د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: إنما الأمم الأخلاق

الأربعاء، 04 فبراير 2015 08:03 م
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: إنما الأمم الأخلاق قطة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأخلاق هى أساس القيم والفضائل، وعنوان الشعوب وقد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهى أساس الحضارة، ووسيلة المعاملة بين الناس، وقد تغنى بها الشعراء فى قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي (وإ نما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا).

والأخلاق هى الأساس لبناء المجتمعات الإنسانية سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية. إن أى مجتمع من المجتمعات لا يستطيع أفراده أن يعيشوا فى أمان أو متفاهمين ومتعاونين وسعداء ما لم يرتبطوا برباط الأخلاق الحميدة، لأن مكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية، لا يستغنى عنها أى مجتمع من المجتمعات، فالأخلاق هى الوسيط الأساسى لتعامل الإنسان مع أخيه الإنسان على أسس من الاحترام والتقدير. هل من الممكن أن نتخيل مجتمع من المجتمعات انهارت فيه الأخلاق، كيف يكون هذا المجتمع فى تعاملات أفراده؟ كيف يكون التعامل بينهم فى العمل لولا فضيلة الأمانة مثلًا.

إن ارتقاء الأمم والشعوب لا يكون إلا عن طريق ارتقائها فى سلم الأخلاق، وانهيارها لا يكون إلا بانهيار الأخلاق. والسعادة كل السعادة يكون بالتمسك بالأخلاق الفاضلة، والتعاسة كل التعاسة فى التخلى عن الأخلاق. فالتزام الفرد والمجتمعات قواعد الأخلاق يحقق أكبر قدر من السعادة للفرد والمجتمع. وإذا أردنا أن نعرف الأخلاق فى أبسط معانيها نقول إنها الطبع والسجية. والأخلاق نوعان: أخلاق حسنة وتتمثل فى الأدب والفضيلة، وأخلاق سيئة تتمثل فى سوء الأدب والرذيلة. ولأهمية الأخلاق فقد احتلت مكانة عظيمة.

ودرجة رفيعة فى الإسلام، وحضت عليها الكثير من الآيات، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة. قال تعالى فى محكم التنزيل (هو الذى بعث فى الأميين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم) والتزكية بمعنى تطهير القلب من الشرك والأخلاق السيئة كالغل والحقد والحسد، وتطهير الأقوال والأفعال من مرذول الأخلاق.
وكذلك حضت وحثت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة على مكارم الأخلاق، بل إن دعوة الرسول جاءت من أجل أن تتمم مكارم الأخلاق، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وأيضًا عندما سئل الرسول عن أى المؤمنين أفضل إيمانًا؟ قال أحسنهم أخلاقًا)، ولذلك لا يأمر الله بعباده إلا ويكون من وراء ذلك غاية أخلاقية عظيمة، الصلاة مثلا قال تعالى (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) (العنكبوت-45).

وللأخلاق فوائد عظمى، وآثارا جمة منها: إنها أثقل فى ميزان العبد المؤمن يوم القيامة وذلك لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ( ما من شىء يوضع فى الميزان أثقل من حسن الخلق، وأن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة).

ولقد أمرنا الإسلام الحنيف بحسن الخلق حتى مع أعداء الإسلام، أى مع جميع الناس سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين. إن للأخلاق مكانة عظيمة ودرجة رفيعة، لذا دعت جميع الأديان إلى التمسك بمكارم الأخلاق، لأن الأخلاق القويمة ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات، وبها تتقدم الأمم وترتقى، لذا حرى بنا أن نغرس القيم الأخلاقية السامية فى نفوس أولادنا منذ الصغر، فكم من أمم وحضارات ارتقت بحسن الخلق والتمسك بمكارم الأخلاق. وكم من أمم وحضارات انهارت بسبب البعد عن الأخلاق والتردى فى مستنقع الرذيلة.

ما أحوجنا فى هذا العصر الذى تسود فيه الفتن والاضطرابات أن نتمسك بأهداب الأخلاق والقيم السامية، حتى تسعد الأفراد والمجتمعات، ويسود الأمن والأمان.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة