سعيد هلال يكتب عن: الفارس الأول

الأربعاء، 04 فبراير 2015 12:02 م
سعيد هلال يكتب عن: الفارس الأول صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعيش أقلامهم وكتاباتهم وأفلامهم أكثر من أسمائهم، إنهم الحقيقة مبدعون، يكتبون دائماً وهم يحملون هم وطنهم ودينهم ومشاكل مجتمعهم، ثائرون غاضبون دائماً على حالهم، لديهم مواهب خاصة وقدرات منفردة وثقافات متنوعة وعميقة، يمتلكون رؤية ثاقبة وسليمة ومعتدلة، فى كثير من الأحيان يناقشون ويتحدثون عن الصورة من كافة زواياها المختلفة والمتعددة، لهم أسلوب جاد وقوى، ولهم تحلل وفهم خاص للجميع الموضوعات الحياتية.

ربما يرجع هذا إلى كثرة قراءتهم التى لا تقف أمام مجال معين، فهم أيضاً يسمعون أكثر مما يتحدثون، يتابعون عن كثب الأخبار السياسية منها والاجتماعية حتى يحللون برؤيتهم العميقة الصورة من جميع جوانبها وزواياها، لا أقول أنهم يملكون الحياد.. لكنهم فى كثير من الأحيان قادرون على المواجهة برؤية ثاقبة وسليمة ووسطية.

أنهم يكتبون تحت ظروف إنتاجية صعبة، وتحت أمزجة النجوم المتقلبة والمتغيرة والشاذة فى كثير من الأحيان، من توسيع وتكبير ومط فى أدوارهم داخل العمل الفنى بجميع الوانه، وبالإضافة أيضا إلى متطلبات الشباك أو المصطلح الجديد "الجمهور عاوز كده" وهذا غير صحيح الجمهور فى كثير من الأحيان يلهث وراء العمل الجيد ويرحب به، على عكس ما ينقل عنه.

ربما انتبهتم عمن أتحدث.. عن ذلك الشخص المجهول دائماً المهدور حقه فى كثير من الأحيان، والمنسى والمهمش فى جميع تترات الأعمال الفنية المختلفة، رغم أنه المهندس المعمارى للعمل الفنى صاحب اللبنة الأولى للعمل، رغم أنه صاحب الموضوع والفكرة والنص، قليل منهم من تجد اسمه يسبق اسم بطل العمل، وقليل منهم من يذكر اسمه بشكل جيد فى تتر العمل الفنى.

بل أقول إن الكثير منهم لا ترى أسماءهم وُضعت بشكل يليق بهم أو بأعمالهم، إما وسط التترات أو باخرة، وفى أحيان كثيرة نرى أسماءهم بخط صغير وكأنهم نكرة أو أشخاص شواذ لا يجب ذكرهم بشكل يليق بهم وبجهدهم فى إعداد هذا العمل، بل ما يحزن هذه الفئة من المبدعين ليس فقط تجاهل القائمين على العمل الفنى لعدم ذكر أسمائهم بشكل يليق مع إبداعهم وقدراتهم الإبداعية، بل ما يُحزن ويؤلم هو تجاهل الجمهور أيضا لهم ولجهودهم.

بالتأكيد الآن تعرفتم على من أقصد بالسطور السابقة، وأكيد أيقنتم سر ثورتى على هذا التجاهل المتعمد فى كثير من الأحيان، أن ثورتى ليست من فراغ ولا افتراء، إنما للأسف الشديد هو واقع ملموس ومحسوس ومرئى للجميع، فى هذا المقام.. أنا أتحدث عن الحاضر الغائب.. عن كاتب السيناريو والحوار.. عن الفارس الأول للعمل الفنى.

الكبير منهم فى الاسم والحجم لا يصل أجره مهما ارتفع إلى خمس ما يتقاضاه نجم العمل.. أن كان فيلم ومسلسل أو مسرحية، فالقليل منهم هو الذى يستطع أن يفلت بأوراقه وإبداعاته ونصه إلى بر الأمان وإلى ما يتمناه بعيدا عن تحكمات الآخرين وما أكثرهم.

أعرف أنه ليس بجديد أن أتحدث عن كاتب السيناريو عن الفارس الأول للعمل الفنى، لكن القليل أيضاً من الكتاب سبقونى وتحدثوا عنه، لكن بدون اهتمام.. ولكنى اليوم أعيد الصرخة من جديد حتى ينتبه إليها القارئ والمشاهد قبل المنتجين والنجوم.

اليوم أصرخ بأعلى صوتى وأقول (((ياااااناس))) انتبهوا إلى الورق إلى كاتب السيناريو (يااااناس) اتركوا الفيلم لمؤلفه يقدم أفكاره ويحقق معادلاته ولا بأس من النقاش حول السيناريو ونقده بشكل ديمقراطى، بشرط أن يكون المناقش على نفس المستوى الثقافى للمؤلف، ولا مانع أن يزيد عنه، المهم أن نصل إلى رؤية بصرية مكتملة.

أنا ككاتب سيناريو أقول وأكرر لا عيب فى تعديل وتبديل فى النص بعد النقاش الجاد والبناء لا مانع طالما فى صالح العمل الفنى، بل لا مانع من إعادة البناء مرة أخرى فالسيناريو مهما كانت براعته لن يبلغ درجة القداسة.

يا سادة انظروا إلى السيناريست انظروا إلى الجهد الذى يبذل فى السيناريو حتى يصل إلى شريط يعرض ويرها المشاهد.. انظروا إلى كاتب السيناريو الذى فى بعض الأحيان لا يذكر اسمه بين المخرجين والنجوم ويتوه وسط التترات وينسوا أو يتناسوا أن العمل الفنى سبق وأعده كاتب سيناريو سهر الليالى والأيام حتى يخرج إلى النور.

وأخيرا.. أقول.. سيظل السيناريست الأديب والروائى المحرك للعمل الفنى، الذى يبعث الحركة فى السطور المجردة، ويحولها إلى كائنات تجرى وتتنفس وتتحرك وتتقاتل على الورق.. ربما لا يصل القارئ إلى سر ثورتى ككاتب سيناريو، ولا يقدر غضبى لأن كثيرا من القراء لا يعرفون شكل السيناريو ولا الجهد المبذول فيه قبل العرض على الشريط السينمائى.

أعرف أن هناك قلة من الناس قد قرأت سيناريو أو تعرف شكل السيناريو لذلك لن يقدر سر ثورتى، عن تجاهل حق الكاتب فى العمل الفنى، وحتى لا أطيل سأكتفى بهذا القدر وفى المقال القادم سوف نتحدث على مواقف حقيقية حدثت مع بعض الكتاب الذين تعوق ظهور السيناريو فى الشكل الذى أخره مؤلفه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة