طارق ناجح يكتب: السقا مات

الخميس، 05 فبراير 2015 06:24 م
طارق ناجح يكتب: السقا مات جنازة شهيد - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الموت.. كلمة نسمعها ونقرأها بشكل يومى.. ولكنها تمر علينا مرور الكرام.. لا نحس لها أثرًا.. ولا نشعر لها وجعًا.. لغياب أخ لنا فى الإنسانية إثر حادث أو مرض خبيث. الموت.. ما الموت؟ هو نهاية كل كائن حى على وجه الأرض.. كلنا نعلم ذلك، ولكن أين وكيف ومتى؟ تلك هى الصدمة والفجيعة المؤلمة، التى قد لا يحتمل وطأتها البعض.. فهى أشد فتكًا وألمًا من أى مرض خبيث، وقد يودى الحزن بحياة الأشخاص، الذين فقدوا حبيبا لهم خلال ساعات أو أيام لأنهم لم يستطيعوا الحياة بدونهم.

وقد يعيشون سنوات طوالا وجرحهم ينزف ألمًا ودمًا قطرة فقطرة، وما يجعلهم يستمرون فى الحياة هو أن عقلهم يرفض فكرة رحيل أحبابهم، وكأنهم سافروا إلى مكان بعيد وسيعودون يوما ما.

لقد كانت رواية "السقا مات" لأديبنا الكبير يوسف السباعى من أكثر الروايات، التى تحدثت عن شدة الألم والحزن الذى يُسبِّبه فراق حبيب رحل.. فعاش السقا بقلب جريح حزين على رحيل زوجته الحبيبة، فأصبح الموت هو عدوه اللدود. وتكاتفت الظروف عليه لتزيد حزنه وألمه، ففرَّقت بينه وبين جارته، التى رغب بالزواج منها، ومات صديقه الذى كان عمله هو تقدم الجنازات للنواح و"التعديد" على الميت، والذى كانت لديه فلسفته الخاصة الساخرة من الموت، فعمل مكانه ليسدد ديِّنه، هو الذى يكره الموت وكل ما يمت له بصلة كراهية بلا حدود.

كل هذا أدى إلى نهاية أكثر حزنًا وإيلامًا "السقا مات"، والتى لم يستطع الفيلم المأخوذ عن الرواية أن يتطرق لها، لأنها كانت ستجعل الفيلم شديد الكآبة والحزن، بدرجة قد لا يحتملها المشاهد.

ولكن فى النهاية، فإنه كما قال الشهيد والأديب الكبير يوسف السباعى فى إحدى مجموعاته القصصية: "كلنا إلى التراب نصير.. أو إلى السماء نطير.. فأرح نفسك ودع الحياة تسير".. فليلهم الله الصبر والسلوان لكل من فقد حبيبا أو قريبا.. شهيدا للواجب أو فى حادث أليم أو مرض عضال.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة