الانبا ارميا

"السمكة أم السنارة؟"

السبت، 28 فبراير 2015 11:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون: "إن كان النجاح يجعلك متكبرًا، فأنت لم تنجح حقـًّا! وإن كان الفشل يجعلك أكثر عزيمة وإصرارًا، فأنت لم تفشل حقـًّا!". أن مقياس الأمور فى الحياة ليس العمل نفسه، ولٰكن ما يؤدى إليه العمل من آثار فى حياة البشر، لذٰلك قيِّم وعدِّل من ذاتك بحسب ما تؤول إليه أعمالك من نتائج. فجيد للإنسان أن يحقق النجاح، ولٰكن أن كان نجاحك هو بَدء الطريق نحو الكبرياء أو التعالى على الآخرين، فحقيقية الأمر أنت قد بدأتَ الطريق إلى فشل لا ينتهي! لأنه كما ذكر الحكيم: "قبْل الكسر الكبرياء، وقبْل السقوط تشامُخ الروح" لذٰلك، انتبه إلى نفسك فى طريق الحياة.

أيضـًا قيِّم نتائج أعمالك مع الآخرين، أتُقدِّم إليهم محبة حقيقية وخيرًا حقيقيـًا أم إنك تقدّم إليهم سمكة ليوم واحد، ويظل احتياجهم إليك قائمـًا لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم، أو النمو وتحقيق النجاح والسعى فى الحياة بمفردهم. نعم، قدِّمتَ إليهم سمكة اليوم، ولٰكن لتكُن لك دائمـًا خُطة وفكر نحو تقديم مساعدة حقيقية ترتفع بحياتهم وإمكاناتهم وأفكارهم. وليكُن هٰذا دربك فى الحياة: أن تساعد من يحتاج إليك على الارتقاء والنمو والاعتماد على النفس من خلال إثراء هٰذه النفس. مثل الوالدَين اللذين يقدمان الحب والمعونة إلى أبنائهما، ولٰكنهما يدربانهم على النمو والنضج فى طريق الحياة.

أتذكر قصة طالما تكررت كثيرًا فى الحياة عن الابن المدلل الذى تُقدِّم إليه أمه كل حاجاته، راغبة فى أن يحيا حياة مريحة، وطالما كررتْ عبارة: "الغد يحمل كثيرًا من الهموم، فدعوا الطفل يتمتع الآن بالحياة.". وصار الطفل صبيـًّا، ثم شابـًّا، وهو ما يزال يتمتع بالحياة. وفى أول عاصفة قابلته، انحنى أمامها وفقد الطريق حتى انكسرت سفينة حياته على شاطئ مشكلات العالم! لذا، عليك أن تُدرِك أن ليس كل ما يظُنه المرء خيرًا هو بالفعل خير؛ بل هناك طرق تبدو للإنسان أنها تقود إلى الخير، وهى تحمل تعبـًا وآلامـًا كثيرة. وهناك طرق يَهابها الإنسان، ولٰكنها تحمل الخير فى أعماقها.

وللتمييز بين الأمور، يحتاج الإنسان إلى الحكمة والصبر والتقييم المستمر لما يؤديه من أعمال وتصرفات؛ فاطلب الحكمة من الله، وصادقِ الحكماء تتعلمْ منهم الحكمة. تعلَّم الصبر، ولا تحكم على أمر ما حتى يتسنى لك أن تُدرِك أبعاده وأعماقه من خلال متابعتك له. وحين تُدرِك أنك أخطأتَ، فالشجاعة الحقيقية هى أن تتوقف عن الاستمرار فى الخطأ، ثم تُعدِّل من طريقك وأسلوبك. أن حياة قصيرة فى الطريق الصحيح تكون ضوءًا يَهدى الآخرين فى الطريق فيكملون المسير، لهى أفضل من حياة طويلة فى الاتجاه الخاطئ تضلل البشر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة