أكد سامى عمارة، مؤلف كتاب "بوتين وصراع السلطة والثورة.. وانعكاس التجربة على الحالة المصرية"، أن الرئيس السابق محمد مرسى بذل جهدا كبيرا لمقابلة بوتين وقد كان الجانب الروسى رافضا لهذه المقابلة، وقد كان بوتين يعلم ماذا قاله مرسى فى التحرير حين قال "الستينيات وما أدراك ما الستينيات"، والستينيات تعنى إلى موسكو فترة مزدهرة فى العلاقات بين مصر وروسيا، كما كان يدرك مدى كراهية الإخوان لعبدالناصر الذى بالنسبة لموسكو ليس فقط رمزا بل تاريخا.
جاء ذلك فى الندوة التى استضافتها قاعة الموائد المستديرة وملتقى الشباب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، لمناقشة كتاب "بوتين وصراع السلطة والثورة.. وانعكاس التجربة على الحالة المصرية"، بمشاركة الدكتور سامى عمارة مؤلف الكتاب وقامت بتقديم المناقشة نشوى الحوفى.
قامت نشوى الحوفى بطرح عدة أسئلة على الدكتور سامى عمارة حول الكتاب منها لماذا "بوتين" الآن، وما وجه الشبه بين روسيا ومصر، وكيف صعدت روسيا مرة ثانية على الرغم من انهيارها تماما مسبقا.
وأجاب الدكتور سامى عمارة، أن هذا الكتاب يتسم بأهمية خاصة لأنه جاء فى مرحلة محورية تعيشها مصر، وأنا وجدت أن كثيرا من الأشياء المشتركة تجمع بين البلدين مثل المشاكل والآفاق والتاريخ، كما أن الكتاب يستمر إلى فترة زمنية تنتهى عمليا فى ديسمبر 2014 بما يعنى فترة إعلان العقيدة الأسرية التى أعلن الرئيس بوتين تغييرها، والكتاب يتناول قضايا أساسية ومشتركه بين البلدين كموقف "بوتين" من الإرهاب وموقفة من رجال الأعمال وموقفه من القنوات الخاصة والإعلام وموقفه من قضايا تنمية المجتمع.
وأضاف "عمارة" ما كان يمكن أن نصل لبوتين كشخصية تاريخية ومحورية إلا إذا استعرضنا تاريخ انهيار الاتحاد السوفييتى وهى فترة حكم "يلسن" الذى أعتقد أنه كان يجب أن يقدم للمحاكمة، لكن الرئيس بوتين وجد أنه لابد من فترة مصالحة إذا كان هو قبل بالمصالحة مع رجال الأعمال شريطة الالتزام بشروط محددة فما كان يمكن إطلاقا فى نهاية الأمر أن ينكل ببعض رموز التاريخ بغض النظر عن السلبيات، كما أنه استطاع لم شمل ما بقى من الاتحاد السوفييتى واستطاع أن يحافظ على روسيا كاملة، وأخيرا استطاع أن يعيد لها بعض الأراضى التى فقدتها تاريخيا مثل شبه جزيرة القرم، وما كان ممكن أن نتحدث عن بوتين إلا وكانت الأزمة الأوكرانية لحظة فارقة فى تاريخ هذه الدولة التى أؤكد أنه أعاد لها الكثير من وقار الماضى على خريطة السياسة الدولية.
وأضاف "عمارة" أن آمال السوفييت الذى كان عددهم ما يقرب من 240 مليون، كانت معلقة على الحركة الإصلاحية التى قام بها "جاربتشوف" تحت شعار "البريسلوكا" و"الجراس ماست"، لكن سرعان ما خاب الأمل بسبب إعطاء "جاربتشوف" الأولية للسياسة عن الاقتصاد، على عكس ما نراه فى الصين على سبيل المثال،
كما أكد الدكتور "سامى عمارة" لقد كانت بعض الأوساط تردد أن العلاقات المصرية والروسية هى علاقات اضطرار وليست اختيار وما أجده اليوم والقاهرة تستعد لاستقبال بوتين أن الرئيس السيسى له رأى آخر فى هذه المقولة، وأعتقد أن موسكو تبادله الرأى وقد أعدت موسكو للسيىسى عند زيارته استقبالا أسطوريا لم تشهده روسيا من قبل، وأعتقد أن كل هذه المسائل تقول إننا أمام مرحلة نوعية جديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة