قال الدكتور ثروت الخرباوى، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن الإسلام هو دين الرحمة، لأن الله قال للرسول عليه الصلاة والسلام "ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وعندما خلق آدم كان هذا الخلق كما أراد الله أن العبد مخيرا فى أن يعبد الله أو لا يعبد فلا إكره فى الدين.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "تجديد الخطاب الدينى.. الأساطير والأوهام المبررة للعنف"، ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب، فى دورته الـ46.
وأضاف الدكتور ثروت الخرباوى، أن الكل يذهب إلى الله طوعا لا مجبرا، والرحمة هى شرط أساسى فى الإسلام، كما أنه دين الرحمة ودين السلام ليس به اعتداء أو تعدٍ على أحد أبدا، والحروب التى أطلق عليها "الغزوات" كان المسلمون هم من يتعرضون للغزو، ولا يجوز أن يكون هناك تعدٍ على أحد حتى تجبره على شىء وأن الله عز وجل عاتب الرسول لأنه كان يشق على نفسه للدعوة، فأراد الله أن تكون العلاقة بينه وبين عبده من غير وساطة.
كما قام الدكتور ثروت الخرباوى، بمهاجمة وانتقاد الجماعات الإسلامية المتشددة، والتى تقوم على تشويه صورة الإسلام والمسلمين والتى تقوم على تفسير الآيات القرآنية حسب تصورهم ومصالحهم، مشيراً إلى مقطع الفيديو التى نشره تنظيم داعش بحرق لمواطن حيا، قائلا: هذا ضد الإسلام، وإن كل آيات القتال فى القرآن تتحدث عن الدفاع وليس الغزو.
وأوضح ثروت الخرباوى أن من الأساطير التى تنشر لمشروع الإسلام السياسى، هو اختلاق فرضية الخلافة، وهو نظام حكم عربى، اختاروه لأنفسهم، وأن أفعال الصحابة من ضرورات حكم وليس فرائض دين، وإن أصحاب مشروع الخلافة الإسلامية، نسبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث دينية ضعيفة، منها من صور الرسول الكريم على أنه قاطع طريق حيث إنهم نسبوا له قول "بعثت بالسيف بين يدى الساعة وجعل رزقى تحت رمح سيفى".
وأكد ثروت الخرباوى، أن كل من يريد جمع الأمة فى خلافة واحدة، هو انتحال باسم الدين، لأنه لا يمكن بالعقل أن تقوم بجمع الأمة على أمر واحد حتى أن الصحابة الذين يستشهدون بهم، قد اختلفوا فيما بينهم حول من يتولى الحكم، وإن أقوال الصحابة أسطورة من الأساطير التى أسست العنف حيث جعلت المتشددون من أقوالهم، مشيرا إلى أن الوحيد المنزه فى تبليغ الدين الرسول عليه الصلاة والسلام.
ومن جانبه قال الكاتب صلاح سالم، أن أصل كل عنف أن يدعى أحد امتلاك الحقيقة فإذا تحدث بها شخص فيكون الآخرين على باطل، وهناك حقائق ساعدت على العنف، مثل فرقة العرق الأرقى والتى يخرج منها الملوك، وباسمها انتشرت الحروب فى المرحلة الحيوية فى التاريخ الإسلامى.
وأوضح صلاح سالم، أن هناك حقيقة معرفية وهو تصور إنسانى ما عن الحقيقة وأن الحقيقة لها وجه واحد ومن هذا الوجة خرجت كل الأيديولوجيات لتصور الفرد لهذا العالم مثل النازية التى حارب من أجل تصور هى تراه والذى راح ضحيته 20 مليون شخص، وهى أكثر الصور اللاانسانية، ويوجد الحقيقة الدينية وهى محاولة الشخص على الآخرين باسم الدين.
وأضاف صلاح سالم أن المدعين بامتلاك الحقائق من وراء هذا العالم، مثل اليهود التى تتصور أن الله هو ملك لهم وأنهم يملكون سر العالم والتى لا يمكن الاختراق وحاربوا باسم الرب، والمسيحية ادعت أنها تمتلك الحقيقة داخل الكنيسة حيث إن الكنيسة هى التى تحدد مصير الأشخاص وهى من تمتلك الحقيقة فقط، وفى الإسلام طالما تم الادعاء أن الحقيقة كاملة من الذين اعتبرا نفسهم بطول التاريخ، والذين صنعوا الدين الإلهى.
وأوضح صلاح سالم، أن هذه الادعاءات اتخذت أربع أساطير أساسية وأولها أسطورة الخلافة الإسلامية وأنها الحقيقة السياسية، والفتنة التى حلت على المجتمع الإسلامى ونتجت بالعنف، والتى تتبع نظرية التحكم، ولم يكون فى القرآن ولا التاريخ الإسلامى نظرية الحكم الإسلامى، كل واحد من الخلفاء جاء بطريقة مختلفة وليس بناء على نظرية ثابتة.
وتابع أما الأسطورة الثانية فهى الهوية المغلقة التى تعنى أن الهوية هى الدين المكون الأساسى من المكون الحضارى، والقول بأن الهوية هى الدين فقط فيجب أن تكون مؤمن صحيح الإيمان، وتكون ضد المسيحية واليهودية وتعرف الذات على أنها نقيض الآخر، وهذا ليس صحيح على الإطلاق، أما الأسطورة الثالثة هى المغامرة وهو أن تكون مؤمن بأن الغرب يتامر علينا، والأخيرة هى أسطورة الجهاد التى تساعد على ممارسة العنف لتطبيق الخلافة الإسلامية.
ولفت صلاح سالم أنه إذا كان المسلم يتحمل هذه الأساطير وعاجز عن أن يحمى حقوقة فمن الطبيعى أن يولد آلية العنف والجهاد بحجة الدفاع عن النفس والأمة والمفارقة الحقيقية لا تستطيع أن تحيا يوما فى سبيل الله، لأن الحياة فى سبيل الله صعبة للغاية حيث إنه ستصبح قنوع وزاهد وضمير يحكمك على مدار الوقت، وهذا ما يعجز الإنسان عليه، فالاعتقاد بامتلاك الحقيقة والتفرع عنها جشع حقيقى، ومن الضرورى الآن هو إصلاح الفكر الدينى لمواجهة العنف.
وقال الدكتور على مبروك أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن ما يبرر العنف، ليس وهم أو أسطورة إنما خطابات قائمة، وعلينا بل ومن الضرورة تفكيك هذه الخطابات، وأن العنف ليس خصيصة تلازم الإسلام السياسى فقط بل من ينظر إلى الشأن المصرى، يشاهد أن الظلم هو إلصاق العنف بالإسلاميين أو الأصوليين فقط لكن هناك عنف رمزى تمارسه النخب المدنية داخل المجتمع وليس قتلا أو تفجيرا، لكنه قد يتحول فى أى وقت إلى عنف مادى.
وأوضح على مبروك أن هناك العديد من خطابات لا تقوم بتبليغ العنف فقط بل تقوم على إنتاجه وهو ما يظهر فى خطاب الحداثة العربية فإن بنية الخطاب وثوابته والمبادئ الحاكمة له تصل بنا إلى العنف والإرهاب والخطاب المستخدم هو فرض الديمقراطية بالقوة لا يقوم على منطق الفهم، مشيراً على أن الأزهر ساعد على نشر آفة التكفير من خلال كتب الأشعرية، التى تقوم على نشر تكفير المخالفين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة