البامبو" وكل أسبوع كنت أقرأ له فصلا وهو يقرأ لى فصلا، وأتصور أن سبب إنجازى للعمل فى سنة، هو هذا التواصل، وكان من الجميل فيه أنه لا يوجه ولا يقول هذا صح أو خطأ، فهو لا يمارس أى نوع من الأستاذية، فلم يقل لى فى يوم من الأيام يجب أن تكتب الرواية بهذه الطريقة أو ينبغى أن تفعل هذا، وأنا فى الحقيقة لا أفهم كلمة يجب أن تكتب الرواية بهذه الرواية فأنا لدى مشكلة مع الأطر.

وحول مشهد وصول عيسى إلى المطار الكويتى، وأزمة الوافد على المجتمع الكويتى بالملامح فقط، لا بالهوية، قال سعود السنعوسى: هذا المشهد يتكرر بالفعل، كان يستوقفنى هذا المشهد كثيرًا، خاصة حينما تحلم بأنك عائد إلى الوطن، والمختلف معى هو أن روايته حصلت على جائزة، ولكن داخل الكويت الكثير من الشباب والكتاب ينتقدون ما يحدث، وأنا لا أتصور أن الرواية جريئة كما يقال عنها، وأتصور أننى كنت أنتقد بلطف، فأنا فى النهاية سعود وليس عيسى، ولكن ربما نتفق مع بعض فى الآراء.

وعن نهاية الرواية قال إيهاب الملاح، إن مشهد النهاية كان من أروع ما كتب، فى الروايات، وفى الأدب العربى خاصة، فعلق سعود السنعوسى هذا أصعب مشهد كتبته، فأنا جاهل بالرياضة، فحتى مدة الشوط الواحد لا أعرفها، وعندما اقتربت من نهاية العمل وجدت أنه طبقاً لواقعيتها فإن المشهد الرياضى كان من المشاهد التى وجدت أنها ضرورية جدًا، وتعبر عن أنه بدأ كتابة سيرته فى 2008 وانتهى منها فى 2011.
وقال سعود السنعوسى، فى كل مرة يسألنى فيها صحفى لماذا تكتب؟، كنت اكتشف أننى أجيب إجابة مختلفة، وكل ما يقال صحيح، ولكنه ليس السبب الوحيد، ومنذ شهر كنت فى الطائرة وأنا عادة ما أسجل شبه يوميات، حتى أننى وجدت فى دفاترى عبارة كتبتها فى يوم ما: "لا يوجد شىء يستحق الكتابة اليوم".

وأشار سعود السنعوسى، إلى أنه فى إحدى الرحلات حدث أن تعرضت الطائرة إلى مطبات هوائية، وتسبب الأمر فى حالة هلع لجميع الركاب، فقام وقتها بكتابة كل ما يحدث، وبعدما هدأت الأوضاع، سأل نفسه ما جدوى ما كتبته، مضيفًا، برأيى أن أفضل إجابة هى ما قالته الكاتبة الراحلة رضوى عاشور عن سبب ممارستها للكتابة: لأننى أحب الكتابة، هى أعظم إجابة برأيى عن كل ما قيل عن سبب الكتابة."

وقال إيهاب الملاح، إن سعود السنعوسى هو تجربة روائية خاصة جدًا فى المشهد العربى، وفى الكويت بشكل خاص، وكانت روايته حدثا مدويا، قبل أن تصل للقائمة الطويلة لجائزة البوكر، ثم فازت، وأصبح سعود السنعوسى ملء السمع والبصر.

وأضاف إيهاب الملاح أن صاحب ساق البامبو يحظى بشعبية كبيرة فى مصر، وقراء تزداد شعبيتهم يوميًا ويتواصلون معه.

وقرر "سعود" أن يقرأ لجمهور المعرض جزءًا من روايته.

وقال إيهاب الملاح، إن هذه الرواية استطاعت أن تطرح موضوعاً بجرأة قد تسبب له المشكلات، خاصة أنه فى مجتمع خليجى له عادات وتقاليد، وأنا أعرف أنه ربما كان سيتعرض لمشكلات بالفعل، إلا أن الأمور سارت على خير بعدما جاءت الريح بكل ما تحمله من خير بفوزها بالبوكر، وكان البعض ينظر لهذه الرواية بريبة والبعض يرفضها بعنف، ومع وصولها للقائمة الطويلة ثم القصيرة دفع البعض لإعادة النظر للرواية، وكان من الجيد أن الرواية لاقت استحساناً وتفاعلاً من الكتاب والنقاد فى مصر والعالم العربى، ما يجعل ما كتب عنها بمثابة مجلد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة