انتهت، منذ قليل، الندوة الخاصة بالمسرح المتمرد بمعرض الكتاب فى دورته الـ46، بحضور كل من المخرج المسرحى عادل حسان، ودكتور جمال ياقوت، والمخرج المسرحى رشا عبد المنعم، وبدأت الندوة بتأكيد دكتور جمال ياقوت أهمية نقل المسرح إلى الشارع، معتبرها أحد الظواهر المهمة التى قد تقابل بالهجوم فى بادئ الأمر، لكن مع استمرارها ينخرط الجمهور فيها ويبدأ فى المشاركة بالعروض، وتم تطبيق التجربة فى السويد ونجحت نجاحا باهرا.
وأكد عادل حسان أنه بدأ بنقل المسرح للشارع عن طريق "مسرح المقهى" ورغم تحذير الكثيرون من عدم النزول للشارع، خوفا من مواجهة الفكرة بعنف إلا أنها نجحت بشدة، قائلا "قمت بعمل عدة عروض فى العديد من المحافظات، والفكرة فقط تحتاج إلى جرأة النزول للشارع والاندماج مع الناس".
وأضاف حسان أن الفكرة تطورت وأصبح هناك ورش لتكوين فرق، خاصة بمسرح الشارع لتدريب أعضائها على مواجهة الجمهور واختيار الموضوعات المناسبة للشارع، مضيفا أن فكرة المسرح المتمرد بدأت من الستينيات ويرجع الفضل فيها للمخرج محمد فاضل، وأكد أنه الآن يتجه بعض المستقلين أو الجهات الأجنبية إلى إنشاء فرق مسرحية من الشارع نفسه، وهناك تجربة أقيمت بمنشأة ناصر، حيث تم إنشاء فرقة من عمال النظافة.
ولفت إلى أن مسرح الشارع مسرح مستقل متحلل من جميع القيود، مؤكدا أنه يفضل أن يظل بعيدا عن وزارة الثقافة حتى لا يتم تأجيره، ويدخل بموضوعات روتينية تخضع للرقابة، وقوالب معينة، ويمنع فرصة التمرد والاختلاف.
ثم تطرقت رشا عبد المنعم إلى معنى فكرة المسرح المتمرد، مؤكدة أن كلمة التمرد دائما ترتبط بمعنى سياسى سلبى وربما يطلق عليه المسرح المتمرد لارتباطه بالسياسة، فالمسرح يزدهر فى الدول الديمقراطية، لذلك فهو نادر فى مصر، فالمسرح المتمرد يقدم لغة جديدة بتأثير قوى، وقامت رشا بسرد واقعة للمخرج محمد منصور فى أوائل التسعينيات، عند هجومه فى أحد مسرحياته السلطة السعودية، مبينا أنها تقوم بالتجارة الدينية، وكان يحضر وقتها السفير السعودى، ومن ثم تم وقفه عن العمل وتوفى بالأزمة القلبية، مشيرة إلى أنه ربما هذا يدل على أحد أشكال التأجير التى تضع فيه الدولة المسرح.
وأكد جمال ياقوت أن التمرد يشمل الشكل والفكرة من خلال تقديم موضوعات مختلفة، بشكل مختلف وهذا ينتمى اليه المسرح المتمرد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة