كانت الدكتورة بسمة عبد العزيز ضيفة المقهى الثقافى فى اللقاء المفتوح الذى أداره الناقد والشاعر شعبان يوسف، ودار حول قضايا التعذيب وضحاياه فى مصر. وفى البداية قالت الدكتورة بسمة، إن العنف لا يولد سوى عنف مضاد لدى أى شخص تعرض لعنف بشكل ما.
وأوضحت أن كتابها "إغراء السلطة" المطلقة هو عبارة عن رسالة الماجستير الخاصة بها فى الطب النفسى وكانت بعنوان التبعات النفسية للتعذيب تخصيصا اضطراب ما بعد الصدمة، وهذه الرسالة تمت مناقشتها عام 2005، وترجمت منها الفصل الذى يناقش سيكولوجية الشخص الذى يمارس العنف، والأمم المتحضرة تعرف من معاملتها للحيوانات والأطفال والفئات الضعيفة ولدينا مشكلة كبيرة فى مواجهتنا للعنف، وهذا يرتبط بشكل عام بالنشأة والتربية فمنظومة العنف تتدرج منذ الطفولة وحتى الموت.
وأضافت: إن مفهوم التعذيب الوارد فى الأمم المتحدة هو إلحاق ضرر أو أذى بأى إنسان من قبل موظف صاحب سلطة عامة، حيث يعتبر التصرف تعذيبا.
وأضافت بسمة أن عمليات التعذيب تتسبب بصراع داخلى عند المشاهد، كون الضحية بريئة، وفى حال تدخله والدفاع عن الضحية سيتعرض شخصيا للضرر.
وأشارت بسمة خلال الندوة إلى أن القانون المصرى لا يعترف بعقاب المتسبب فى العنف المعنوى، وإنما القانون يعترف بالعنف المادى فقط، وأكدت أن وجود العنف مرتبط بوجود الإنسان ولكنه يختلف من مجتمع إلى آخر.
وهناك دراسات نفسية أُعدت على بعض الحالات، وأثبتت أن هناك علاقة تنشأ بين الضحية والمعذب تقترب من علاقة الحب والإعجاب، لا نمتلك فكرة أن كل مخطئ له عقابه المنصوص عليه دون التعرض للتعذيب، ويجب على الجميع إلغاء فكرة أن المخطئ يستحق التعذيب، فهذا غير موجود بالعالم كله ولا بالإنسانية التى نتشاركها.
التعذيب له عدة تعريفات لكن البعض يظن أن ضرب الأم لأطفالها تعذيب أو أن التحرش الجنسى بالشوارع تعذيب وهذا خاطئ, فالتعذيب فى صلب تعريفه هو الأذى النفسى والمادى الذى يوقعه موظف حكومى بسلطته الحكومية والسلطة المخولة إليه من الدولة على أشخاص أخرين لأى غرض.